أطماع الإخوان بنفط شبوة.. الحقيقة الغائبة وسط ضجيج معركة عتق
المرسى – عدن
لليوم الثاني على التوالي لا تزال مدينة عتق عاصمة شبوة ساحة حرب بين تشكيلات عسكرية وأمنية خاضعة لسلطة المحافظ وبين أخرى متمردة عليه وتدين قيادتها بالولاء لجماعة الإخوان.
واندلعت المواجهات على خلفية قرار المحافظ عوض بن الوزير، السبت الماضي، بإقالة قائد القوات الخاصة العميد الإخواني/ عبدربه لعكب جراء تمرده على قرارات سابقة للمحافظ وتورطه في تفجير الاقتتال داخل عتق منتصف الشهر الماضي.
ومثل اعتراض وزير الداخلية اللواء / إبراهيم حيدان والمقرب من الإخوان على قرارات المحافظ بإقالة لعكب الشرارة التي فجرت الموقف في عتق فجر الإثنين، بين قوات المحور والخاصة من جهة وبين قوات دفاع شبوة والعمالقة من جهة أخرى.
استمرار المواجهات يأتي رغم صدور قرارات مجلس القيادة الرئاسي والتي أيدت بشكل غير مباشر قرارات المحافظ من خلال إقالة لعكب إلى جوار قائد المحور المحسوب على الإخوان بعد تورط قواته في المواجهات، إلى جانب إقالة مدير الأمن وقائد اللواء الثاني دفاع شبوة، وتعيين بدلاء عنهم.
شراسة المواجهات واستخدام الأسلحة الثقيلة كالدبابات والمدافع ونشر القناصين داخل مدينة عتق من قبل القوات المحسوبة على الإخوان أثار الجدل والتساؤلات حول الأهداف الحقيقية لتفجير هذه القوات الوضع في شبوة، في ظل معطيات تشير إلى أن ما تشهده عتق ليس مجرد تمرد مسلح يقوده قائد مُقال من منصبه.
وما يعزز من ذلك أن تفجير المواجهة لم يأت من قبل القوات الخاصة التي يقودها لعكب رداً على إقالته، بل جاء من قبل ألوية عسكرية تابعة لمحور عتق، كما دخلت على خط المواجهات تشكيلات أمنية كقوات النجدة، وجميع هذه التشكيلات الأمنية والعسكرية الموالية لجماعة الإخوان لم يكن لها أي علاقة بقرارات المحافظ وصراعه مع القوات الخاصة.
كما كان لافتاً أن تفجير الوضع من قبل قوات المحور جاء عبر مهاجمة قوات العمالقة الجنوبية التي تكبدت الحصيلة الأكبر من الضحايا خلال المواجهات جراء استهدافها بشكل مركز وصل حد قصف معسكراتها ومواقع تمركزها في عتق بقذائف الدبابات والهاون.
معطيات يراها مراقبون تعكس جانباً من حقيقة المعركة التي تخوضها التشكيلات العسكرية الموالية لجماعة الإخوان في عتق ضد هدفين هما المحافظ وقوات العمالقة، أملاً في عودة المحافظة النفطية تحت نفوذ الجماعة كما كان الوضع في عهد المحافظ السابق الإخواني محمد بن عديو والذي أطيح به أواخر العام الماضي بعد سقوط مديريات بيحان الغربية بيد مليشيات الحوثي دون قتال.
سقوط سلطة الإخوان في شبوة بإقالة ابن عديو تبعه سقوط قبضتهم على ثروات المحافظة المتمثلة في حقول النفط، وتجسد ذلك عملياً باستلام قوات العمالقة أواخر مايو الماضي لحقول جنة هنت القطاع الخامس في مديرية عسيلان والذي يعد من أكبر الحقول النفطية في اليمن، وكان حجم إنتاجه يبلغ 40 ألف برميل نفط يومياً قبل الحرب.
ومنذ استعادته في نوفمبر الماضي، تؤكد الحكومة اليمنية عزمها إعادة الإنتاج من القطاع الخامس، ويوم أمس الاثنين، التقى وزير النفط والمعادن سعيد الشماسي بالعاصمة عدن قيادة شركة بترو مسيلة وشركة الاستثمارات النفطية والمعدنية الحكوميتين لمناقشة الخطوات العملية لإعادة تشغيل القطاع وتجاوز كافة العراقيل التي تواجه عملية التشغيل.
كما أشارت أنباء وتقارير إعلامية بتكليف قوات العمالقة وقوات دفاع شبوة بمهمة حماية أنبوب النفط الذي تم إنشاؤه مؤخراً لنقل النفط المنتج من حقول مأرب وشبوة إلى ميناء النشيمة النفطي والذي صدَّر خلال نصف العام الجاري نحو 3 ملايين برميل نفط من إنتاج حقول النفط بشبوة.
نقلًا عن موقع نيوزيمن الإخباري