المرسى – نيوزيمن
طفت إلى السطح الأيام الأخيرة، دعوات يطلقها سياسيون وإعلاميون وناشطون، عبر وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي، إلى ما يسمونه “توحيد الصف الجمهوري”، لمواجهة مليشيا الحوثي.
وقد كان اللافت أن منسوب هذه الدعوات، ارتفع في غضون الانتكاسة العسكرية، لقوات الشرعية التي يسيطر عليها حزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان المسلمين، في جبهة نهم شرقي صنعاء، وجبهات محافظتي الجوف ومأرب.
ويطرح مطلقو الدعوات ضرورة التقارب بين حزبي المؤتمر الشعبي العام، وحزب الإصلاح الإسلامي، باعتبار ذلك بات ضرورة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، غير أن غالبيتهم يتجاهلون تصحيح الأسباب التي أفضت إلى حالة التنافر كما هي الآن.
وقوبلت تلك الدعوات بردود أفعال متباينة على منصات التواصل الاجتماعي، فبينما يرى البعض أهمية التقارب بين المؤتمر والإصلاح، يذهب آخرون إلى اعتبار ذلك خطأً آخر.
في هذا السياق كتب الصحافي والسياسي نبيل الصوفي، معلقاً على تلك الدعوات قائلاً: “ليس لدينا مساحة للتخلي.. انهارت الجمهورية اليمنية ولم يبق منها الا تحالفات (التفاهة) تستغل آليات عمل الأشقاء في التحالف العربي، كما ظلت تستغل دولة الجمهورية اليمنية.. حتى انهارت”.
وأضاف: “وفي المقابل، هناك شعب دفع ثمناً غالياً من صلف الحوثيين وإجرامهم.. لم يحدث أن قتل أي طرف من شعبه لكي يحكم كل هذا العدد الذي قتله عبدالملك الحوثي”.
وتابع الصوفي: “سيلجأ عموم الناس لإنتاج ترابطات مختلفة لحفظ حياتهم الشخصية.. سيتعايشون مع التفاهة ومع الإجرام، وسيستمر صراع التفاهة والإجرام.. حتى تتولد قوى وطنية تدرك واجبها الحاضر.. قوى تحدد مواقف مختلفة عن الماضي القريب.. مواقف وخطاب لا يشبه شيئاً من الماضي كي يلتف حوله اليمنيون، وتعود معاركنا إلى صوابها”.
بدوره علق الناشط رشاد الصوفي بالقول: “لنستعيد الجمهورية من خاطفيها أولاً، ثم نتحدث عن توحيد الصف الجمهوري. ونبني ونرمم ما أفسده أعداء الجمهورية”. ويضيف: “أما دعوة لتوحيد الصف لإثارة القلاقل في المناطق المحررة فلتذهبوا بصفكم إلى الجحيم”.
أما عادل النزيلي، فيرى أنه “لا يمكن الاصطفاف مع أجندات قطر إلا من الحوثيين لعلاقات إيران الجيدة مع قطر وتركيا”.
وقال النزيلي: “لا نريد إصلاحياً يعتذر لنا، ولكن كل إصلاحي مطالب بالبراء من قطر وتركيا لو هناك هامش صف حقيقي وستجدون وقتها كل المكونات مصطفة”.
بدوره الناشط السياسي لؤي إسكندر غرد على حسابه في موقع فيسبوك قائلاً: “دعوة الصف الجمهوري لا بد أن تكون صادقة تحت بنود معينة لإثبات حسن النوايا: مطالبة الشرعية بإنهاء اتفاق ستوكهولم، والمضي قدماً في تنفيذ اتفاق الرياض مع المجلس الانتقالي الجنوبي، وتحريك جميع الجبهات بمختلف محاورها وتصويب البنادق إلى صنعاء، ورفع العقوبات عن السفير أحمد علي عبدالله صالح”، حد قوله.
بدوره قال الناشط السياسي رضوان الهمداني، “يتحمل المؤتمر والإصلاح ضياع الجمهورية وفشل معركة استعادتها”.
وأردف: “الحديث عن مصالحة الحزبين بعد أن صاروا في المنافي، يبعث على السخرية والضحك”.
وتابع: “لولا هؤلاء القرابيع لما أسقط مجموعة من الأميين والبدائيين الدولة وسيطروا على مؤسساتها العسكرية والأمنية والمدنية”.
وأكمل ساخراً: “إذا كنتم تقصدون من المصالحة الاجتماع في فندق واحد وتوفرون على الكفيل إيجارات الفنادق في الرياض والدوحة والقاهرة وابوظبي فهذا أمر فيه نظر مع أن مكانكم الطبيعي السجون. أما المراهنة عليكم في استعادة الجمهورية فلا يراهن عليكم إلا حمار”، وفق تعبيره.
مغرد بمعرف “الحفتراوي”، رأى أن الإخوان “يحاولون الالتفاف والانقلاب على اتفاق الرياض عبر دعوة مشبوهة يسمونها (توحيد الصف الجمهوري)”.
من جانبه شدد بن مكرد، أن “وحدة الصف الجمهوري لن تحدث إلا بقطع التمويل القطري المالي والإعلامي واللوجستي عن حزب الإخوان الإصلاحي، سواء بالتحدث معهم مرة أخرى، ليعودوا إلى حضن الوطن لا حضن الحمدين أو بالكف عن المواجهة مع الجنوبيين ودعوة الجميع إلى طاولة مفاوضات”.
واعتبر أن أهداف الإخوان من دعوات وحدة الصف من “أجل أجندة قطر وأهمها الغاز الموجود في بلحاف، ومن أجل مصالحهم واتفاقياتهم المشبوهة مع تركيا.
وأشار إلى أن إعلام الإخوان يبذل مجهودا جبارا لتشتيت الجبهات وهجمات الحوثي، لينشر ثقافة الهزيمة في أوساط الجيش وحاضنته، لتنفيذ خطط قطرية فاشلة دمرت اليمن، تمول حزب الإصلاح لإثارة الصراعات والشغب وإضعاف السلطات التشريعية وتفكيكها، وتقديم أنفسهم بالأخير كحركة وطنية!
وخلص إلى القول: “وحدة الصف هي العودة لحضن اليمن وليس التنقل من حضن الحوثي للحضن القطري”.