كيف ابتلع “الإخوان” قطاع التعليم في السعودية؟ (تحقيق)
المرسى – تحقيقات
كشف تقرير استقصائي للتلفزيون السعودي الرسمي (الإخبارية السعودية)، خفايا اختراق جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، للمجتمع السعودي، وتغلغلها في مؤسسات الدولة وسيطرتها على قطاع التعليم.
وقال التقرير: “ما إن قامت المملكة العربية السعودية، حتى وضع الإخوان هذا الكيان هدفاً رئيساً، وسعت الجماعة ومؤسسها حسن البناء الى إيجاد موطئ قدم لها وعينها على عروش الحكم”.
وبدأت رحلة الاستهداف من حج عام 1936 عندما رد الملك السعودي عبدالعزيز بن عبدالرحمن على حسن البناء بالقول: “كلنا إخوان وكلنا مسلمين”.
وأضاف إن “رفض المملكة لجماعة الإخوان تحول إلى حرب استهداف وأطماع ومحاولات حثيثة لاختراق المجتمع السعودي عبر الأداة الأثيرة وهي مؤسسات التعليم في ظل دولة ناشئة”.
وأشار إلى أن الإخوان واجهوا في مرحلة ما مصاعب في مصر وسوريا فلجأوا إلى أرض المملكة وبدأوا رحلة التغلغل في شرايين الدولة، حكومة ومؤسسات ومجتمعا، وفق عمل منظم تحت إشراف الجماعة الأم في مصر.
وذكر التقرير أن جماعة الإخوان شكلت لجاناً في العام 1937 للسيطرة على الخليج، وخصصت لجنة واحدة لكل دولة، عدا السعودية حيث شكلت لها الجماعة ثلاث لجان، الأولى في العاصمة الرياض والثانية في جدة والثالثة في الدمام.
ولفت إلى أنه كان للجماعة مجلس شورى يضم ممثلين من دول عربية بايعوا المرشد، اثنان منهم سعوديان.
وقال التقرير إن جماعة الإخوان في الثمانينيات كانت عبارة عن تجمع في الرياض، لقادة مؤسسين، أبرزهم حمد الصليفيح، وسعود الفنيسان، وفريقين يتصارعان للفوز بقيادة الإخوان في المملكة، الأول سمي “إخوان الشرقية”، بقيادة عبدالله العقيل، والثاني “إخوان الحجاز” بزعامة عوض القرني وسعيد بن ناصر الغامدي.
وكشفت “الإخبارية السعودية” عن أبرز القيادات الإخوانية التي وضعت خطة الجماعة للسيطرة على قطاع التعليم في المملكة، وهو المصري “مناع القطان”، حيث تنقل في مؤسسات التعليم العالي في السعودية، وأشرف على لجنة السياسة التعليمية، وكان يعد مسؤول “الإخوان” فيها وأول من جند عناصر محلية لصالحها.
وقالت إن دور “القطان” تجاوز التربية والتعليم، إلى صياغة مناهج دراسية جديدة، وتشكيل مفهوم متكامل للمؤسسة التعليمية، واستحداث مسميات إدارية في المدارس من هيكل الجماعة، مثل “المرشد الطلابي” و”قائد المدرسة” في سعي حثيث لصناعة أجيال تشرب أدبيات الإخوان.
ووفقا للتقرير فقد امتد تغلغل الإخوان إلى كافة الجامعات السعودية، وفرضوا سيطرة شبه تامة على أنشطتي جامعة الملك سعود، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ولاحقا إلى برامج الابتعاث الدراسي.
ونوه إلى أن أكاديميا عراقيا يدعى عبدالمنعم العزي ويكنى (محمد أحمد الراشد) ساهم في صياغة منهج عملي دقيق مكن جماعة الإخوان من ضبط حركتها وتحقيق أهدافها في السيطرة على التعليم في السعودية، وتعيين أتباعها في مفاصله.
وأضاف التقرير إن الإخوان وبعدما ابتلعوا الحقل التعليمي التربوي، في المملكة، تمكنوا من تحويل رابطة العالم الإسلامي، إلى كيان إخواني عالمي، يجنبهم الالتزام بالمسار الديني التقليدي.
وتطرق تقرير “الإخبارية السعودية”، إلى التمويل المالي لأنشطة الجماعة، وقال إن خزائن المؤسسات الخيرية كانت الممول الأول للإخوان وسيطروا على معظمها وأشهرها “الندوة العالمية للشباب الإسلامي”.