مئات الصيادين يفرّون من بطش الحوثي إلى مراكز الإنزال في الساحل الغربي
المرسى – خاص
مع دخول فصل الصيف من كل عام يبدأ موسم الاصطياد في البحر الأحمر ويتجه الآلاف من الصيادين نحو أرزاقهم وما يجود به البحر من خير.
لكن المليشيا الحوثية كعادتها عملت على تحويل موسم الاصطياد الى موسم جباية وجمع الاتاوات من الصيادين تحت ذرائع مختلفة مثل المجهود الحربي وغيره.
وتحت سطوة المليشيا وبطشها يضطر المئات من الصيادين لدفع تلك الاتاوات حتى يستطيعوا الحصول على ما تبقى من فتات ليطعموا به أسرهم.
لكن رمزي سالم في العقد الثالث من العمر لم يستطع تحمل هذا الوضع وقرر التوجه من مدينة الحديدة مع عائلته التي نزحت معه من الحديدة على متن القارب الصغير ليصلوا الى منطقة قطابا الساحلية شمال الخوخة بعيدا عن بطش المليشيا وغطرستها.
يكمل رمزي حديثه قائلاً: “المئات مثلي أخذوا عائلاتهم فوق القوارب ونزحو في قطابا وموشج والخوخة بعد ان ضاق بهم الحال في مناطق سيطرة الحوثيين”.
عمار حسن مكلفد يقول: “إن سوق قطابا للأسماك، والذي تم بناءه بدعم من الهلال الأحمر الإماراتي، يشهد زحاماً شديداً وإقبالاً من الصيادين من مختلف مناطق المحافظة، وقد أصبح تقريباً المركز الرئيسي في المحافظة والذي يجتمع فيه آلاف الصيادين لغرض بيع ما اصطادوه”.
العشرات من مراكز الانزال السمكي في الساحل الغربي صارت تعج بالصيادين من جميع انحاء المحافظة لا أحد يفرض عليهم الاتاوات تحت أي مسميات ولا يتعرضون لأي عمليات ابتزار، كما قال نادر دوبلة أحد مالكي القوارب في الخوخة.
وقد عمدت مليشيا الحوثي، منذ انقلابها على الدولة، إلى تدمير الانتاج السمكي واستهداف الصيادين بالألغام البحرية كما هجرت مئات الصيادين من منازلهم وأجبرتهم على النزوح والتخلي عن مهنة الصيد.
وبحسب تقرير صادر عن مركز تطوير قطاع الأسماك فان انتاج اليمن قد تراجع نحو النصف خلال الخمسة الاعوام الماضية من حرب الحوثيين كما ساهم ارتفاع اسعار الوقود وانعدامها ومتاجرة الحوثيين بها في السوق السوداء لتمويل حروبها، في عزوف الكثير من الصيادين عن مهنتهم وتحولوا نحو مهن أخرى.