المرسى – تقارير
تستغل مليشيا الحوثي الإرهابية الوضع الإنساني المتفاقم في اليمن، في تمويل حربها ضد اليمنيين.
وتؤكد الشواهد أن القدرات الذاتية للمليشيا الحوثية تراجعت في الأشهر الأولى لاندلاع الحرب وخاصة بعد تحرير محافظة عدن والمحافظات المجاورة جنوبي اليمن.
غير أن هناك الكثير من الأسباب التي وفرت دعما سياسيا وعسكريا لهذه المليشيات أبرزها غطاء المعونات الإنسانية القادمة عبر المنظمات الأممية ودعم آخر تقدمه أطراف دولية أخرى.
وأصبح واضحا لدى المتابعين للشأن اليمني أن مقرات المنظمات الدولية في صنعاء باتت إحدى الأدوات الميدانية التي استخدمت لدعم الحوثيين وخلق الاستمرارية لعمليتهم الانقلابية عبر المساعدات الإنسانية التي تقدر بالمليارات، والتي يذهب أغلبها لجيوب قادة الحوثي وإلى تمويل جبهاتهم القتالية.
ويدلل على استثمار المليشيا الحوثية للمساعدات الإنسانية وتماهي المنظمات الأممية مع هذا السلوك الإرهابي، معلومات وصور نشرها موقع الأمم المتحدة في شهر فبراير 2020 بشأن تسليم العشرات من سيارات الدفع الرباعي الحديثة لأحد قيادات المليشيات الحوثية بذريعة استخدامها في عملية نزع الألغام.
واعتبر، حينها، ناشطون حقوقيون وخبراء قيام الأمم المتحدة بتسليم سيارات دفع رباعي للمليشيات الحوثية بحجة إزالة الألغام فضيحة بكل المقاييس، كون هذه المليشيات لم تعلن يوما عن قيامها بنزع لغم أرضي واحد، لكنها زرعت مئات الآلاف من الألغام بأنواعها في مختلف مناطق اليمن وظهرت قيادات بارزة عبر وسائل الإعلام التابعة لها وهي تحتفي بإطلاق معامل تصنيع الألغام والعبوات الناسفة، التي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين.
وفي وقت سابق كشفت مصادر حقوقية وإعلامية قيام مليشيات الحوثي الإرهابية بنقل أسلحة وإرسالها إلى مختلف الجبهات تحت غطاء مساعدات إنسانية عبر منظمات محلية وبمساندة منظمات دولية أخرى من أبرزها منظمة بناء للتنمية التي يديرها القيادي في المليشيات “مثقال القحوم” ومقرها في صنعاء.
كما وفرت المواقف السلبية للأمم المتحدة دعما عسكريا إيرانيا غير محدود للمليشيات الحوثية تم تسريبه عبر ميناء الحديدة، غربي البلاد، والذي تسيطر عليه المليشيات، إضافة إلى إدخال أسلحة وعناصر من مليشيات حزب الله اللبناني، كما وضحته مقاطع الفيديو التي تم بثها في وقت سابق من قبل التحالف العربي والتي كشفت تواجد هذه العناصر في سلم قيادات المليشيات الحوثية.
ولم تقف الممارسات الإرهابية للمليشيات الحوثية عند هذا الحد، حيث أظهرت الكثير من الشواهد الترابط الوثيق بين هذه المليشيات وتنظيم القاعدة الإرهابي والتنسيق المشترك بين التنظيمين فيما يتعلق بعمليات الترهيب والاختطافات التي طالت الموظفين الأمميين.
ومن أبرز الشواهد على الارتباط بين المليشيات الحوثية وتنظيم القاعدة ما أكدته مصادر إعلامية بصنعاء الأسبوع الماضي بخصوص مراسيم تشييع المليشيات لأحد قادتها البارزين ويدعى عارف مجلي، وهو كذلك قيادي في تنظيم القاعدة الإرهابي الذي انخرط في صفوف المليشيا الحوثية بناء على خطوط التحالفات العريضة بين الجماعتين الإرهابيتين وفق معلومات مؤكدة.
وفي وقت سابق أفادت مصادر عسكرية ميدانية أن القيادي في تنظيم القاعدة المدعو حمزة محمد علي راوية والذي منحته مليشيات الحوثي الإرهابية رتبة رائد لقي مصرعه أثناء مشاركته في المعارك المحتدمة في جبهة أم ريش بين مديريتي الجوبة وحريب جنوب محافظة مأرب شرقي البلاد.
ويرى مراقبون للشأن اليمني أن ظهور قيادات في تنظيم القاعدة وهي تقاتل وتعمل في صفوف المليشيات الحوثية يؤكد زيف ادعاءات المليشيات التي تحاول وصم من يقف ضدها من أبناء الشعب اليمني بتهم الانتماء للقاعدة وداعش، وهي الادعاءات التي تحاول الترويج لها بشكل أكبر بعد فشل مخططاتها الإرهابية في جنوب اليمن وما رافقه من أعمال إرهابية طالت المدنيين والأحياء السكنية في عدد من المحافظات.