إزاحة علي محسن الأحمر.. لماذا هي ضرورة ملحة لإنهاء الإنقلاب؟
المرسى – تقارير
بعثت النجاحات العسكرية المتتالية التي تُحقّقها قوات العمالقة الجنوبية والتحالف العربي، في مواجهة مليشيا الحوثي، آمالًا ضخمة نحو إزاحة الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران.
وتمثل محافظة شبوة عنوانًا لكسر المشروع الحوثي من خلال نجاحات مفصلية تتحقق في مواجهة هذه المليشيا الإرهابية، وهو ما أعطى دلالة واضحة بأنّ القضاء على الخطر الحوثي لن يتحقق إلا من خلال القوات الجنوبية والتحالف العربي.
تحقُّق كل هذه الانتصارات والنجاحات جاءت بعد أيام قليلة جدًا من قصقصة أجنحة الإخوان في شبوة، لا سيّما عبر إزاحة المدعو محمد صالح بن عديو من منصبه كمحافظ لشبوة، علمًا بأنّه أشرف على تسليم مديريات شبوة للحوثيين وقتما كان في منصبه.
ولضمان الاستمرار في تحقيق هذه النجاحات العسكرية، فإنّ هناك حاجة لاستئصال شامل لنفوذ الإخوان لا سيّما على الصعيد العسكري، والحديث عن إزاحة للإخوان يفرض التركيز على الإرهابي علي محسن الأحمر، الذي يُنظر إليه بأنّه “أفعى الشرعية” المتخادم مع المليشيا الحوثية.
فالاعتماد على القوات المسلحة الجنوبية في مكافحة الإرهاب الحوثي، وهو أمرٌ لطالما حقّق نتائج مثمرة للغاية، يتطلب ضرورة إجهاض أي مساعٍ إخوانية لضرب هذه التحركات، لا سيّما أنّ محسن الأحمر فرض سيطرتها على مفاصل المؤسسة العسكرية التابعة للشرعية، وهي ليست بجيش وطني كما تزعم الشرعية، بقدر ما تُمثّل تجمعًا لعناصر إرهابية معادية للجنوب والتحالف على حد سواء.
ويملك محسن الأحمر علاقات تقارب كبيرة مع الحوثيين، وله الكثير من الاستثمارات في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا، كما أنّه عمل على مدار الفترات الماضية على تحريف مسار الحرب على الحوثيين وإبعادها عن مسارها الصحيح.
تقارب محسن الأحمر مع الحوثيين، إلى جانب علاقاته النافذة مع التنظيمات الإرهابية، وتحديدًا مع تنظيم القاعدة، أثار مخاوف كبيرة من احتمالات إقدام الشرعية على إثارة نعرات أمنية عبر عمليات إرهابية، في مساعٍ لبعثرة أوراق جهود الحرب.
تفادي هذا الخطر يتطلب سحب القرار العسكري في معسكر الشرعية من حزب الإصلاح بشكل كامل وليس جزئيًّا، وهو أمرٌ لا يبدو أنه سيكون سهلًا، بالنظر إلى حجم إصرار هذا الفصيل الإرهابي على استمرار نفوذه بوضعه القائم لأطول فترة ممكنة.
تحجيم ولجم النفوذ الإخواني ستكون له آثار كبيرة سواء في الجنوب أو في اليمن، فيما يخص جهود مكافحة الإرهاب، وإفساح المجال أمام كبح جماح الإرهاب الحوثي باعتبار أنّ تحقيق هذا الهدف سيعود بأثر كبير على فرض الاستقرار في المنطقة.