السعودية تعيد تنظيم تحالف اليمن في مسعى للخروج من المستنقع
المرسى – رويترز
فوّض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي سلطاته يوم الخميس إلى مجلس رئاسي يشكل أعضاؤه محور تحالف مناهض للحوثيين في الوقت الذي تتطلع فيه السعودية للخروج من حرب مكلفة أدت إلى توتر علاقات واشنطن مع الحلفاء الخليجيين.
لماذا هذا التحرك مهم؟
للحرب أوجه متعددة، والسعودية تكافح لتوحيد الفصائل اليمنية في إطار التحالف العسكري المشكل لمحاربة الحوثيين المتحالفين مع إيران والذين يمثلون السلطة الفعلية في الشمال. ويعقد الاقتتال السياسي الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإحياء مفاوضات إنهاء الحرب.
تهدف هذه الخطوة إلى توحيد الفصائل المناهضة للحوثيين من خلال السماح لمزيد من الأطراف بأن يكون لها رأي وتهميش الشخصيات المثيرة للانقسام، هادي ونائبه المُقال وهو لواء كبير قاتل في الماضي كلا من الحوثيين والانفصاليين الجنوبيين.
ويعيش هادي، الذي أخفق في تشكيل قاعدة سلطة خاصة به، في المنفى بالسعودية منذ عام 2015، وتنافست حكومته مع الانفصاليين للسيطرة على الجنوب بينما يسيطر الحوثيون على معظم المناطق المأهولة بالسكان في اليمن.
وتعرضت حكومة هادي لانتقادات من دولة الإمارات، الشريكة في التحالف والتي أنهت إلى حد بعيد وجودها في اليمن منذ عام 2019 لكنها تمارس نفوذا من خلال فصائل محلية مسلحة.
ولم يتضح بعد ما إذا كان بوسع ذلك العدد الكبير من الفصائل، ومن بينها حركة الحوثي، أن تنحي جانبا جداول أعمالها الخاصة وحالة انعدام الثقة للدخول في مفاوضات سياسية متوقفة منذ أواخر عام 2018.
لماذا الآن؟
ضاقت السعودية ذرعا من حرب مكلفة وضعتها في مأزق عسكري منذ سنوات، وهي نقطة توتر مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي أعادت ضبط العلاقات مع الرياض جراء مقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2018.
وتصاعد العنف في الآونة الأخيرة مع شن الحوثيين هجمات مكثفة بالصواريخ والطائرات المسيرة على منشآت نفطية سعودية وكذلك استهدافهم الإمارات. وجاء ذلك في أعقاب تحقيق الحوثيين مكاسب كبيرة في مأرب الغنية بالطاقة العام الماضي. وردا على ذلك تصاعدت الضربات الجوية للتحالف في اليمن.
وقال بيتر سالزبري، المحلل البارز في مجموعة الأزمات الدولية، “تعيين المجلس يشير إلى مدى عدم استدامة الوضع الراهن لا سيما بعد انتهاكات الحوثيين في وسط اليمن العام الماضي”.
هل ستُصبح الأمم المتحدة قريبا هيكلا عفا عليه الزمن؟
بعد أن احتفلت جنيف في عام 2020 بمرور 75 عاما على نشأة الأمم المتحدة وبانقضاء مئة عام على تأسيس عُصبة الأمم، يثور التساؤل حول قدرة هذه المنظومة.
وأضاف “كان هناك شعور بأنه دون بعض التغييرات الكبيرة فإن الحوثيين سينتصرون في الحرب في نهاية المطاف”.
وأنهت واشنطن العام الماضي دعمها لعمليات التحالف الهجومية ورفعت التصنيف الإرهابي عن الحوثيين لمخاوف تتعلق بتدفق المساعدات، الأمر الذي أثار حفيظة الرياض وأبوظبي اللتين أصابهما الإحباط أيضا من وضع شروط بخصوص مبيعات الأسلحة الأمريكية لهما.
ما هي توقعات السلام؟
الوضع لا يزال هشا، وليس من الواضح ما إذا كانت الأطراف المتحاربة ستختار إجراء محادثات أو ستحاول تحقيق مكاسب عسكرية قبل أي مفاوضات، الأمر الذي يُعّرض للخطر هدنة نادرة لمدة شهرين بدأت يوم السبت.
ويحاول الحوثيون منذ العام الماضي السيطرة على مأرب بالكامل، وهي آخر معقل للحكومة في شمال اليمن والتي بها موارد غاز ونفط رئيسية.
كما أنه من غير المؤكد ما إذا كان المجلس الجديد سيكون قادرا على المحافظة على التماسك نظرا لتاريخ الانقسامات في اليمن.
وما زال مبعوث الأمم المتحدة يضغط من أجل وقف دائم لإطلاق النار وإجراء محادثات شاملة لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف ودفع بالملايين إلى شفا الجوع وترك 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم زهاء 30 مليونا، يعتمدون على المساعدات.