المرسى، نيوزيمن- باسم علي
في تعز تنام داخل كل جولة صراع ومشهد قتال لعبة أخرى تكون هي الهدف من أي تحرك عسكري لقوات الإخوان المسلمين في المحافظة، ويظهر سالم رجل الإخوان القوي متصدرا اللعبة الحقيقية خلافا للمشهد العام.
آخر معارك سالم كانت في جبل حبشي حيث حشد سالم قوة كبيرة لقتال مدير أمن المديرية توفيق الوقار الذي رفض تسليم الإدارة للإخوان، كونه من حرر المنطقة ومن أسس إدارة الأمن وشيدها في أرض جده كذلك بمباركة الشرعية في تعز.
السبب المعلن للحملة على توفيق الوقار كان أنه متمرد على توجيهات سالم، كون سالم هو حاكم تعز الفعلي. بينما الهدف الأساسي من التحرك العسكري لسالم كان السيطرة على المرتفعات المطلة على يفرس والطريق الرئيسي من تعز إلى البيرين، كون هذا الخط يربط جبهات اللواء 17 مشاه و145 بتعز وأيضا يربط خطوط الجبايات والتهريب إلى مناطق مليشيات الحوثي.
يتواجد معسكر حمود المخلافي أسفل يفرس مركز مديرية جبل حبشي ويسيطر المعسكر على خطوط مهمة وتحرك سالم للتواجد في المرتفعات المطلة على يفرس يعني استباق أي تمركز لقوات المخلافي في مناطق جبل حبشي المطلة على الخطوط المهمة.
السباق بين سالم وحمود المخلافي على مناطق تعز داخل المدينة وخارجها يكشف عن صراع يتسارع رغم محاولات الطرفين إخفاءه ومواراته خلف قضايا وأحداث مختلفة.
لم يكن الوقار حليفا لحمود المخلافي لكي يهاجمه سالم بجيش جرار، بل لأن الوقار مدير أمن جبل حبشي رفض أن يكون عبدا طيعا لسالم، لذلك كانت الحملة لإزالة خطر الوقار والسيطرة على مناطق ذات أهمية عسكرية تشرف على معسكر حمود المخلافي المدعوم من دولة قطر.
معسكر المخلافي حمود في منطقة تتوسط 4 مديريات هي: جبل حبشي والمسراخ والمعافر والمواسط يشكل مصدر قلق كبير لجيش الإخوان بقيادة سالم.. ليس لأن حمود المخلافي خصم للإخوان، بل لأن صراعه مع سالم لزعامة تعز عسكريا تجاوز كل القواسم المشتركة بين الاثنين.
حمود المخلافي بدأ مشوار البحث عن زعامة تعز في 2011م حين شكل مجاميع لمواجهة القوات الحكومية حينها باسم ثوار تعز ولم يقبل وقتها أن ينازعه صادق سرحان القادم من الفرقة الأولى مدرع الزعامة ليصل الحال بسرحان والشيخ حمود إلى الاقتتال في شارع جمال للسيطرة على فرع كاك بنك في شارع جمال ومقر مكتب التربية ومواقع عديدة.
وجاء سالم ليعلن حرب إقصاء على الشيخ حمود وإخراجه من تعز إلى الرياض ويترك بعد ذلك المخلافي الرياض إلى تركيا وعمان، حيث يتلقى دعما من الدولتين حاليا إلى جانب دولة قطر من أجل تشكيل قوة عسكرية في تعز تتحرك بأوامره شخصيا بعيدا عن قيادة محور تعز الذي يتحكم بقراره سالم.
سالم إلى جانب تحركه في جبل حبشي تفيد المعلومات أنه يعمل على تشكيل لواء عسكري جديد في الشمايتين لاستباق تحركات المخلافي لاستقطاب مجندين جدد من مناطق الحجرية بعد أن بدأت قيادات إخوانية في الحجرية التحرك وفق خط المخلافي والتماهي مع مشروعه العابر للشرعية والحزب وإن كان يلتقي مع أجندة التنظيم الدولي.