تصعيد الحوثيين العسكري في مأرب: الدوافع والتَّداعيات والسيناريوهات
المرسى – مركز الإمارات للسياسات
يشُنّ الحوثيون هجوماً ضارياً على محافظة مأرب النفطية، آخر معاقل الحكومة المعترف بها دولياً في شمال البلاد، منذ مطلع الأسبوع الثاني من فبراير، في تصعيدٍ هو الأكبر، ويأتي مباشرةً بعد إعلان الولايات المتحدة شطبهم من قوائم المنظمات الإرهابية الأجنبية، وبالتزامن مع حراك ديبلوماسي بقيادة واشنطن، ودعوات أوروبية أممية متكررة لوقف التصعيد العسكري والذهاب نحو حل سياسي شامل للأزمة اليمنية.
وهذه الورقة تُسلِّط الضوء على أهم دوافع هجوم الحوثيين على مأرب، والرسائل التي تودّ الجماعة إيصالها للمجتمع الدَّولي ولخصومها وحلفائها على السَّواء، وتستكشف تداعيات هذا التصعيد على الأزمة اليمنية ومسار السلام، وسيناريوهاته المحتملة.
الدَّوافِع
تسعى جماعة الحوثي من وراء هجومها الكبير على مأرب في هذا التوقيت إلى تحقيق بعض الأهداف، وإرسال بعض الرسائل على النحو الآتي:
استثمار المناخات المُتغيِّرة في المواقف الغربية وتحفيزها على إثبات حُسن النَّوايا؛ فبرغم ترحيب جماعة الحوثي بالتُّوجُّه المُعلَن للإدارة الجديدة في الولايات المتحدة بشأن دعم جهود السلام وإنهاء الحرب في اليمن، لاسيما وقف دعْمها لحملة التحالف العربي العسكرية، وشطب الجماعة من قائمة الإرهاب، وأيضاً ترحيبها بالموقف الأوروبي الأخير الصَّادر في 11 فبراير الجاري، إلاَّ أنَّ جماعة الحوثي من خلال تكرار تأكيدها على أنَّه “لا معنى لأي تصريحات مهما كانت إيجابية”، دون خطوات عملية على الأرض (بحسب تغريدة للناطق الرسمي للجماعة، محمد عبدالسلام، في تويتر، في 13 فبراير 2021)، لا تُشكِّك في جِدِّية تلك المواقف فحسب، وإنما أيضاً تستحثُّها لممارسة مزيد من الضغوط على التحالف العربي، وتشترط لإثبات حُسن النَّوايا أن تُثمِر المواقف والتَّحرُّكات الغربية بدَفع المملكة العربية السعودية وحلفائها إلى المبادرة أولاً، وإعلان وقف الغارات الجوية وفك الحصار المفروض عليها، بما في ذلك رفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات التجارية، وإلغاء القيود على دخول سفن المشتقات النفطية، فضلاً عن إجراءات بناء الثقة الأخرى كصرف مرتبات الموظفين وغيرها، والتي برغم كونها نفس الاشتراطات التي تضمَّنتها خُطَّة الحوثيين الشاملة للحل المقدَّمة للمبعوث الأممي مارتن غريفيث، العام الماضي، إلاَّ أنَّ هناك ارتفاعاً واضحاً في سقف مطالبهم؛ فهم يضغطون عسكرياً في مأرب وباتجاه السعودية، في استعراض واضح للقوة، ليس فقط لأنَّهم يعتقدون أن إظهار أي بوادر إيجابية من جهتهم سيُساء تقديره على نحوٍ يُضعِف موقفهم في أي مفاوضات مقبلة، أو لتعزيز مكاسبهم استباقاً لتلك المفاوضات، بل أيضاً للتَّلويح بأنَّهم باتوا في وضعٍ مُريح يستطيعون معه وَضْع شروط التفاوض، وليسوا في عجلة من أمرهم إن لم يتم القبول باشتراطاتهم.
