المرسى – تقارير
قال معهد “ميدل ايست” الأمريكي، إن وباء كورونا، الذي لم يتم توثيقه بعد في اليمن، يمثل هدية للحوثيين، الذين يبحثون دائماً عن فرص لإثبات رواياتهم التي تربط التدخل الذي تقوده السعودية في اليمن بالأزمة الإنسانية في البلاد ويعفي أنفسهم من المسؤولية.
وأشار تقرير للمعهد، إلى أن وزير الصحة العامة والسكان المعين من قبل الحوثيين طه المتوكل، زعم في مؤتمر صحفي في بداية مارس بأنه: “لا يوجد في اليمن حالات إصابة بفيروس كورونا، لكنهم سيحملون دولة الإمارات المسؤولية إذا ما ظهرت أي إصابة في البلاد”.
واعتبر التقرير قول “المتوكل” جزءاً من “نمط حوثي لاستخدام أي أزمة تؤثر على اليمن كفرصة لمهاجمة خصومهم وصرف الانتباه عن أخطاء المليشيات الكبيرة”.
وذكر أن الحوثيين، الذين يتحالفون مع إيران، قللوا من شأن آثار الفيروس بين حلفائهم وبالغوا في ذكر عواقبه في كل مكان آخر.
وشدد المعهد الأمريكي “يجب منع استغلال الفيروس لأغراض سياسية على الفور، إلى جانب التوسع العسكري للحوثيين، وإلا فإن اليمن والمنطقة برمتها سيجدون أنفسهم في أزمة لا يمكنهم احتواؤها”.
وقال التقرير: “لسوء الحظ، وبدلاً من اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحد من التعرض للإصابة بالفيروس، تركز قيادة الحوثيين على تصعيد هجماتها الخطابية ضد السعودية والولايات المتحدة”.
وأشار إلى أن محمد الحوثي، ثاني أبرز قادة مليشيا الحوثيين، وصف قرار السعوديين تعليق الصلاة في المسجد الحرام بمكة، كجزء من جهود الدولة لفرض الحجر الصحي لحماية المسافرين والمقيمين، باعتباره من “أعظم الذنوب”.
وقد ذهب الحوثي بعيداً، حينما روج لنظرية “المؤامرة” التي يتبناها النظام الإيراني بأن الفيروس مؤامرة أمريكية، وانتقد إحصائيات منظمة الصحة العالمية حول أن عدد حالات الإصابة بكورونا في إيران أعلى مما تم ذكره.
ونفس منوال الحفاظ على استراتيجية متسقة لإلقاء اللوم بشكل استباقي على التحالف العربي في أي حالات لفيروس كورونا في اليمن، زعم ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام فليتة مؤخرا أن جميع المآسي الرئيسية في البلاد هي نتيجة للتدخل بقيادة السعودية.
لكن مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، أكد في بيانه الأخير لمجلس الأمن، أن الحوثيين هم مساهم رئيس بالأزمة الإنسانية في اليمن وقد عرقلوا إيصال المساعدات في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
وقال التقرير: “ولسوء الحظ، لا يوجد سيناريو تستطيع فيه دولة مثل اليمن -ذات موارد محدودة وبنية تحتية ضعيفة ونقص حاد في المياه- أن تنجو من هذا الوباء. لكن إلقاء اللوم على “الأعداء” بشكل استباقي لن يوقف الفيروس. يحتاج الحوثيون إلى تكريس كل مواردهم لمحاربة هذا التهديد الذي سيصل بلا شك إلى اليمن”.
وأضاف إنه ونظراً لافتقار الحوثيين إلى القيادة وميلهم لتأييد نظريات المؤامرة التي يتبناها حلفاؤهم الايرانيون بشكل مستمر، “فيجب على منظمة الصحة العالمية تطبيق توصيات فوراً للمساعدة على مكافحة هذا الوباء العالمي”.
تعتيم حوثي لإخفاء العلاقة بإيران
وقال “ميدل ايست”، إن تغطية قناة المسيرة الحوثية لجائحة كورونا توفر مثالا جيدا على تسييس المعلومات، خاصة عندما يتعلق الأمر بإيران. إذ لا يوجد أي ذكر على الإطلاق حول كيفية انتشار فيروس كورونا هناك، أو كيف تعامل قطاع الصحة الإيرانية معه، ولكن هناك الكثير من التغطية لقصص أخرى تتعلق بكيفية مهاجمة إيران للقواعد الأمريكية في العراق.
وأضاف: “يقدم موقع المسيرة تغطية واسعة للشؤون السياسية الإيرانية ويقتبس تصريحات قيادتها بشكل متكرر. ويكشف بحث سريع على الموقع الحوثي عن وجود تقارير مفصلة عن إحصاءات فيروس كورونا في الإمارات والسعودية وإيطاليا والصين وكوريا الجنوبية ودول أخرى، ولكن بطريقة ما تعمدت في تحديد عدد الحالات في إيران”.
ويهدف التعتيم الإعلامي للحوثيين على آثار الفيروس في إيران إلى إخفاء إخفاقات طهران في التعامل مع الأزمة، والتي تم التقليل من شدتها بشكل خطير.
ورأى المعهد الأمريكي أن الحوثيين يحرصون على الحفاظ على صورة إيران كدولة قوية قادرة على مواجهة أكبر التحديات، وهذا هو السبب في جهودهم للتعتيم على كيفية تعامل طهران مع الوباء. ولا يريدون لفت الانتباه إلى المعدل المقلق لانتشار كورونا في إيران، نظرا لعلاقاتهم العسكرية والدينية والدبلوماسية والتجارية الوثيقة مع طهران، ولدى الحوثيين سفارة في طهران برئاسة إبراهيم الديلمي وغيرهم من الموظفين الذين يسافرون بشكل متكرر إلى اليمن.
وتابع: “كما يلتقي كبار أعضاء مليشيات الحوثي بشكل منتظم وعلني مع القيادة الإيرانية ومع القادة العسكريين من الحرس الثوري الإسلامي، مثل رضا شهلائي الذي نجا مؤخراً من غارة أمريكية في صنعاء. بالإضافة إلى أن العديد من المليشي