“طعنة شبوة” تصيب مأرب في القلب.. الحوثي يهاجم الجوبة بعد إسقاط حريب والعبدية
المرسى – شبوة
شكل استيلاء مليشيا الحوثي، على مديريات بيحان الثلاث غربي محافظة شبوة (جنوبي اليمن)، دون قتال حقيقي، بداية تحول جذري، في مسار حملتها العسكرية للسيطرة على محافظة مأرب النفطية، آخر معاقل الحكومة اليمنية في شمالي البلاد.
فقبل سقوط بيحان، في أيديهم، بتسهيلات من حزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان، عجز الحوثيون، في احداث أي اختراق مهم، لدفاعات رجال القبائل المحلية في مديريات جنوبي مأرب، رغم الموجات البشرية والمعدات الحربية الضخمة، التي دفعوا بها لمهاجمة تلك المناطق.
بيد أن المعادلة تغيرت، من اللحظات التالية لاستيلاء المليشيات المدعومة من إيران، على مديريات عين والعلياء وعسيلان، الواقعة في الأطراف الغربية لشبوة، حيث أصبح طريقها سالكاً، لتطويق مناطق استراتيجية في مأرب المحاذية، وصولا إلى السيطرة على “حريب” وإسقاط “العبدية” بعد حصار دام نحو 3 أسابيع، ومن ثم التوغل داخل مديرية الجوبة في المحافظة ذاتها.
واستفاد الحوثيون كثيراً مما يصفها مراقبون بـ”خيانة شبوة” في خنق محافظة مأرب، من جهاتها الشرقية والجنوبية وقطع الطريق الرابط بين المحافظتين المتجاورتين والمحافظات الجنوبية، إضافة إلى الطريق الدولي.
وجاءت التطورات الميدانية الأخيرة في مأرب، كنتيجة طبيعية لضلوع قيادات إخوانية مدنية وعسكرية، داخل منظومة الشرعية، في تسليم بيحان إلى مليشيا الحوثي، بعدما ظلت الأخيرة أشهرا عدة، تتكبد الخسائر على أيدي قبائل مراد في الجزء الجنوبي للمحافظة.
في غضون ذلك وجدت الحكومة اليمنية، نفسها أمام انتكاسة جديدة في المعركة المصيرية مع مليشيات الحوثيين، على تخوم مدينة مأرب، وذلك بعد خسارتها مديريتي حريب والعبدية في الأطراف الجنوبية للمحافظة النفطية الواقعة شرقي البلاد.
وفتح تسليم “الإخوان” بوابة شبوة الغربية، الطريق أمام الحوثيين للتوغل إلى قلب مأرب، وكسر قبائل مراد، لتكمل سيطرتهم على كافة الشريط الجنوبي للمحافظة من رحبة وصولا إلى حريب ومناطق بيحان غربي محافظة شبوة.
وكانت مديرية العبدية واحدة من أبرز جبهات القتال الصلبة المناهضة للحوثيين جنوبي مأرب، وخلافا للاجتياح الحوثي السلس في مديريات رحبة وحريب عام 2015، حافظت العبدية على صمود وصف بالأسطوري في وجه هجمات مليشيا الحوثي، وواجهت فيها الأخيرة مقاومة عنيفة وعجزت عن اسقاطها.
ويقول محللون، إن سيطرة الحوثي على بيحان دون قتال لم تكن مفاجئة، بقدر ما هي انعكاس لمشروع واضح المعالم ومحدّد الأهداف ترعاه وتعمل على تنفيذه أطراف إقليمية تتخذ من الجماعتين (الإخوان والحوثيين) وكلاء محلّيين وأدوات لتنفيذ مآربها في اليمن.
كما حملت دليلا جديدا على كيفية عبث الإخوان بالمعركة العسكرية ضد مليشيات الحوثي واستخدامها وسيلة لتحقيق أهدافها فيما يخص الجانب المحلي المتمثل باستمرار فرض هيمنتها على الشرعية وقرارها بشكل كامل.