بيانات مفبركة.. إعلام الإخوان ينفخ نار الفتنة في لحج
المرسى – عدن
تستغل وسائل الإعلام التابعة لتنظيم الإخوان الحادثة المؤسفة لتصفية اثنين من الجرحى في محافظة لحج لإثارة فتنة مناطقية.
ولجأ إعلام الإخوان وذبابه الإلكتروني بقيادة أنيس منصور إلى بث الإشاعات وفبركة بيانات كاذبة لتضخيم حادثة تصفية جريحين من قوات العمالقة متهمين بمقتل شخصين من قبيلة الأغبرة في سوق المخا قبل نحو شهر.
ويسعى أنيس منصور الذي يعمل ضمن خلية مسقط بتمويل قطري، إلى جر المنطقة إلى صراع مناطقي قبلي بين قبائل الصبيحة التي تنتمي لها قبيلة الأغبرة، وقبائل يافع التي ينتمي لها الجريحان.
وكثف إعلام الإخوان استغلال الحادثة وإبرازها بأنها نصر لقبائل الصبيحة على قبائل يافع، والتأكيد بأن جميع ضحايا الحادثة من قوات العمالقة كقتلى ومصابين وأسرى هم من أبناء يافع.
ووصل التحريض الإخواني إلى حد اختلاق أخبار وبيانات كاذبة باسم قبائل الصبيحة، كحال البيان الذي نشره عدد من المواقع الإخوانية وعلى رأسها موقع “مأرب برس”، باسم قبائل الصبيحة والزعم بوجود تحشيد عسكري من قبل قوات العمالقة صوب مناطقها.
هذه المزاعم الإخوانية يكذبها الواقع، بوجود تحركات تقودها شخصيات عسكرية وقبلية لاحتواء الأزمة، حيث عُقد اجتماع ضم كبار القيادات العسكرية من أبناء منطقة الصبيحة ومشايخ قبيلة الأغبرة لوضع حلول ومعالجات لما حدث.
وضمن محاولات قطع الطريق على الاستثمار الإخواني للحادثة، دعا محافظ محافظة لحج قائد اللواء 17 مشاه اللواء الركن أحمد عبدالله تركي، أبناء يافع والصبيحة إلى عدم الانجرار خلف الدعوات المناطقية والعنصرية.
وأكد المحافظ، في تصريح صحفي له، بأن الأمور في طريقها إلى الحل “بالتعاون مشايخ الأغبرة ومشايخ وقيادات الصبيحة ومع الأخوة قيادات ألوية العمالقة ومشايخ يافع”، حسب قوله.
وكان لافتاً اختتام المحافظ لتصريحه بالقول “إن ما حصل ليس قضية سياسية كما يحاول جرها بعض المنحطين والمأزومين بل القضية جنائية بامتياز، وسنعمل على اتخاذ الإجراءات بالقانون أو بالعُرف”.
محاولات الإخوان استغلال الحادثة للدفع نحو إحداث فتنة مناطقية بين أبناء الجنوب، لم تقتصر على أدواتها المعروفة، بل جاءت عبر أدوات أخرى غير معروفة بارتباطها بجماعة الإخوان وبلغة ذكية نوعاً ما من خلال تهويل ما حدث وتضخيم تداعياته ظاهرها التحذير وباطنها التحريض.
هذه اللغة ظهرت في التعليق الذي صدر عن عدد من الشخصيات البارزة من أبناء الصبيحة، ومن أمثلة ذلك التحذير الذي أطلقه “الشيخ عصام هزاع الصبيحي من قنبلة اجتماعية لن ينجو منها أحد، وستقضي على ما تبقى من لُحمة النسيج الاجتماعي الجنوبي”.
تحذير المدعو وإن كان ظاهره الحرص على “لحمة النسيج الاجتماعي الجنوبي”، إلا أن ارتباطات الرجل الخفية مع جماعة الإخوان تكشف المضامين الحقيقية لتحذيره، كرسائل مبطنة لنفخ النار تحت رماد الفتنة التي تسعى لها جماعة الإخوان.
اللافت أن تحذير المدعو الشيخ عصام هزاع الصبيحي يتزامن مع كشف الناشط أحمد سعيد الوافي، وهو أحد أبرز النشطاء المعارضين لجماعة الإخوان بتعز والمقيم حالياً في عدن، كشف عن تعرضه للتهديد بالقتل وتفجير منزله من قبل نجل شقيق هذا الشيخ، على خلفية فضح تورطه في نهب أراضٍ في عدن.
الوافي نشر تسجيلاً للمكالمة التي تعرض فيها للتهديد، وكان لافتاً إشادة المدعو أكرم نجل شقيق الشيخ هزاع الصبيحي بالقائد الإخواني البارز في تعز حمود سعيد المخلافي الذي يقود مليشيات “الحشد الشعبي” الممولة من قطر في ريف تعز لتهديد الساحل الغربي والجنوب.
كما كشف الوافي، في منشورات له لاحقة، عن ارتباط الشيخ هزاع الصبيحي بجماعة الإخوان، مؤكداً بأنه يعد أحد أدوات قطر والإخوان في مناطق الصبيحة، وسبق وأن قام بتهديده بإحراق سمعته، مضيفاً بان إعلام وناشطي الإخوان قاموا عقب هذا التهديد بفبركة مزاعم ضده.
محاولات الإخوان استغلال الحادثة لم تكن إلا حلقة في مسلسل ممتد منذ سنوات لاختراق قبائل الصبيحة التي تعد أشبه بجدار حماية لعدن من جهة الشرق والشمال، بل يمكن اعتبار هذه المحاولة كورقة بديلة على الفشل الذريع لمحاولة الاختراق عبر ما يسمى بـ”محور طور الباحة العسكري”.
حيث مثلت الاستقالات لقيادات عسكرية من أبناء الصبيحة من المحور الذي يقوده الإخواني ابوبكر الجبولي، ضربة عنيفة لمخططات الإخوان باختراق مناطق الصبيحة عبر تجنيد أبنائها باستغلال الخلافات والثأرات بين قبائلها.
وعلى ما يبدو فإن فشل رهان جماعة الإخوان باستغلال الخلافات البينية بين قبائل الصبيحة، دفعها إلى الانتقال إلى خلق خلافات بينها وقبائل جنوبية أخرى وعلى رأسها قبائل يافع كما حصل في الحادثة الأخيرة، ومحاولة إحياء إرث الصراع الأليم في الجنوب وبخاصة أحداث يناير 86م.