وزير الخارجية اليمني يكشف تحالف الحوثي والقاعدة و”فتنة” إيران

المرسى – العين

كشف وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك عن التعاون الوثيق بين مليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة، و”فتنة طائفية”، تذكيها إيران بالبلاد.

وجاءت تصريحات بن مبارك، في معرض رده على سؤال لـ”العين الإخبارية عمن يستفيد ويقف خلف تصاعد العمليات الإرهابية في المناطق المحررة الخاضعة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.

تعليق الوزير اليمني، يأتي بعيد أيام من هجوم إرهابي نفذته عناصر من تنظيم القاعدة على مقر للحزام الأمني، في محافظة الضالع، وتفجير آخر نفذته خلية حوثية بعبوة ناسفة، واستهدف دورية عسكرية لقوات العمالقة في أبين (جنوب).

وأشار الوزير اليمني إلى أن مليشيات الحوثي هي المستفيد الأكبر من هذه العمليات الإرهابية، موضحا أن “الحوثيين دون شك لا يريدون أي نوع من أنواع الاستقرار والأمن في المناطق المحررة” الخاضعة للشرعية.

وأضاف: “يعيش اليمن مرحلة جديدة في ظل مجلس القيادة الرئاسي الذي تم تشكيله من كافة القوى السياسية اليمنية عدا الحوثيين، فالمجلس يقوم بتطبيع الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في المناطق المحررة”.

لكن مليشيات الحوثي ترى أن هذا التطبيع للحياة في المناطق المحررة “سوف يرتد عليها خاصة أنها تحكم مناطق سيطرتها بقبضة الحديد والنار”، وفقا للوزير اليمني.

ولم يستبعد بن مبارك وقوف مليشيات الحوثي خلف تلك العمليات الإرهابية، مستشهدا بتركز واستهداف هذه الأعمال الإرهابية بمناطق الحكومة المعترف بها دوليا، دون غيرها.وأكد وزير الخارجية أن “هناك تقارير عديدة للحكومة اليمنية توضح مدى التعاون والتنسيق بين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش في عمليات الاغتيالات والاختطافات وغيرها من الأعمال الإرهابية”. 

وتساءل بن مبارك: “لماذا جميع الأعمال الإرهابية تحدث في المناطق المحررة فقط؟ ولا تحدث في المناطق الخاضعة للانقلاب الحوثي المدعوم من النظام الإيراني”.

جرائم تتوالى

والسبت الماضي، قال مصدر أمني لـ”العين الإخبارية”، إن 7 مصابين على الأقل سقطوا في هجوم إرهابي بعبوة ناسفة زرعتها خلية مرتبطه بالحوثي والقاعدة لاستهداف دورية عسكرية للعمالقة في المحفد ⁧ بمحافظة أبين.

وقبلها بيوم واحد هاجم عناصر القاعدة للمرة الأولى مقرا أمنيا في الضالع (جنوب)، نفذته خلية دفعها التنظيم الإرهابي من مناطق الانقلابيين في حدود البيضاء وإب إلى قلب المحافظة التي لفظت الحوثي والقاعدة باكرا.

والشهر الماضي، اغتال الحوثيون قائد قاعدة العند اللواء ثابت جواس بسيارة مفخخة عبر خلايا للمليشيات في لحج على حدود عدن، فيما حاول تنظيم “القاعدة” الإرهابي اغتيال قائد الحزام الأمني في أبين العميد عبداللطيف السيدي بسيارة مفخخة قرب زنجبار.

ورغم تكتمها الشديد على تفجيرات المفخخات التي تنفذها في مناطق الشرعية، فإن مليشيات الحوثي تبنت لاحقا ضمنيا اغتيال “اللواء جواس” عدوها التاريخي الذي أطاح بزعيمها المؤسس عام 2004، فيما تبنى تنظيم القاعدة صراحة عملية أبين الإرهابية وتبرأ من تفجيرات عدن.

فتنة إيران باليمن

في سياق متصل حذر بن مبارك، من تقسيم إيران للمجتمع اليمني على أساس سلالي وطائفي، مؤكدا أن هذه “|لفتنة” من أخطر الأدوار التي تؤجج حرب الحوثي في بلاده.وقال في المقابلة نفسها إن “طهران تنسف النسيج الاجتماعي والثقافي بين أبناء الشعب اليمني الواحد، من خلال فرض أفكار دخيلة على اليمن، وتُقسم المجتمع على أساس سلالي وطائفي”.

وأضاف أن طهران “تُكرس فكرة أحقية فئة محددة من الشعب للحكم وفقا لنظرية الاصطفاء الإلهي، فضلا عن تغيير المناهج الدراسية وفقا للأفكار الإيرانية المستوردة، وبالتالي تنشئ أجيالا يحملون أفكارا غير سوية خارجة عن الثقافة اليمنية العربية الأصيلة بثقافة خمينية دخيلة”، وفق تعبيره.

واعتبر بن مبارك ذلك “قنبلة موقوتة يجب علينا الحذر منها ومحاربتها وإرجاع اليمن إلى حاضنته الطبيعية ومكانه العروبي ونظامه الديمقراطي القائم على العدل والمواطنة المتساوية بين الناس والتوزيع العادل للثروة”.

وذكر الوزير اليمني أن مليشيات الحوثي باتت مرتهنة كليا للنظام الإيراني، من أجل تنفيذ سياساته التخريبية في المنطقة العربية، وبالأخص الخاصرة الجنوبية للوطن العربي.

وشدد على أهمية الضغوط الدولية “الحقيقية على النظام الإيراني لوقف تدخله في الشأن اليمني ودعمه للمليشيات”، مشيرا إلى أن الحرب الحوثية “ستستمر وستتفاقم تداعياتها ليس على المستوى الإقليمي وإنما على المستوى الدولي أيضا، من خلال تهديد أمن الملاحة الدولية وأمن الطاقة العالمية”.

وتقول تقارير ودراسات دولية إن مليشيات الحوثي ومن ورائها إيران تكثف من حملات طمس الهوية اليمنية من خلال إعادة تكوين “خصائص الإنسان اليمني” ثقافة وفكرا في مناطق سيطرتها شمالي البلاد، حيث تقطن كبرى التجمعات السكانية والقبلية.

Exit mobile version