مسؤول عسكري يمني يفكك لـ”العين الاخبارية” شيفرة “رسائل إيران”
المرسى – العين الاخبارية
فكك مسؤول عسكري يمني في حوار مع “العين الإخبارية” شفرة الرسائل الإيرانية التي حملتها مفخخات مليشيات الحوثي خلال الأيام الماضية.
وقال المتحدث باسم القوات المشتركة اليمنية العقيد وضاح الدبيش إن هجمات الحوثي على السعودية تعد ردا إيرانيا على مد التحالف العربي يد السلام للحل في البلاد.
وأعلن التحالف العربي الأحد اعتراض قوات الدفاع الجوي السعودي والقوات الجوية السعودية سلسلة هجمات مزدوجة لمليشيات الحوثي نفذتها بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار استهدفت أعيان مدنية ومنشآت اقتصادية حيوية.
واعتبر المتحدث العسكري للقوات المشتركة في الساحل الغربي أن مليشيات الحوثي استخدام طائرات مفخخة وصواريخ كروز إيرانية الصنع بشكل مكثف ومزدوج للهجوم على منشآت حيوية واقتصادية في السعودية أنها “سابقة خطيرة” وتأتي عقب أقل من شهر من صدور قرار مجلس الأمن مؤخرا بحظر شامل للأسلحة للانقلابيين.
كما تتزامن هذه الهجمات التي تتم بأسلحة إيرانية مع مشاورات السلام ودعوة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي لحوار يمني يمني.
وأكد الدبيش في حوار مع “العين الإخبارية”، أن مليشيات الحوثي تعيش على الأزمات وعلى الموت ولا يمكن أن ينتظر منها اليمنيين السلام، مشددا على ضرورة الحسم العسكري المصحوب بمبادرات سلام.
وأشار إلى أن هجمات مليشيات الحوثي المتزامنة مع الدعوة الخليجية للسلام والمشاورات الأممية هي “خطوة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة أن لم يتم الضغط على إيران وفرض أشد العقوبات على طهران لأستمرارها في مد هذه المليشيات الإرهابية بأسلحة الموت التي تهدد دول الجوار وتفتك بالشعب اليمني”.
وكشف المسؤول العسكري عن أمتلاك إيران وحدة تهريب خاصة في الحرس الثوري الإيراني تتولى عملية نقل الأسلحة لمليشياتها بالمنطقة لا سيما مليشيات الحوثي وتقوم بعملية التمويه والإخفاء برا وبحرا عبر شبكة تهريب معقدة ومتعدد الجنسيات.
وإلى أبرز ما جاء في الحوار
ما مدى خطورة هجمات الحوثي على الأعيان المدنية في السعودية على السلام باليمن؟
الهجمات على السعودية هي تأكيد جديد على أن مليشيات الحوثي تعيش على الموت وأشلاء اليمنيين، لكنها تعد أيضا رسالة إيرانية ردا على مد التحالف العربي والأشقاء في السعودية أيادي السلام، ورغم أنها لا تعد الهجمات الأولى إلا أنها سابقة خطيرة ضد دعوة مجلس التعاون الخليجي لمشاورات يمنية – يمنية وضد مشاورات الأمم المتحدة في الأردن.
من أين أنطلقت هجمات الحوثي باتجاه السعودية مؤخرا؟
تشير المعلومات الأولية أنها انطلقت من صعدة وحجة والجوف، حيث تم رصد منصات لإطلاق هذه الاسلحة الإيرانية ولا نستبعد إطلاقها من مطار صنعاء وموانئ الحديدة، خصوصا وأن المليشيات حاولت تنفيذ هجوم بحري في البحر الأحمر قبل أن تحبطه قوات التحالف العربي.
لكن المؤكد أن الأسلحة المستخدمة في الهجمات الحوثية سواء الطائرات بدون طيار والصواريخ المجنحة وصواريخ كروز كلها أسلحة إيرانية الصنع ومطورة إيرانيا عبر خبراء إيرانيين ولبنانيين ودخلت اليمن عبر التهريب.
تشير أعداد الهجمات الحوثية المزدوجة بالصواريخ والمسيرات إلى ترسانة سلاح محدثة، كيف يتم ذلك؟
نحن اليوم في العام الثامن من الحرب الحوثية وأصبح لدينا التجارب الكافية لنعرف وسائل مليشيات الحوثي لنسف مساعي للسلام والكيفية التي تطيل بها إيران أمد الحرب عبر تهريب الصواريخ والطائرات والتي مصدرها ترسانة النظام الإيراني والتي كان آخرها شحنة الصواريخ التي تم ضبطها في 8 مارس/آذار الجاري في منفذ شحن على الحدود العمانية.
