“بنك المعلومات”.. ذراع حوثية جديدة لكبت اليمنيّين
المرسى – تقارير
لا تتطلب الحرب في اليمن استخدام الرصاص فقط؛ فهناك جبهات أخرى بالنسبة لمليشيا الحوثي، تعرف استعمال أسلحة فتاكة للإيقاع بالخصوم.
ساحة استخدام هذه الأسلحة هي مواقع التواصل الاجتماعي، أما الطرف المستهدف، فهو كل من يقول لا للحوثيين، فقد فتح هؤلاء على أنفسهم أبواب الشر، وعرضوا حياتهم للمتابعة وعوراتهم لكشف أجهزة المليشيا.
فقد قررت مليشيا الحوثي تشييد جهاز أمني جديد يتولى الرصد والتجسس على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي باليمن، بغرض جمع المعلومات الاستخباراتية إلى جانب فحص المحتوى المناهض لمشروعها الطائفي.
و وفقاً لمصادر أمنية رفيعة في صنعاء، لـ صحيفة “العين الإخبارية”، أن قيادات المليشيا الحوثية أقرت تشكيل ما أسمته “بنك معلومات” يتضمن قوائم أكثر مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي حضوراً، مع تتبع نشاطاتهم على هذه المنصات وتحديث تناولاتهم عبر نظام أرشفة يومية وفحص للمحتوى على أن تقوم بهذه المهام وحدة أمنية متخصصة.
وقالت المصادر إن “بنك المعلومات” هو عبارة عن جهاز مخابراتي جديد ستكون مهامه بشكل كامل ملاحقة وتتبع مواقع التواصل الاجتماعي في العاصمة صنعاء، على أن يتم فتح فروع له مباشرة على مستوى كل محافظة بباقي البلاد.
وكشفت المصادر لـ”العين الإخبارية”، أن قيادات مليشيا الحوثي منحت جهاز “بنك المعلومات” تسهيلات كبيرة ووصولا مفتوحا للبيانات، مستغلة بنية الاتصالات وشبكة الإنترنت في صنعاء، والمحافظات الخاضعة لسيطرتها.
المصادر نفسها قالت إن قيادات مليشيا الحوثي كلفت وزير الاتصالات في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، المدعو مسفر النمير، بتقديم كافة التسهيلات للجهاز الأمني الجديد، بما فيها الوصول إلى رسائل العملاء النصية عبر كافة شركات الهاتف النقال العاملة في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية ودون أي قيود.
وأوضحت أن مليشيا الحوثي مكنت الجهاز الأمني الذي أسمته “بنك المعلومات” من الوصول إلى كل بيانات ونشاطات عملاء “يمن نت” وهي الشركة الرئيسية المحتكرة لتزويد خدمة الإنترنت في اليمن.
وبحسب المصادر فإن الوحدة الأمنية الحوثية المتخصصة والتي خصصت لها ميزانية بملايين الدولارات، سترصد بدقة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي كـ”فيسبوك” و”تويتر” و”تيلغرام”، و”يوتيوب” بما يعيق قدرات خصومهم من الوصول للمناطق غير المحررة الخاضعة للانقلاب.
وقالت المصادر إن المليشيا كانت ناقشت إمكانية حجب مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن، غير أن تقريرا صادرا عن وزارة الاتصالات التابعة للحوثيين، حذر من تراجع أرباحهم، من عائدات الإنترنت بنسبة تزيد عن 60 % وهو ما دفع قيادات حوثية إلى التفكير ببدائل أخرى.
وكان زعيم المليشيا الحوثية تحدث في آخر خطاباته التلفزيونية عما أسماها “الفتن الداخلية” مطالبا أتباعه بالعمل على حماية الاستقرار الداخلي وإفشال كل ما وصفها بـ”المؤامرات” لإذكاء التمرد الداخلي.
يرى خبراء أمنيون يمنيون أن مليشيا الحوثي تسعى من خلال جهازها الأمني الجديد الذي كلفت له وحدة أمنية متخصصة تطبيق سياسة تكميم الأفواه، وإسكات الأصوات في مناطق سيطرتها، فضلا عن جمع معلومات أمنية دقيقة عن خصومها خاصة العسكريين والأمنيين.
وقال الخبير الأمني والعسكري اليمني المقدم أحمد العاقل لـ”العين الإخبارية”، إن إنشاء مثل هذه الأجهزة الأمنية من قبل المليشيا الحوثية هو بلا شك يستهدف الإعلاميين والناشطين وكل من له صله بالحقل الإعلامي من الملتزمين بأداء عملهم وتزويد اليمنيين بالمعلومات الحساسة والمهمة حول مخططات الحوثي.
وأوضح: كذلك تستهدف المليشيا الحوثية إسكات الأصوات التي ترتفع يوما بعد آخر مناهضة لفساد قادة الحوثي وعبثهم بالمال العام ونهبهم أموال اليمنيين؛ خصوصا مسألة قطع المرتبات التي تكاد تشعل انتفاضة في مناطق المليشيا التي أصبحت تعاني من تدهور كبير وتردٍّ في الوضع المعيشي.
ولم يخف العاقل أن مواقع التواصل الاجتماعي تعد أحد أهم المصادر المفتوحة للحوثيين للحصول على المعلومات الأمنية والاستخبارية الهامة، خصوصا من أولئك الذين يضعون معلوماتهم وصورهم الخاصة ومعلومات عن محيطهم وتفاصيل بقصد السرعة في نقل الخبر.
وأشار إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت حقل خصب لأجهزة المخابرات الحوثية الأكثر التصاقا بالحرس الثوري الإيراني وذلك بهدف الحصول على معلومات خاصة بمناهضيهم دون أن يكلف ذلك الكثير من الجهد.