تقرير الخبراء: شركات في عُمان تشتري الأسلحة وتُهربها للحوثيين
المرسى – عدن
قال تقرير فريق الخبراء الدوليين البارزين، المعني باليمن، إن الأعمال العسكرية لمليشيا الحوثي لا تمثل تهديدا لليمن فحسب وإنما أيضا للمنطقة برمتها.
واستعرض التقرير الذي ناقشه مجلس الأمن في جلسته، صباح يوم (السبت)، الأعمال الإرهابية لمليشيا الحوثي التي استهدفت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والملاحة البحرية بواسطة الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.
وبخصوص الأعمال العسكرية، كشف التقرير عن استخدام جماعة الحوثيين “أجهزة متفجرة يدوية الصنع منقولة بالماء لشن الهجمات على سفن تجارية راسية في موانئ بالسعودية، وفي بعض الحالات على سفن تبعد أكثر من 1000 كيلو متر من الشواطئ اليمنية”.
وأشار التقرير إلى أن الغرض من الهجمات سياسي في المقام الأول، إذ يسعى الحوثيون إلى دفع الرياض لقبول تسوية سياسية تخدم مصالحهم، لافتا إلى أن ذلك “يتناقض بشكل صارخ مع استخدام القذائف والطائرات المسيرة داخل اليمن، والتي غالبا ما يكون هدفها الفتك إلى أقصى درجة”.
ولفت التقرير إلى أنه يجري تركيب معظم أنواع الطائرات المسيرة والأجهزة المتفجرة يدوية الصنع المنقولة عبر البحر في مناطق سيطرة الحوثيين باستخدام المواد المتاحة محليا، فضلا عن مكونات تجارية مثل المحركات والإلكترونيات التي يتم الحصول عليها من الخارج باستخدام شبكة معقدة من الوسطاء في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا.
وأكد تقرير فريق الخبراء الأمميين أن شركات تجارية من سلطنة عمان تشتري الأسلحة وتهربها لمليشيات الحوثي عبر المنافذ البرية.
في حين أشار الفريق إلى أن التحالف وبعض مسؤولي الحكومة وزعماء القبائل أعربوا عن قلقهم من أن يكون للفساد في وزارة الدفاع أو نفوذ حزب الإصلاح على الجيش، تأثير على الدعم المقدم للجيش الوطني.
وتطرق إلى الجرائم الإنسانية لمليشيا الحوثي بحق اليمنيين والتي تهدد الأمن والسلام في اليمن وتعقد عملية إرساء السلام وإنهاء الحرب.
وذكر الفريق أن هجوم الحوثيين على مأرب كان له عواقب وخيمة على المدنيين خاصة النازحين فيها، حيث وثق التقرير العديد من الهجمات الحوثية على مخيمات النازحين خلال العام الماضي 2021م مما عرض النازحين الضعفاء أصلا إلى الخوف والإصابات والموت وإجبارهم على النزوح مرة أخرى.
وشدد التقرير على التصدي للاستخدام العشوائي للحوثيين للألغام الأرضية والتي تمثل تهديدا مستمرا للسكان المدنيين وما يترتب على ذلك من آثار مأساوية على حياة الناس والأمن والصحة إلى جانب عواقب طويلة المدى.
وفي جانب الانتهاكات المدنية والقمع أكد فريق الخبراء أن المليشيات الحوثية تستخدم العنف الجنسي ضد النساء المعارضات لهم من ناحية وضد الأطفال الذين يتم تجنيدهم أيضا وتسجيل عدد من الحالات التي تثبت منها الفريق وتصاعد ممارساتهم لها في ظل الإفلات من العقاب.
وقال التقرير إن الفريق وثق تسع حالات احتجز فيها الحوثيون نساء ناشطات سياسيا أو مهنيا عارضن آراءهم، وتم تعذيبهن وتشويههن وانتهكن جنسيا.
كما واصل الحوثيون استخدام مزاعم “الدعارة” بحق النساء المعتقلات بهدف نزع الدعم المجتمعي لهن ومنع مشاركتهن النشطة في المجتمع مرة أخرى.