لقاءات نادرة في الرياض ترفع سقف طموحات اليمنيين
المرسى – تقارير
تشهد العاصمة السعودية الرياض، تحولًا كبيرًا غير مسبوق في الأزمة اليمنية ومسارها، خاصة في تقارب القيادات اليمنية المناوئة لمليشيات الحوثيين، بعد تشكيل مجلس قيادة رئاسي للبلاد، واختتام المشاورات اليمنية – اليمنية في الرياض، وهو ما رفع من سقف طموحات اليمنيين، في وضع حدّ للأزمة التي يشهدها اليمن، منذ قرابة 8 أعوام.
وعقد عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزبيدي، لقاءً مساء الأحد بالرياض، مع القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان مسلمون)، حميد الأحمر وعدد من أشقائه، بعد سنوات من التباينات والخلافات بين المكونين السياسيين، وتباعد أهدافهما المتعلقة بشكل الدولة اليمنية مستقبلًا.
وأكد الزبيدي، خلال اللقاء، ”أن البلد يقف على أعتاب مرحلة تاريخية جديدة تتطلب مصداقية الموقف وإخلاص العمل، وأن يتحمل الجميع مسؤولياتهم في مجابهة التحديات كل من موقعه“.
لقاء نادر
وفي المقابل، أجرى عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، العميد الركن طارق صالح، زيارة إلى مقر إقامة نائب الرئيس اليمني المعفى من منصبه، علي محسن الأحمر، بالرياض، للتأكيد على ”ضرورة توحيد الجهود ورص الصفوف لمواجهة ميليشيات الحوثي الإرهابية والتمدد الإيراني، واستعادة مؤسسات الدولة المختطفة“.
وتطرق اللقاء إلى أهمية ”لم الشمل وأن تمضي القوى الوطنية كافة لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة تضمن لليمنيين حريتهم وكرامتهم واستعادة دولتهم ونظامهم الجمهوري الديمقراطي“.
ويأتي هذا اللقاء النادر، بين صالح والأحمر، بعد سنوات من القطيعة بين الجانبين بسبب جملة من الخلافات، على الرغم من هدفهما المشترك الرامي إلى استعادة ما تبقى من مناطق اليمن، الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثيين، في شمال البلاد.
وقال مدير مكتب مركز ”south24“ للأخبار والدراسات في عدن، يعقوب السفياني، إن ”مشاورات الرياض نجحت في خلق تقارب واصطفاف يمني غير مسبوقين، لا سيما أن هذه المشاورات تكللت بإعلان مجلس قيادة رئاسي ضم الأقوياء والفاعلين على الأرض وشاركت فيه لأول مرة شخصيات جنوبية تمثل قضية شعب الجنوب“.
مناخ إيجابي
وأشار في حديثه لـ“إرم نيوز“، إلى أن لقاء اللواء عيدروس الزبيدي بحميد الأحمر ”يحمل رسائل سياسية إيجابية عديدة ويدل على أن مستوى التقارب والتوافق الذي ساهم مجلس التعاون الخليجي فيه بشكل كبير، وصل إلى مستويات عميقة، لكنه يبقى بالنهاية لقاء جمع مسؤولين رسميين بالدولة، ولقد شاهدنا الزبيدي يلتقي شخصيات رسمية عديدة طيلة الأيام الماضية، لذا فلقاؤه بحميد غير مستغرب كثيرا بل ومتوقع“.
وقال السفياني إن لقاء العميد الركن، طارق صالح، بنائب الرئيس المعفى، علي محسن الأحمر، ”هو لقاء تقارب أيضاً لكنه مختلف جذريا، فهو لقاء مع شخصية تم إعفاؤها من مهام رسمية في الدولة ولطالما أثارت الجدل واتهمت بالتواطؤ مع الحوثيين، وهي اتهامات لا يمكن لأحد أن يثبت أو ينفي صحتها. لكن من المؤكد أن علي محسن الأحمر ما زال يملك نفوذاً مهما على كثير من القوات العسكرية الحكومية لا سيما الشمالية منها“.
وأكد السفياني أن هذه اللقاءات في المجمل، تنعكس بشكل إيجابي، وتخلق مناخًا أقل توترًا بين القوى المناهضة للحوثي، ”تستطيع فيه الالتفات للجماعة المدعومة من إيران والتصدي لمشروعها، بعد أن انشغلت بالصراعات البينية طيلة الأعوام الماضية“.
وقال إن ما يأمله، ”ليس استئناف المعارك ضد الحوثيين بل انصياع الجماعة للمجتمع الدولي والإقليمي ولدعوات السلام والتفاوض والحوار وقطع صلتها بإيران، فالحوثيون بالنهاية جزء من المجتمع في شمال اليمن، وقوة تريد المشاركة بالسلطة، لكن أخشى أن ذلك لن يأتي إلا بعد أن يشعر الحوثيون بضغط عسكري يهدد سيطرتهم من قبل القوات التابعة لقيادات المجلس الرئاسي“.
إشادات وردود إيجابية
ولقيت هذه اللقاءات غير المسبوقة، إشادات وردود أفعال إيجابية من قبل الناشطين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ قال عضو المشاورات اليمنية في الرياض، حسن غالب، في تغريدة على تويتر، إن ”الماضي ذهب ولن يعود والمستقبل حتمًا مختلف، وأقسم أن وقع هذه اللقاءات وهذا الوئام أشد على #الحوثي من وقع الرصاص، احتل #صنعاء بخلافاتنا وسنستعيدها بتوحيد صفنا. وما بعد #المشاوراتاليمنيةاليمنية ليس كما قبلها“.
وقال المحلل السياسي، ياسر اليافعي، في منشور له على فيسبوك إن جنوب اليمن يخوض ”بداية مرحلة جديدة يتعامل معها الجميع مع الجنوب وقيادته ندا للند وكشريك حقيقي في مرحلة انتقالية تنتهي بحوار شامل يضمن لشعب الجنوب تقرير مصيره وتحديد مستقبله السياسي“.
وأضاف أن هذه المرحلة ”يجب أن تتوحد فيها الجهود السياسية والإعلامية والعسكرية لمواجهة الحوثي عدو الجميع، والأزمات الاقتصادية والمعيشية، بعيدا عن وصاية قوى الفساد والنفوذ على الشرعية ومفاصل القرار فيها“.
وأشار الصحفي، أمين الوائلي، إلى لقاء عقده عضوا مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، ومدير مكتب الرئيس السابق، والقيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح، عبدالله العليمي، مساء الأحد بالإعلاميين اليمنيين في الرياض. وقال إن ما ورد فيه ”توافق وتطابق (….) تجاه المرحلة الجديدة والصيغة الناجزة التي دشنتها المشاورات اليمنية في الرياض، منطلقات وأهداف وآليات وأولويات. بعبارة عبدالله العليمي: استعادة البلاد سلما أو حربا“.
وقال الوائلي، في تغريداته على تويتر: ”سألني زميلي من الانتقالي الجنوبي بعد انتهاء اللقاء مع الزبيدي والعليمي، كيف شفت الكلام؟ أجبته، ما شفت كلام، شفت اليمن العظيم يخفق بجناحي عنقاء أعيت تصاريف الفناء. قال الزبيدي: عدن ستكون عاصمة لكل اليمن ولجميع اليمنيين.. لاستعادة صنعاء. وقال: وحدنا جهدنا فوحدوا خطابكم يا إعلاميين“.