توجيه رسائل للتحالف العربي بقيادة السعودية مفادها أنَّه ليس وارداً في حسابات الجماعة تقديم تنازلات من أي نوع، وأنَّها ماضية في تعزيز نفوذها والتَّوسُّع داخل البلاد، لاسيما باتِّجاه مأرب، لما لها من أهمية خاصة لدى السعودية. وفضلاً عن انعكاسات تصعيد الحوثيين وتنامي نفوذهم شمالاً على أمن المملكة، يُشير تكثيفهم للهجمات عليها بالطيران المُسيَّر والصواريخ الباليستية، بالتزامن مع استئناف هجومهم على مأرب، إلى أنَّهم يهدفون إلى الضغط على الرياض لجعلها أكثر تَحمُّساً لخطة وقف إطلاق النار، لكن الأهم أنَّهم أكثر إصراراً على تحقيق هدف استراتيجي في حربهم معها، وهو تحييد طيرانها عن إسناد القوات الحكومية ورجال القبائل المناهضين لهم، خاصةً أنَّه يلعب دوراً كبيراً في وقف زُحوفات المقاتلين الحوثيين للسيطرة على المدينة النفطية.
تقديم تطمينات للحليف الإيراني وما يُسمَّى “محور الممانعة”؛ إذ يذهب بعض المراقبين إلى أنَّ الأجندة الإيرانية هي الدافع الأول وراء تصعيد جماعة الحوثي، لاسيما في هذا التوقيت الذي يشهد حراكاً ديبلوماسياً غربياً وتجاوباً ودعماً خليجياً لوقف الحرب والتوصُّل لتسوية سياسية شاملة، تُراعي الحد الأدنى من تطلُّعات اليمنيين وبالتشاور مع مختلف الأطراف الفاعلة. فبدلاً من التَّفاعُل الإيجابي المسؤول والمبشِّر مع دعوات السلام، ينجرّ قادة جماعة الحوثي للاستمرار في لعب دور “الوكيل”، ذلك أنَّ هذا الظَّرف الذي فيه قد تفترق المصالح (في حال قبولهم بالسلام بمَعزَل عن ملفات إيران الشائكة) يُمثِّل امتحاناً وفرصة ليبرهن الحوثيون لطهران تقديمهم أولوياتها ومشروعها الأوسع على حساب مصالحهم وطموحاتهم المحدودة، فضلاً عن مصالح الشعب اليمني.
وممَّا يُدلِّل على ذلك حِرْصُ قادة الحوثيين على التَّناغُم مع منطِق السفير الإيراني المُعيَّن مؤخراً لدى الجماعة، حسن إيرلو، والذي اعتبر أنَّ التَّغيُّر الجديد في السياسة الأمريكية بشأن الأزمة اليمنية “سببه سعي الولايات المتحدة لفرض وجود عسكري، وحضور سياسي بشكل مباشر” في اليمن. وعلى سبيل المثال، فقد أكَّد وزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، هشام شرف، لدى لقائه بإيرلو في 13 فبراير، على استمرار جماعته في تصعيدها، قائلاً إنَّ “صنعاء قادرة وجاهزة على استخدام ما لديها من قدرات لجعل موانئ ومطارات عواصم تحالف العدوان تُقاسي جزءاً من تبعات المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني”، بحسب تعبيره.
تضييق الخناق على خصوم الجماعة المحليِّين في الحكومة الشرعية وحلفائها؛ فبالنَّظر للأهمية التي تكتسبها مأرب كآخر معاقل الشَّرعية في الشمال، ومركز ثقل عسكري واجتماعي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن (حزب الإصلاح)، ومُنطلق لتهديد صنعاء؛ فإن تصعيد الحوثيين العسكري باتجاهها يستنفد طاقات خصومهم ويُرهِق مجهودهم الحربي، حيث تُرجِّح تقديرات الحوثيين أن خصومهم باتوا في حالة ضَعف واضحة، وبالإمكان سَلْبهم أهم أوراق قوَّتهم. ومن شأن سيطرة الحوثيين على مأرب (في حال تمَّت) توجيه ضربة قاصمة لحكومة الرئيس هادي وتحالفاتها، فضلاً عن كونها تُتيح للحوثيين تحسين شروطهم التفاوضية وفرض إملاءاتهم على أي صيغة للحل السياسي، وتُمكِّنُهُم كذلك من وضع يدهم على جزء مهم من نفط وغاز البلاد.