وتعتبر شحنة الأسلحة الإيرانية هذه ضمن أسلحة نوعية وخطيرة يهربها النظام الإيراني إلى اليمن ولا تملكها إلا دول محدودة، ما يشير أن الصواريخ الحرارية سحبت من الترسانة الإيرانية وقد زودت بها مليشيات الحوثي.
وهذه ليست هي الشحنة الأولى ولن تكون آخر عملية تهريب للأسلحة الإيرانية التي تتدفق على مليشيات الحوثي بما فيه الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي تهدد العالم وتقتل الشعب اليمني والمدنيين في دول الجوار، حيث يمتلك الحرس الثوري وحدة تهريب تتولى عملية نقل الأسلحة لمليشياتها.
كما تشير إلى إصرار النظام الإيراني على تهريب أنواع مختلفة من الأسلحة لأذرعه الحوثيين وبما فيه الأجهزة النوعية ذات الخطورة العالية ما يعد بادرة خطيرة وتحرك أكثر جرأة أمام مرأى ومسمع العالم.
من أين تتدفق الأسلحة للحوثيين؟
أظهر تقرير خبراء الأمم المتحدة بشأن اليمن المقدم لمجلس الأمن مؤخرا تواطؤ قيادات ومسؤولين في دول إقليمية تقوم بتهريب وتسهيل توريد ونقل الأسلحة الإيرانية للحوثيين.
من المؤكد أن سفارات إيران وسفنها الجوالة في البحار هي أوكار للخبراء والمهربين وتدير بشكل كبير تهريب الأسلحة للحوثيين في الداخل اليمني، وإن لم يتم الضغط على إيران وفرض أشد العقوبات عليها لن تتوقف عملية تدفق أسلحة الموت إلى البلاد.
ويتخذ الحوثيون من الحدود البحرية غربا وشرقا وشريط ساحلي يزيد امتداد عن 2500 كيلومتر في تهريب يومي للسلاح، كما تستخدم الحدود البرية شرقا في هذه العمليات ولهذا نجد صعوبة في فرض رقابة على كل هذه الحدود. وتعد عمليات الضبط والمصادرة لشحنات الأسلحة الإيرانية من قبل البحرية متعددة الجنسيات هي أدلة كافية على استمرار تدفق السلاح للمليشيات الإرهابية.
هل هناك إجراءات للحد من تدفق الأسلحة للحوثي؟
مؤخرا بعد صدور قرار مجلس الأمن في 28 فبراير/شباط الماضي، الذي صنف مليشيات الحوثي جماعة إرهابية وفرض عليها حظر شامل على توريد الأسلحة لوحظ عملية تشديد في الرقابة على تهريب الأسلحة بما فيه عبر الأقمار الصناعية والكاميرات الحرارية والرقمية.
وعلى الأرض، تولي القوات اليمنية وتحالف دعم الشرعية اهتمام كبيرا منذ انطلاق عاصفة الحزم 2015، وذلك عبر تشديد الرقابة على شحنات التهريب ودعم القوات اليمنية بالأجهزة الحديثة وتأهيل الأفراد بدورات مخصصة في كيفية التفتيش بهدف كشف تعقيد وتمويه مهربي أسلحة الحرس الثوري، وقد تككلت مؤخرا بضبط شحنة نوعية وخطيرة في منفذ شحن على حدود عمان.
كيف يمكن دفع الحوثيين لقبول مبادرات السلام؟
يحمل التصعيد العسكري والعدائي الواسع للحوثيين رسائل واضحة لنسف السلام مقابل غياب الردع الدولي، ولن يجلبهم لطاولة المشاورات إلا القوة العسكرية والاكتساح العسكري في جميع الجبهات وهو حل يجب أن العالم والمجتمع الدولي.
ونحن كيمنيين نفد صبرنا تجاه هذه المليشيات الإرهابية ولابد من اجتثاث هذه المليشيات من جذورها وإعادتها إلى كهوفها ومعقلها في صعدة، وهذه هو الحل لتحقيق السلام والاستقرار باليمن، ولن يكون هناك أي سلام ما لم يتم كسر جبروت مليشيات الحوثي بالقوة العسكرية.
ولا بد أن تكون مشاورات السلام متزامنة مع ضغط عسكري فعال على الأرض وأن يضرب التحالف العربي بيد من حديد، فالسلام المحمي بقوة السلاح هو الضامن الوحيد لجلب هذه المليشيات الإرهابية إلى طاولة المفاوضات أو أننا أمام عنف ودمار متزايد سوف يطال اليمن ودول الجوار بشكل أكثر مما يتصوره البعض.