المرسى – خبر
شهدت المناطق المحررة والعاصمة الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي ثلاث عمليات تهريب سجناء متلاحقة لعناصر تنتمي للتنظيمات الإرهابية المتشددة خلال الأسبوعين الماضيين، عقب أيام من إصدار تنظيمي داعش والقاعدة بياناً وتسجيلاً هاجما فيه مجلس القيادة الرئاسي الذي شكل مؤخراً، وتوعد بعمليات انتقامية.
وبدأ تنظيم أنصار الشريعة المتشدد (الذي يتخذ من تنظيم القاعدة وسماً له في اليمن) نشاطاته وتحركاته في محافظتي أبين وشبوة مؤخراً، ونفذ عمليتي تفجير إحداهما استهدفت ضريح الرمز الصوفي “علي بن هلال” بمنطقة المدارة بمديرية مودية، وآخر استهدف أنبوب الغاز المسال في منطقة جول الشاخ بمديرية رضوم بشبوة.
ووزع تنظيم القاعدة الإرهابي منشورات في محافظة أبين تضمنت تهديداً باتخاذ إجراء عقابي صارم ضد النساء، موجهاً تحذيراً للنساء: “أن أي امرأة او بنت تخرج كاشفة عينيها أو يديها أو شيئا من رجليها وليس عليها جلباب وليس معها محرم لا تلومن الا نفسها وتتحمل ما يصيبها من أذى، فقد أعذر من أنذر”.
وظهرت في الأسابيع الأخيرة كتيبات في عدد من مساجد عدن وشبوة وأبين وحضرموت بعنوان “حكم العمليات الاستشهادية” للشيخ ياسر بن مسعود المكنى “أبي عمار الحضرمي” وهو احد شيوخ تنظيم القاعدة والذي يُنظر للإرهاب عبر العديد من المؤلفات والكتب.
وأفادت مصادر مطلعة لوكالة خبر، أن عناصر تنظيم القاعدة نشطت من تحركاتها وتنقلاتها خلال الأيام الماضية بمحافظة أبين خاصة في مديريات ومناطق مودية وجيشان ووادي رفض والوضيع و”المحفد والمعجلة”، وهي من المعاقل السابقة للتنظيم بالتزامن مع تنفيذها عمليات استقطاب للعشرات من الشباب وعقد لقاءات للتعبئة للالتحاق بالتنظيم.
وقالت المصادر نقلا عن شهود عيان، إن عناصر من تنظيم القاعدة شوهدت ترتدي الزي الافغاني على متن اطقم نوع “شاص” على الطريق الفرعي الواصل من العرقوب إلى شبوة وعلى الطريق الساحلي بين شبوة وأبين.
وأشارت المصادر أن العناصر الإرهابية بمحافظتي ابين وشبوة استغلت الانفلات الأمني الذي تشهده المحافظات المحررة وبتسهيلات من قيادات أمنية وعسكرية موالية لحزب الإصلاح “الاخوان” في تأسيس معسكرات ومعاقل جديدة لها وتقوم بعمليات تحشيد للعناصر الجدد في صفوفها ضمن استعداداتها للقيام بعمليات إرهابية جديدة.
وسجل خلال الأسبوعين الماضيين، تهريب نحو 47 سجيناً، في فترة زمنية قياسية قصيرة معظمهم من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، من ثلاثة سجون في محافظات حضرموت وصنعاء ولحج، وهو ما اعتبره مراقبون ان جماعة الإخوان بالتعاون مع مليشيا الحوثي تستخدم ورقة الإرهاب ضمن أدوات الصراع ضد خصومها لافشال أي حلول سياسية او عسكرية لاستعادة العاصمة صنعاء من أيدي أذرع إيران مليشيا الحوثي الإرهابية.
وبدأت عمليات تسهيل وتهريب العناصر الإرهابية بشكل منظم في ثلاث محافظات إحدها العاصمة صنعاء الخاضعة للحوثيين، حيث تمكنت مجموعة عناصر ينتمون لتنظيم القاعدة الارهابي، في الـ 15 أبريل الجاري من الفرار من سجن مدينة سيئون الواقعة تحت سيطرة قوات أمنية وعسكرية موالية لحزب الإصلاح، الجناح السياسي والعسكري لتنظيم الإخوان، وسط اتهامات لإدارة السجن في تسهيل عملية هروبهم، ثم اعقبها إفراج ميليشيات الحوثي عن نحو 31 عنصراً من عناصر تنظيم القاعدة المحتجزين في السجون الخاضعة لها، بتوجيهات من زعيمها عبدالملك الحوثي، بينهم 3 متورطين بالتفجير الإرهابي الذي استهدف العرض العسكري في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء عام 2012م.
وكان أحدثها، فرار 6 سجناء من سجن أمني بمحافظة لحج القريبة من العاصمة عدن خلال الثلاثة الأيام الماضية، حيث أصدر مدير الإصلاحية المركزية بمحافظة لحج، عبدالسلام الجنيدي، مذكرة كشفت أسماء 6 نزلاء فروا من داخل السجن اللواء الخامس، الثلاثاء الماضي.
وفي السياق، تعرض خمسة من موظفي مكتب الأمن والسلامة التابع للأمم المتحدة أحدهم يحمل جنسية أجنبية مع سيارتهم، للاختطاف في 11 فبراير الفائت من قبل مسلحين يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة الإرهابي، في الطريق الرابط بين مديريتي لودر ومودية بمحافظة أبين، أعقب قيام مسلحين مجهولين يرجح بانتمائهم لتنظيم القاعدة من اختطاف اثنين من موظفي منظمة أطباء بلا حدود، في مديرية القطن شمال غربي حضرموت، واقتادوهما إلى جهة مجهولة.
وحذر مراقبون من المخاطر التي يُشكلها ثالوث الإرهاب (القاعدة والحوثي والإخوان) في ظل استمرار سيطرة قيادات محسوبة على حزب الإصلاح على الأجهزة الأمنية والعسكرية في المحافظات المحررة خصوصا بعد التنسيق والتخادم القائم بين الإصلاح والحوثي والإفراج عن سجناء القاعدة بعد إزاحة الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي ونائبه الفريق علي محسن صالح والذي يعد الأب الروحي لتنظيم الإخوان المفرخ الرئيسي للجماعات الإرهابية، بسبب امتلاكه التمويل والقدرة على التنظيم والدعم اللوجستي والإعلامي من دوله قطر
ودعا المراقبون إلى سرعة معالجة الاختلالات التي تسبب بها حزب الإصلاح خلال سبع السنوات الماضية وازاحة قياداتها من المؤسستين العسكرية والأمنية في المحافظات المحررة كضرورة وطنية ملحة وتعيين قيادات وطنية مؤهلة بديلة سيقطع الطريق على ثالوث الإرهاب من اللعب بورقة الإرهاب واشعال الفوضى خصوصا بعد فقدنه الانفراد بمفاصل اتخاذ القرار ومن ثم تسيير بوصلة الأمور بما يخدم مصالحه بعيدا عن مصلحة اليمنيين كافة.