المرسى – تحقيقات
في مطلع شهر أغسطس الجاري، تحرك شبان من أبناء مدينة مودية في محافظة أبين لوقف تصدير الأسماك إلى الخارج، وأقفوا شاحنات النقل القادمة من عدن وشقرة في مدخل المدينة، مؤكدين رفضهم لنهب الثروة السمكية كما قالوا.
التحرك لأبناء مودية جاء ذاتيا لشبان لا ينتمون لأي جهة سياسية أو حزبية. وأكدوا أنهم اضطروا لوقف نهب الثروة السمكية عقب ارتفاع كبير شهدته أسواق الأسماك في المحافظات المحررة.
وأوقف شباب مودية أكثر من 55 شاحنة نقل تحمل أسماكا كانت في طريقها إلى المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، وشهدت أسعار الأسماك تحسنا ملحوظاً عقب إيقاف التصدير.
حاول موقع “نيوزيمن” البحث عن الجهات التي تقف خلف عملية التصدير، والأسباب التي أجبرت شباب مدينة مودية على فتح الطريق للشاحنات وعودة عملية تصدير الأسماك إلى الخارج، وخرج بهذه الإفادة.
قبل أيام أعلن شباب مدينة مودية فتح الطريق لمرور شاحنات نقل الأسماك، وقالوا إنهم وضعوا مطالبهم لإدارة أمن أبين والسلطة المحلية مقابل فتح الطريق للشاحنات، مؤكدين موافقة وفد السلطة المحلية والأمن على مطالبهم وتلقيهم وعودا بتنفيذها.
وقال شباب المدينة في خبر نشرته وسائل إعلام محلية إنهم اشترطوا خفض الأسعار وصرف المرتبات المتوقفة مقابل فتح الطريق للشاحنات، مشيرين إلى أن وفد السلطة المحلية والأمن وافق على ذلك ووعد بتخفيض الأسعار وصرف المرتبات خلال 15 يوما من اللقاء مع شباب المدينة.
وتعهد أبناء مودية أنهم سيعاودون التصعيد ومنع مرور الشاحنات في حال عدم تنفيذ مطالبهم.
وتواصل “نيوزيمن” مع أحد الشباب المشاركين في إيقاف حركة مرور شاحنات نقل الأسماك ومن حضروا الاجتماع مع الوفد الأمني للمحافظة، والذي كشف تفاصيل جديدة حول أسباب فتح الطريق للشاحنات.
وأفاد الشاب بتهديدات تلقاها الشبان الذين منعوا نهب الثروة السمكية من قبل القوات الإخوانية في المحافظة.
وقال إنهم كانوا يعلمون أن هناك نافذين كبارا في الشرعية يقفون خلف عملية تصدير الأسماك بحيث عقب إيقاف مرور الشاحنات تدخلت شخصيات سياسية وعسكرية في الحكومة وحاولت إقناعهم بفتح الطريق لتلك الشاحنات.
وبين أنه عقب رفض شباب المدينة فتح الطريق للشاحنات تدخل قائد اللواء الثالث حماية رئاسية “لؤي الزامكي”، وهدد بفتح الطريق بالقوة، الأمر الذي استدعى تدخل القبائل التي رفضت التهديد، وأكدت وقوفها إلى جانب الشباب، وكادت أن تندلع اشتباكات مع حراسة الزامكي، وغادر المكان وهو يهدد باقتحام المدينة.
تهديدات الزامكي أثارت غضب الشباب والقبائل في مدينة مودية، وخرج الكثير حاملين أسلحتهم للقتال والدفاع عن الثروة التي يتم نهبها، كما قال الشاب لنيوزيمن.
وأشار أن الشرعية على ما يبدو لا تريد الدخول في صراع مع القبائل وأرسلت وفدا من أمن أبين للتفاوض مع الشباب لفتح الطريق، وهو ما يؤكد وقوف شخصيات كبيرة في الشرعية الإخوانية خلف تصدير الأسماك بعد الاستماتة الكبيرة للقوات لفتح الطريق للشاحنات.
وبين أن الوفد الأمني وافق على شروطهم وهي خفض الأسعار وصرف مرتبات القوات المسلحة والأمن خلال مدة 15 يوما.
وعقب الاتفاق تم فتح الطريق للشاحنات وانتظار تنفيذ الوعود التي تلقاها شباب مودية إلا أنهم أكدوا أن لا جديد يذكر بحيث عادت أسعار الأسماك إلى الارتفاع مجددا.
وشهدت أسعار الأسماك ارتفاعا جنونيا في الأيام الماضية ووصل سعر كيلو “الثمد” في عدن وأبين في اليومين الماضيين إلى 8000 ريال.
ووفقا للمصادر في مدينة مودية فإنه في الثامن والعشرين من شهر أغسطس الجاري تنتهي مهلة مطالبهم وسيعاودون التصعيد في منع مرور الشاحنات، وهذه المرة لن يتم الإفراج عنها وستكون ثورة عامة على الفساد الذي ينخر جسد الدولة.