مذيع أخبار قناة اليمن يبيع القات بصنعاء في عهد الحوثي
المرسى – صنعاء
أثارت صورة المذيع صدام الحاج مقدم النشرة الرئيسية في قناة اليمن وهو يبيع القات صدمة لدى اليمنيين.
وظهر الحاج وهو يفترش الأرض في مدخل سوق لبيع القات في صنعاء، بعدما فقد عمله في التلفزيون الرسمي منذ أن سيطرت عليه مليشيا الحوثي.
وتظهر صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، مذيع الأخبار البارز في التلفزيون اليمني، ذا الصوت المتميز، والمظهر الأنيق، يفترش رصيفا صغيرا بملابس رثة على مدخل واحد من أسواق صنعاء، ويزاول مهنة بيع القات لكسب لقمة عيش عائلته.
واضطر الإعلامي الحاج إلى العمل في هذه المهنة، بعد أن ضاقت قناة اليمن الحكومية -بنسختيها في صنعاء والرياض- ذرعا بالمبدعين والموهوبين، وأصبحت حكرا على “التافهين وأصحاب الولاءات الطائفية والحزبية”، وفق تعبير الصحفي كمال السلامي.
ودفعت الحرب، بجانب ممارسات مليشيا الحوثي الإرهابية، الكثير من الإعلاميين والصحفيين إلى مغادرة مهنهم والتوجه نحو مزاولة أعمال أخرى، بينها أشغال شاقة، إلى جانب العمل في غسل السيارات، وجمع النفايات، وبيع الخضار، والمياه المعدنية، وغيرها.
وحول الحوثيون اليمن إلى أسوأ وأخطر بيئة للعمل الصحفي على مستوى العالم، إثر إغلاق الصحف والقنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية وتهجير بعضها إلى خارج البلاد، ما أفقد العاملين فيها وظائفهم ورواتبهم، إلى جانب تعرضهم للملاحقة والاعتقالات والتعذيب والقتل والاختطافات والإخفاء القسري.
ومنذ سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر 2014 تعرض الإعلام اليمني لانتكاسة خطيرة، حيث تلاشت واختفت وسائل إعلام كثيرة، وذلك بُعيد ازدهار، وحضور وتنوع وانفتاح، ما دفع الصحفيين وغيرهم نحو رصيف البطالة والفقر وشدة الحاجة، وأجبرهم على البحث عن أعمال بديلة، قد تمكّنهم من سد رمقهم، وتعْصمهم من الجوع مع أسرهم.
وتغيب نقابة الصحفيين اليمنيين عن المشهد، ما انعكس سلبا على وضع الصحفيين اليمنيين وفاقم معاناتهم، ودفع بهم إلى رصيف البطالة والتشرد.