استثمار الحماسة الداخلية لتحقيق مكاسب على الأرض؛ فالحوثيون يُفسِّرون التحول في السياسة الخارجية الأمريكية بشأن الأزمة اليمنية على أنَّه رغبة لعودة “شرطي العالم” لِلِعب دور أكبر في المنطقة من بوابة اليمن، وتحت ذريعة لعب دور “مشكوك فيه” وهو الوسيط المحايد لدعم الجهود السياسية وإنهاء الحرب في هذا البلد. وبالنسبة لهم، فقد مثَّل موقف واشنطن اعترافاً منها بفشل سياساتها السابقة كطرفٍ رئيسٍ داعمٍ ومشارك في الحرب ضدهم، وكذلك إقراراً منها باستحالة تجاوزهم وضرورة التَّحاور معهم، ويُرجِعُون ذلك إلى قدرتهم على الصمود وفرض أنفسهم كسلطة أمر واقع في شمال اليمن. كما أنهم يرون في ترحيب خصومهم في التحالف العربي والحكومة الشرعية بدعوات السلام، نغمة ضعف وتسليم ورغبة في الخروج من مأزق الحرب. الأمر الذي تُسوِّقُه الجماعة على أنَّه انتصار لها، وتعمل من خلاله على تضخيم حماسة مقاتليها، وتراهُن على اندفاعتهم لتعزيز مكاسبها وحسم الأمور لصالحها، خصوصاً في مأرب.
التداعيات
يُهدِّد هذا التصعيد الحوثي بتقويض جهود السلام ووأد الحراك الديبلوماسي الذي تبلور مؤخراً بقيادة واشنطن؛ فهو يجعل ملف الحرب في اليمن رهيناً للتجاذبات الإقليمية أكثر من أي وقت مضى، كما أنَّه يُفاقِم حالة انعدام الثقة بين أطراف الصراع اليمني، إذ يشير فشل جولة المحادثات بشأن تبادل الأسرى التي احتضنتها العاصمة الأردنيّة عمّان مؤخراً (في الفترة بين 24 يناير وحتى 21 فبراير 2021) برعاية أممية، إلى حالة من الانسداد الشامل في جهود التهدئة التي تسعى الأمم المتّحدة إلى إرسائها أملاً في إفساح المجال أمام مسار السلام. مع ذلك، تظل هناك فرصة لأن يدفع هذا التصعيد بالمجتمع الدولي لتكثيف ضغوطه على أطراف الصراع لاسيما جماعة الحوثي، بما ذلك التوجُّه نحو بلورة خطة للحل الشامل وفرضها عبر مجلس الأمن الدولي.
وعلى الصعيد العسكري، هناك من يرى في هجوم الحوثيين على مأرب مؤشراً على سعيهم لاستكمال رسم الحدود الشَّطريّة وبسط سيطرتهم على شمال اليمن (في حدوده ما قبل عام 1990). لكن المؤكد، أنَّ الحوثيين، في حال تمكنَّوا من إسقاط مأرب، سيغيرون ديناميكية الصِّراع بأكمله، وبرغم أن هذا أكثر قيمة بالنسبة لهم من أي تسوية سياسية يمكنهم الحصول عليها حالياً، فإنهم على الأرجح لن يتوقفوا عند هذا الحد، ولن يقبلوا بالانخراط في عملية سلام شاملة وخطة مصالحة وطنية طويلة الأمد، فضلاً عن القبول بتحجيم نفوذهم، دون هزيمة عسكرية كبيرة تلحق بهم، ولو بعد حين. وميدانياً، قد ينسحب التصعيد العسكري في جبهات مأرب على الجبهات الأخرى، لاسيما جبهات الجنوب والساحل الغربي، كما سيُضاعِف الحوثيون هجماتهم على المملكة العربية السعودية، ما يعني أن الحرب قد تشتعل أكثر ممَّا كانت عليه في العامين الماضيين.
