المرسى – مأرب
تعرض معبد “اوام” الأثري الواقع في محافظة مأرب لسلسلة من عمليات التخريب والعبث والنبش المتعمد والنهب المنظم في كل جزءٍ منه في اعتداء سافر وصارخ يطال الحضارة والتراث الإنساني لهذا المعبد العريق الذي يعود تاريخ بنائه إلى الألفية الثانية قبل الميلاد.
قال مصدر قبلي في مأرب لوكالة خبر، إن معبد “اوام” التاريخي يتعرض للنهب بشكل مستمر من قبل مسلحين مجهولين -من ناهبي ومهربي الآثار- حيث قاموا بالنبش واحداث حفريات داخل المعبد العريق بحثاً عن اعمدة منقوشة وكنور ثمينة وقطع أثرية لنهبها.
ووفقاً للمصدر فقد طالت عملية التخريب والعبث ثاني أقدم مكتبة لوحية للنقوش في التاريخ والتي وجد فيها أكثر من 1000 نقش أثري، وتعرضت بوابة ابرز ملوك حمير الملك عمدان بين يهقبض الحميري الملقب بملك مملكتي سبأ وذو ريدان للتدمير من قبل ناهبي الآثار.
وأوضح المصدر أن بوابة الملك السبئي علهان نهفان بن الملك يريم ايمن بن القيل اوسلة رفشان الهمداني في معبد “اوام” الأثري تم تدميرها، كما حول بعض زوار المعبد الكثير من الاعمدة الأثرية والارث العريق داخله الى لوحة للذكريات لكتابة اسمائهم بشكل فج وعبثي.
وأضاف، ان نقشا قديما لبوابة الملك عمدان يهقبض ملك سبأ وذي ريدان يحمل الرمز والرقم MB 2001-101 الذي يحتوي على عمدان بين يهقبض ملك سبأ وذو ريدان و ودد إيل بن عمدان أقاما لـ إلمقه سيد (معبد) أوام فرساً وراكبه من أموال إلمقه، طالتهما اعمال التخريب بشكل كلي.
وبحسب المصدر فإن موقع معبد “اوام” الأثري لا يوجد له غير حارس وحيد كبير في السن وطفل يعمل كبائع في “كشك” صغير، وليس له أي حراسة لتأمينه، ويطوقه سياج وأبواب حديدية متهالكة ورمال تطمر ارجاءه.
ويؤكد باحثون مختصون في الآثار، أن معبد “أوام” يعد واحداً من أضخم المعابد الدينية التاريخية في شبه الجزيرة العربية، التي وحّدت ديانات الحضارات اليمنية القديمة مثل سبأ ومعين وقتبان، وارتبط المعبد بعظمة الدولة السبئية في أوج مجدها، ومثل عصر الرفاه السبئي والعصر الديني الذهبي لمملكة سبأ.
ودعا باحثون ومهتمون بالآثار محافظ مأرب سلطان العرادة عضو مجلس القيادة الرئاسي وحكومة الشرعية إلى تحمل مسؤولياتهم في حماية والحفاظ على معبد “اوام” الأثري وكافة المواقع والمدن التاريخية في مأرب والواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية بالمحافظات المحررة باعتباره “تراثاً قيماً إنسانياً عالمياً وشاهداً حضاريا خالدا”، مطالبين كل المنظمات الدولية المعنية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” ومحبي وعشاق التراث والحضارة اليمنية أن يعملوا على إيقاف الاعتداءات المتكررة على تراث اليمن العريق.
الجدير بالذكر أن الكثير من المواقع والمعالم والقطع الأثرية والحصون في اليمن تعرضت للتخريب والتدمير والنهب منذ بدء الحرب التي افتعلتها المليشيات الحوثية الموالية لإيران في 21 سبتمبر 2014م طيلة السبع الماضية.