المرسى- خاص
رغم مرور ستة أعوام على تحرير مديرية ميدي غرب محافظة حجة من قبضة مليشيا الحوثي الا أن سكانها لا زالوا عاجزين عن العودة اليها بفعل كثافة الألغام التي خلفها الحوثيون قبل مغادرتهم وتقاعس المنظمات والجهات المعنية بنزع الألغام، سواء المحلية او الدولية، عن القيام بدورها في تلخيص ميدي وبقية المناطق المحررة في محافظة حجة من الألغام لتامين عودة السكان اليها.
وبحسب تقرير صادر عن إدارة أمن مديرية ميدي فإن خارطة انتشار الألغام تتوزع على معظم عزل وقرى مديرية ميدي وقد وثق التقرير ابتداءا من العام 2019 الى 2024 فقط نحو 24 حادثة انفجار الغام وعبوات ناسفة تعرض لها المواطنين المتبقين في قريتي الجعدة وبني فايد وهما القريتان الوحيدتان اللتان لم يغادرهما السكان.
وذكر التقرير، انه نتج عن هذه الحوادث عشرات الوفيات والاصابات من المواطنين ونفوق الكثير من المواشي والحاق خسائر كبيرة بالممتلكات بالإضافة الى تعطيل مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.
وتمتد حقول الألغام الحوثية بشكل واسع في ميدي وحرض وحيران وأجزاء من عبس حيث لا وجود لأي جهة مسؤولة عن نزعها سوى الفرق الهندسية التابعة للمنطقة العسكرية الخامسة والتي تفتقر الى الإمكانيات والمعدات الكافية للعمل على نحو أفضل وتوفير بيانات واحصائيات دقيقة لحجم كارثة الألغام في المناطق المحررة وتنبيه السكان بالمناطق الموبوءة للحد من تكرار الحوادث.
وقد نفذت خلال السنوات الماضية عددا من عمليات الاتلاف والتفجير للعبوات والالغام التي تم نزعها من ميدي وحرض وحيران وعبس وذلك بمساعدة خبراء من القوات المشتركة للتحالف العربي، ويشكوا المواطنون في المنطقة من عدم وجود أي جهود ممولة لنزع الألغام من أراضيهم من قبل المنظمات الدولية المعنية بهذا الشأن.
ويشير المواطن عبده حرملي النازح في مأرب في حديثه لـ “المرسى الإخباري”، إلى أنه لا يتوقف عن التفكير في العودة الى قريته التي نزح عنها مرغما قبل 8 سنوات، لكن خوفه على حياته وحياة افراد اسرته من خطر الألغام يحول بينه وبين العزم على العودة رغم قسوة الحياة في مخيمات النزوح.
وقال حرملي، ان الوضع صعب جدا علينا كنازحين، سواء المقيمين في المخيمات او المستأجرين، وكلنا نحلم بالعودة لبيوتنا وأرضنا لكن العودة قبل تطهيرها من الألغام بمثابة انتحار ولذلك نتمنى من الحكومة الشرعية والمنظمات المعنية بنزع الألغام أن يمولوا وينفذوا مشاريع نزع ألغام خاصة بميدي والمناطق المحررة في حرض وحيران أسوة ببقية المناطق المحررة.
الألغام البحرية تعطل الاصطياد.
لم تقتصر مليشيا الحوثي على نشر حقول الغامها في البر وحسب بل عملت أيضا على تلويث شواطئ ميدي والجزر التابعة لها بالغام بحرية ايرانية الصنع تسببت في العديد من الحوادث الدامية لصيادي ميدي وسكان جزيرتي بكلان والفشت الذين يعتمدون على مهنة الاصطياد السمكي بشكل أساسي لكسب عيشهم.
كما شكلت القوارب المفخخة والقرصنة الحوثية في البحر الأحمر خطرا آخر على حياة الصيادين حيث باتوا يخشون استهدافهم من قبل بوارج التحالف الدولي لمجرد الاشتباه بهم.
وفي تصريح لـ”المرسى الإخباري”، يؤكد المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام فارس الحميري أن مديرية ميدي في محافظة حجة منطقة ملوثة بشكل كبير بالألغام الأرضية والبحرية التي زرعها ونشرها الحوثيون.
ويضيف: سجلنا في المرصد اليمني للألغام خلال الفترة الماضية سقوط عشرات الضحايا المدنيين الذين سقطوا بفعل هذا التلوث الشديد بالألغام الأرضية سواء المضادة للأفراد أو المضادة للعربات، كما تسببت حوادث انفجارات الألغام في نفوق المئات من رؤوس الماشية.
إلى جانب الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون بكثافة في قرى ومناطق مديرية ميدي، نشر الحوثيون أيضا ألغاما بحرية متنوعة في ساحل ميدي وفي محيط الجزر اليمنية التابعة للمديرية شمالي البحر الاحمر.
وتسببت هذه الألغام البحرية في مقتل وإصابة عدد من الصيادين، ومرتادي البحر وتدمير بعض القوارب التي يملكها الأهالي، وخروج مساحات إصطياد عن الإنتاج.