متى تتحرك الأحزاب والنخب .. دعوة لمواجهة دور عمان التخريبي في اليمن

المرسى – تقرير خاص

تستمر سلطنة عمان في لعب دور محوري يرجح كفة مليشيات الحوثي في المعادلة العسكرية على الأرض وكذلك سياسيا وإعلاميا منذ بدايات الحرب في اليمن بعد أن كانت أعلنت أنها ستبقى على الحياد من الطرفين .

ووثقت كل تقارير خبراء مجلس الأمن دور سلطنة عمان في تسهيل عبور الدعم العسكري للمليشيات عبر شبكات تهريب تحظى بتسهيلات عمانية مخابراتية في داخل جغرافيا السلطنة وعبر نفوذ العمانيين في محافظة المهرة اليمنية وصولا الى سيئون حضرموت .

الدور العماني لم يعد خافيا على أي طرف سياسي أو جهاز مخابرات له حضور في الملف اليمني غير أن الملفت للنظر هو التعاطي السلبي من القوى السياسية اليمنية والنخب ومن الشرعية ذاتها مع هذا الدور الذي ينحاز بشكل صريح الى جانب المشروع الإيراني في جزيرة العرب وأطماع إحياء أمجاد إمبراطورية فارس .

ولم يصدر عن أي حزب أو مكون سياسي موقفا صريحا من الدور التخريبي العماني في اليمن والتماهي الكامل للسلطنة بقيادتها القديمة والحالية مع حرب الحوثيين ضد الشعب اليمني وشعوب المنطقة ذلك في حال تم إفتراض إرتباط الموقف الرسمي للشرعية بدول التحالف .

كما لم تكتفي سلطنة عمان بممارسة هذا الدور المباشر لها في اليمن بل عملت على إضافة مهام أخرى لها تتمثل فى تنفيذ أجندة الدوحة في اليمن منذ مغادرة قطر التحالف العربي لمساندة الشرعية وهذا الدور لا يقل ضررا وخرابا عن دعم السلطنة للحوثيين.

وجمعت عمان على أرضها توليفة غريبة وغير متجانسة من القيادات اليمنية العسكرية والسياسية والإعلامية والقبلية وجعلت كل تحركات ومواقف ونشاط هذه التوليفة العمل ضد التحالف العربي سواء كانت هذه القيادات إخوانية أو تنتمي الى أحزب أخرى وقبائل ومكونات شمالية وجنوبية.

في ضيافة السلطنة يتواجد الإخواني حمود المخلافي الذي يجند مليشيات منفلته في تعز وعلى مشارف الجنوب والساحل الغربي وبدعم قطري يصل اليه عبر مكتب يتواجد في عمان وبتنسيق كامل بين الدولتين .

كما يتواجد الحوثيين في السلطنة ويحظون بترحاب كبير وإمتيازات كبيرة حسب قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام كشف ل ” المرسى الإخباري ” عن تعامل خاص للحوثيين في عمان خلافا لكل من يتواجدون على أرض السلطنة .

وقال القيادي المؤتمري أنه خلال إحدى جولات المفاوضات بين الشرعية والحوثيين عاد وفدي المؤتمر والحوثي الى عمان وتم تخصيص مقر لهم في أحد الفنادق ورغم أنهم تحركوا كوفد واحد الا أن وفد الحوثيين كانت له معاملة خاصة حتى على مستوى وسائل نقل والضيافة وتم كذلك فصل وفد الحوثيين عن وفد المؤتمر من قبل العمانيين أنفسهم .

هذا التمييز الإيجابي لصالح الحوثيين ناتج عن قناعة عمانية بأن مليشيات الحوثي هو الطرف الأقرب لها سياسيا وطائفيا وبهذا التفضيل ترى السلطنة بأن المكون الذي تريده أن يحكم اليمن ويكون شريكا لها في علاقاتها المتميزة مع طهران ليشكلا نابي ضبع في المنطقة .

لا يتطلب الوضع اليوم التفتيش كثيرا في أدلة على تورط سلطنة عمان بدعم الحوثيين وتحولها الى محطة تهريب وعبور للأسلحة وقطع الطيران المسير والمكونات الدقيقة التي تستخدم في تحديث وتجميع الصواريخ لأن الأدلة كافية وليس بمقدور السلطنة أن تنكر دورا معلوما لها لصالح الحوثيين وتجميع كل خصوم التحالف العربي داخل فنادقها.

بل الحاجة اليوم لتحرك جاد من قبل المكونات السياسية اليمنية لإصدار مواقف معلنة تدين وترفض التماهي العماني مع المشروع الإرهابي للحوثيين في اليمن والمنطقة وتحدد كذلك مواقف صارمة من التعاطي العماني سياسيا مع الملف اليمني والإنحياز التام لمصلحة الحوثيين في المحافل العربية .

واذا كن الإخوان المسلمين المكون الذي يسيطر على قرار الشرعية وصاحب النفوذ الأهم في تحالف الأحزاب السياسية المنضوية في إطار الشرعية فإن على الأحزاب الباقية والمكونات القبلية والسياسية أن تغادر مربع التهاون في مواجهة الدور العماني التخريبي في اليمن حيث لم يعد هناك ما يستدعي الحصافة أو غض الطرف عن جار أمعن في مضاعفة أوجاع اليمنيين ومواجعهم بدعمه لمليشيات إنقلابية إرهابية طائفية متطرفة .

Exit mobile version