المرسى – تعز
وجهت سلطات مدينة تعز، الخاضعة لسيطرة الإخوان، بإطلاق ما أسمتها حملة واسعة لـ”الاستغفار والتوبة”.
يأتي ذلك في ظل تفشٍ واسع وباء كورونا وعجز للقطاع الصحي.
وأطلق مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة دعوة “لحملة واسعة للاستغفار والتوبة والرجوع والإنابة والتضرع إلى الله”، وقال بأن ذلك “رفع ما نعانيه من شده وقحط وبلاء”.
ودعا المكتب، في بيان له، جميع مساجد المحافظة لإقامة صلاة الاستسقاء يوم الجمعة القادم مع إطلاق حملة “للاستغفار والتوبة”.
كما دعا المكتب العلماء والدعاة والخطباء إلى “توجيه المجتمع وتوعيته في هذه الفترة الحرجة التي تكالبت عليه شدائد المحن والفتن والأوبئة للأخذ بكل وسائل الحيطة والحذر والإجراءات الاحترازية من وباء كورونا”.
وجاءت دعوة مكتب الأوقاف رغم تزايد الدعوات في مدينة تعز لتطبيق أشد الإجراءات صرامة لمنع تفشي الوباء في المدينة ومنع التجمعات بشكل تام بما فيها إغلاق المساجد بشكل مؤقت.
وأبدت مصادر طبية استغرابها الشديد من إصرار مكتب الأوقاف على دعوة المواطنين إلى الاحتشاد في المساجد، بإقامة صلاة الاستسقاء بدلاً من الدعوة إلى أخذ إجراءات وقائية لمنع تفشي الوباء.
وكان المكتب ذاته قد أقر بخطورة الوضع من خلال افادته الأحد الماضي بأن مقبرتين في مدينة تعز وهما الأجينات والشهداء استقبلتا (89) جنازة خلال أسبوع واحد فقط.
وأشارت المصادر إلى أن دعوة المكتب تنسجم مع إصرار قيادات إخوانية على رفض فكرة إغلاق المساجد، بل وتحرض المواطنين على عدم الاكتراث بتفشي الوباء.
ولفتت إلى تصريحات القيادي الإخواني المتطرف عبدالله العديني، الجمعة الماضية، الذي سخر من الإجراءات الوقاية للوباء بإقامته لصلاة الجماعة دون الخشية من الإصابة.
واعتبرت المصادر بأن لغة خطاب مكتب الأوقاف بتصوير الوباء على أنه “غضب من الله جراء الذنوب وعدم الاستغفار”، يدعم تهرب السلطات المحلية من مسئوليتها تجاه الوباء في ظل ما يعانيه القطاع الصحي من عجز شديد اعترفت به عناصر إخوانية.
حيث أعلن مدير المستشفى الجمهوري بمدينة تعز نشوان الحسامي -أحد عناصر الإخوان- بأن المستشفى لم يتسلم ريالا واحدا لمركز العزل الصحي لمواجهة وباء كورونا.
المصادر الطبية أشارت إلى أن تخلي السلطة المحلية عن دعم القطاع الصحي يأتي مع نهبها قبل أيام لملايين الريالات من رواتب الموظفين لشهر مارس تحت ذريعة “التعبئة العامة” وتحرير المحافظة على الرغم من توقف الجبهات واستعادة مليشيات الحوثي لأغلب المناطق التي تم تحريرها الشهر الماضي.
ولفتت المصادر إلى أن تخلي السلطة المحلية عن دورها في دعم القطاع الصحي قابله توجيه قائد المقاومة الوطنية، العميد الركن طارق محمد عبد الله صالح، بشحنة معونات طبية للقطاع الصحي بمحافظة تعز، بقيمة 40 مليون ريال، لمواجهة فيروس كورونا.