المرسى – متابعات
أخلت السلطات المختصة في مأرب، 4 مخيمات للنازحين في الأطراف الشمالية الغربية من المحافظة، بعد تعرضها للقصف من قبل مليشيا الحوثي أمس الأحد.
وكثفت المليشيا الحوثيون خلال الأيام الماضية، من عمليات القصف بقذائف المدفعية وصواريخ الكاتيوشا، التي طالت مخيمات النازحين، وخلفت خسائر بشرية ومادية في صفوفهم وتسببت بعملية نزوح كبيرة.
وقالت مصادر محلية، إن المئات من الأسر اضطرت أمس واليوم الاثنين، إلى ترك المخيمات، هربا من القصف، باتجاه مدينة مأرب وضواحيها.
وبحسب مسؤول محلي فإن المخيمات التي تم اخلائها تضم أكثر من 600 أسرة.
وأوضح مدير إدارة المخيمات في الوحدة التنفيذية بمحافظة مأرب خالد الشجني، لوكالة أنباء (شينخوا)، أن مخيمات النزوح (التواصل، الخير، الميل، وذات الراي) في الجهة الشمالية الغربية من المحافظة تم افراغها كلياً اليوم.
وأكد الشجني، أن المخيمات تعرضت أمس (الاحد)، وخلال الأيام الماضية لسقوط 27 قذيفة هاون أطلقها الحوثيون.
وأضاف، أن القذائف تسببت بخسائر بشرية ومدنية في صفوف النازحين، ما اضطرنا إلى إخلاء هذه المخيمات، حفاظا على أرواح النازحين.
وأشار الشجني، إلى أن المخيمات الأربعة كانت تقطنها نحو 604 اسرات، لافتاً إلى أن هذه الأسر بدأت خلال اليومين الماضيين عملية النزوح، واليوم تم إفراغ هذه المخيمات بشكل كامل.
وأمس الأحد، قالت مصادر محلية مطلعة، إن قصفاً حوثياً استهدف مخيمات للنازحين، أسفرت عن إصابة سبعة نازحين، منهم ستة نساء، تم نقل الجميع للعلاج في أحد مشافي المدينة.
وبحسب المصادر، فإن عشرات الأسر لا تزال في العراء، فيما تم ترتيب وضع عدد من الأسر في مخيم السويداء.
ودانت منظمات محلية استهداف الحوثيين لمخيمات النازحين في مأرب.
وذكرت منظمة حماية للتوجه المدني HOCO في بيان، انها تدين “استمرار قصف الحوثيين لمخيمات النازحين في مأرب وتهجيرهم قسراً وتشريدهم”.
واعتبر البيان أن “الاعتداء الذي قام به المسلحون الحوثيون أمس الأحد وقصف تجمعات النازحين غرب مدينة مأرب وسقوط ضحايا مدنيين نعتبره جريمة حرب وانتهاك للقانون الدولي الإنساني”.
كما أدانت منظمة سام للحقوق والحريات استهداف الحوثيين مخيم الميل للنازحين الواقع شمال غرب مدينة مأرب.
وقالت “سام” في بيان اليوم الإثنين، إنها تابعت بقلق وإدانة بالغين استهداف مليشيا الحوثي مخيم الميل بأكثر من 20 قذيفة، الأمر الذي أدى إلى إصابة 7 مدنيين 6 نساء ورجل، حيث أفادت المصادر الطبية بأن حالتهم حرجة وأنهم يتلقون علاجهم.
وأوضح البيان، أنه وفقاً للمعلومات الأولية فقد اضطر نازحو مخيمات “الميل”، “الخير” و”تواصل” للهروب اليوم إلى مخيم “السويداء” بعد اشتداد القصف الحوثي على المخيمات الثلاثة.
مؤكدة تعرض تلك المخيمات لقصف مماثل من قبل الحوثيين الأسبوع الماضي الأمر الذي أدى إلى إصابة 5 نساء والتسبب بأضرار مادية كبيرة في المخيمات وخزانات المياه.
وشدد البيان، على أن استمرار الصمت الدولي المقلق تجاه عمليات الاستهداف والقصف التي تنفذها قوات الحوثي بحق المدنيين لا سيما النازحين في مخيمات اللجوء يشكل غطاءً ضمنياً لتلك المليشيا للاستمرار في انتهاكاتها.
ودعت منظمة “سام” المجتمع الدولي بكافة مكوناته لضرورة التدخل العاجل واتخاذ الإجراءات القانونية والسياسية العاجلة لوقف الانتهاكات المستمرة في اليمن.
وتشير التقديرات الرسمية إلى أن نحو مليوني نازح يعيشون حالي في محافظة مأرب، منذ بدأ النزاع المسلح في نهاية العام 2014.
ويتوزع هؤلاء النازحين في 180 مخيماً للنزوح، ويفتقرون لأدنى المقومات الأساسية من مواد غذائية ومياه صالحة للشرب والمستلزمات الصحية الضرورية.
وكان منسق الشؤون الإنسانية لدى اليمن ديفيد غريسلي ومسؤولين دوليين آخرين، قد أجروا زيارة الأسبوع الماضي إلى مدينة مأرب واطلعوا على الأوضاع الإنسانية في المخيمات التي تعرضت للاستهداف.