علاوة على ما سبق، يتسبَّب هذا التصعيد في الكثير من القلق الأمني للمواطنين، ويعوق تنقلات المسافرين، ويعرقل مرور التجارة بين المحافظة والمحافظات المجاورة لاسيما صنعاء، وبالتالي يُفاقم الأزمات الاقتصادية والوضع المعيشي المتدهور في البلاد.
وعلى الصعيد الإنساني والاجتماعي، يضع هذا التصعيد حياة أكثر من مليوني نسمة على المحك، وينذر بحدوث موجة نزوح قد تكون الأكبر منذ تفجر النزاع في اليمن، لاسيما أن مأرب تضم عشرات المخيمات، وشكَّلت ملاذاً لمئات الآلاف من النازحين الذين شرَّدهم الحوثيون من المناطق التي أخضعوها لسلطتهم في السابق. فضلاً عن العراقيل والتحديات التي يضعها التصعيد أمام المنظمات الإنسانية وفرق الإغاثة العاملة هناك. وغير ذلك، من المتوقَّع أن يُفاقم التصعيد الراهن حالة التفتت في النسيج الاجتماعي، وعلى سبيل المثال، يسعى الحوثيون إلى خلخلة تماسُك قبائل طوق مأرب من خلال شراء ولاءات البعض وتجييشهم ضد بعضهم الآخر المناهض للحوثيين، ما يُهدد بنسف الاستقرار النسبي الذي حظيت به المحافظة خلال السنوات الماضية.
السيناريوهات المحتملة
حتى الآن، هناك سيناريوهان محتملان للتصعيد العسكري في مأرب، أحدهما حَسْم الحوثيين المعركة لصالحهم، والثاني استمرار التصعيد مع تفاوُت وتيرته من وقتٍ لآخر ومن دون إحداث تغيير حاسم في خريطة السيطرة، وهو سيناريو المراوحة.
حَسْم الحوثيين المعركة لصالحهم: ويَفترِض هذا السيناريو أن من شأن الدوافع والمحفزات السابق ذكرها إذكاء الحماسة لدى الحوثيين للاستمرار بنفس الزخم في هجومهم على مأرب. بل إنَّ النزعة الإيرانية لربط الصراع اليمني بملفاتها المتعثرة قد تكون وحدها كفيلة بجعل الحوثيين يرفعون وتيرة تصعيدهم ويُلقون بكامل ثقلهم في محاولة لحسم المعركة لصالحهم. ويمكن أن يتحقَّق سيناريو كهذا في حالاتٍ منها ضعف الخطط الدفاعية لمناهضي الحوثيين، وقدرة الأخيرين على إحداث اختلالات في صفوف خصومهم أو الاستفادة منها ومفاقمتها، بما في ذلك توجيه ضربات قوية لمراكز قيادة عملياتهم وتكتلاتهم، وقطع خطوط الإمداد الرئيسة عنهم جنوبي مأرب أو شمالها الشرقي، وتوقُّف الإسناد الجوي من قِبَل قوات التحالف.
