المرسى – تقارير
علمت صحيفة “اليوم الثامن” من مصادر سياسية ودبلوماسية يمنية أن الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي لم يجرؤ على اختيار شخصية (دبلوماسية)، كسفير لليمن لدى الولايات المتحدة الأمريكية، خشية اغضاب نائبه علي محسن الأحمر، الذي يقوم بزيارة رسمية وعلنية إلى الدوحة الداعم الأبرز لتنظيم إخوان اليمن.
وقالت المصادر “إن هادي رضخ لمطالب نائبه بتعيين سفيرا لليمن لدى دولة قطر، لكن منصب سفير اليمن في واشنطن لا يزال شاغراً، وسط مؤشرات انه قد يذهب لحصة النائب علي محسن الأحمر، خاصة وان الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، يواجه ضغوطا كبيرا من تيار يقوده أحمد عبيد بن دغر ويهدف الى تجاوز صلاحيات الرئيس مستغلا بعض المواقف الغربية التي تحض على إنهاء القتال مع الحوثيين الموالين لإيران.
وبدأ الصراع على منصب سفير اليمن لدى الولايات المتحدة الأمريكية بين هادي والأحمر، في أواخر العام الماضي، وذلك في اعقاب تعيين السفير السابق المقرب من قطر أحمد عوض بن مبارك، وزيرا للخارجية، وظل المنصب شاغرا بعد ان رفض هادي تعيين أحد الموالين للأحمر بديلا لبن مبارك الذي أصبح وزيرا للخارجية.
وبدأ النفوذ القطري يتزايد في داخل معسكر الشرعية اليمنية التي تدعمها السعودية، وسط تراجع التيار المحسوب الموالي لهادي لمصلحة نائبه، حتى ان الأوراق التي طالما لوح بها هادي لمواجهة تيار نائبه لم تعد تخيف القوى الإخوانية، وفق ما افاد اليوم الثامن مصدر مقرب من تيار الرئيس المؤقت.
وقال المصدر “ان هادي دائما ما يلوح بخيار دعم المجلس الانتقالي الجنوبي لمواجهة أساليب الاخوان الابتزازية، الا ان إعادة فتح العلاقات رسميا مع قطر غيرت كثيرا من مواقف الأحمر الذي يتمتع بنفوذ كبير في الجيش والقبائل على عكس هادي الذي أصبح مجردا من أي قوة عسكرية.
وكانت صحيفة اليوم الثامن قد تحدثت في سلسلة تقارير وتحليلات عن “إن هادي أصبح مجردا من أي قوة عسكرية لمصلحة نائبه علي محسن الأحمر، خاصة بعد السيطرة على شبوة النفطية وأجزاء من أبين، واستهداف القوات المحسوبة على هادي بصواريخ مجهولة في مأرب في العام الماضي.
وفي حال ونجح الأحمر في تعيين أحد الموالين له في منصب سفير اليمن في الولايات المتحدة الأمريكية، فهذا يعني نهاية “حقبة هادي”، الذي أصبح بقائه في السلطة مرهونا ببعض المواقف الإقليمية والغربية الداعمة له كرئيس “شرعي”، والرافضة لنائبه الراعي الأبرز لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية.
ويراهن هادي محليا على الأطراف الجنوبية وفي طليعتها المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي جعل الأطراف اليمنية الشمالية بما فيها جماعة الاخوان تتمسك بهادي كرئيس مفترض، لكن في حال تم المساس بصلاحياته الدستورية فإن ذلك قد يدفعه الى اتخاذ مواقف وخيارات من بينها المواجهة مع تيار الاخوان، وقد يجد هادي حينها الدعم من بعض الأطراف الإقليمية بما فيها السعودية والامارات ومصر والبحرين، وهي ترى الاخوان الصانع الرئيس للتنظيمات الإرهابية.
وقالت مصادر سياسية إن “منصب سفير اليمن في واشنطن”، قد يغير كثيرا من المواقف بين الرئيس ونائبه، فالأول لا يجرؤ على اختيار شخصية دبلوماسية، وكشفت وسائل إعلام محلية عن قائمة أسماء تضم قيادات بارزة في حزب التجمع اليمني للإصلاح -جناح تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن – جرى تقديمها إلى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لأجل تعينهم سفراء لليمن في عدة دول بينهم سفير للولايات المتحدة الأمريكية.
وقال موقع نافذة اليمن نقلا عن مصادر دبلوماسية لم يسمها “إن تعين القيادي الإخواني راجح بادي سفيرا لليمن في دولة قطر، يندرج ضمن قائمة طويلة لقيادات إخوانية سياسية وعسكرية سيتم الإعلان عن اسمائهم تدريجيا خلال الأيام القادمة، وأن السكرتير الخاص للرئيس المؤقت (المدعو عبدالله العليمي وهو قيادي في حزب الإصلاح)، أشرف على القائمة التي وضعت على مكتب هادي لأجل اعتمادها”.
وأشار الموقع إلى أن الرئيس هادي وافق فقط على تعين الإخواني المتشدد راجح بادي كسفير في دولة قطر ضمن التوجهات الأخيرة لإعادة العلاقة بين البلدين وكون التعيين حزبي ويلائم توجهات النظام القطري الداعم للإخوان المسلمين.
وبحسب مصادر دبلوماسية فإن ملفات ترشيح السفراء أرسلت للدول المعنية قبل نحو أسبوعين، مشيرة إلى أن الترشيحات شملت عدداً من العواصم الدولية الهامة تتصدرها العاصمة الأميركية واشنطن.
وتشير المصادر إلى أن اليمن ينتظر رد الدول المعنية بشأن هذه الترشيحات، خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
ومن أبرز الدول التي لم يعين سفير لليمن فيها حتى الآن الولايات المتحدة، واليابان، والصين، وإسبانيا، وإثيوبيا، وتركيا.