المراوحة: ويَفترِض هذا السيناريو استمرار التصعيد مع تفاوُت وتيرته من وقتٍ لآخر دون إحداث تغيير حقيقي في خريطة السيطرة على الأرض. وتحقُّق هذا السيناريو يقتضي تماسُك خصوم جماعة الحوثي واستماتتهم في الدفاع عن المدينة، وتكثيف الطيران السعودي ضرباته الجوية، والمراهنة على عنصر الوقت لاستنزاف مقاتلي الجماعة واستنفاد معنوياتهم وكبح اندفاعتهم. وبالرغم من الدوافع الكبيرة والتَّطور الحاصل في استراتيجية الحوثيين الهجومية، إلَّا أنَّ خياراتهم قد تكون في تراجُع وتواجه نفس العراقيل السابقة، ويُفسِّر ذلك لجوئهم إلى أسلوب الترغيب للقبائل وأفراد الجيش والسكان في مأرب، عبر طرح جملة تعهُّدات وضمانات كـ “العفو عنهم وعدم ملاحقتهم أو المساس بأملاكهم ومصالحهم، والإبقاء على وظائفهم، وتمكينهم من إدارة شؤون المحافظة، وتخصيص نسبة 70% من عائدات [منشأة] صافر [النفطية] لصالحها”.
وإجمالاً، تشير المعطيات المتوافرة إلى أن فرص تحقُّق السيناريو الثاني هي الأعلى في المدى القريب. فعلى الرغم من أهمية الحسم العسكري في معركة مأرب، لكونها فاصلة ومصيرية بالنسبة لكل الأطراف، إلاَّ أن ذلك هو نفسه ما قد يؤخِّر الحسم عسكرياً فيها ويجعله في المرتبة الثانية، لاسيما أن المعركة تأتي على وقع حراك دبلوماسي دولي، وفي إطار الترتيبات السياسية التي تقودها الإدارة الأمريكية الجديدة على المستويين اليمني والإقليمي، حتى وإن عنى ذلك أنَّها ستأخذ وقتاً أطول قبل إنضاج أي تفاهمات حول اليمن.
خلاصة واستنتاجات
يضغط الحوثيون عسكرياً على محافظة مأرب في استعراض واضح للقوة، بعد إعلان الولايات المتحدة شطبهم من قوائم المنظمات الإرهابية الأجنبية، وبالتزامن مع حراك ديبلوماسي بقيادة واشنطن، ودعوات أوروبية أممية متكررة لوقف التصعيد العسكري والذهاب نحو حل سياسي شامل للأزمة اليمنية. ويأتي هذا التصعيد العسكري الحوثي ليس فقط لأنَّهم يعتقدون أن إظهار أي بوادر إيجابية من جهتهم سيُساء تقديره على نحوٍ يُضعِف موقفهم في أي مفاوضات مقبلة، أو لتعزيز مكاسبهم استباقاً لتلك المفاوضات، بل أيضاً للتَّلويح بأنَّهم باتوا في وضعٍ مُريح يستطيعون معه وَضْع شروط التفاوض، وليسوا في عجلة من أمرهم إن لم يتم القبول باشتراطاتهم.
ويُوجّه الحوثيون رسائل للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية مفادها أنَّه ليس وارداً في حساباتهم تقديم تنازلات من أي نوع، وأنَّهم ماضون في تعزيز نفوذهم والتَّوسُّع داخل البلاد. ومن جهة أخرى يُقدِّم الحوثيون بالهجوم على مأرب تطمينات للحليف الإيراني؛ فبدلاً من التَّفاعُل الإيجابي المسؤول والمبشِّر مع دعوات السلام، ينجرّ قادة جماعة الحوثي للاستمرار في لعب دور “الوكيل”، ذلك أنَّ هذا الظَّرف الذي فيه قد تفترق المصالح يُمثِّل امتحاناً وفرصة ليبرهن الحوثيون لطهران تقديمهم أولوياتها ومشروعها الأوسع على حساب اليمن ومصالحه.
وحتى الآن، هناك سيناريوهان محتملان للتصعيد العسكري في مأرب، أحدهما حَسْم الحوثيين المعركة لصالحهم، والثاني استمرار التصعيد مع تفاوُت وتيرته من وقتٍ لآخر ومن دون إحداث تغيير حاسم في خريطة السيطرة، وهو سيناريو المراوحة. وتشير المعطيات المتوافرة إلى أن فرص تحقُّق السيناريو الثاني هي الأعلى في المدى القريب.