كشف تفاصيل لقاء جمع مليشيا الحوثي وقيادات القاعدة في البيضاء

المرسى – خبر

أكدت مصادر وثيقة الاطلاع عن إبرام مليشيا الحوثي وتنظيم أنصار الشريعة المتشدد (الاسم الذي يتخذه تنظيم القاعدة وسما له في اليمن) اتفاقاً جديداً في إطار التعاون والتنسيق بين التنظيمين الإرهابيين.

وقالت مصادر لوكالة خبر، التي فضلت عدم الإفصاح عن اسمها، إن قيادات في مليشيا الحوثي الموالية لإيران وقيادياً بارزاً في تنظيم القاعدة بمحافظة ‎البيضاء عقدت اجتماعاً حضره حمود شتان وكيل محافظة البيضاء المعين من الحوثيين، والشيخ أحمد أبوبكر الرصاص وممثل جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين مع قيادي رفيع في تنظيم القاعدة المكني “أبو القعقاع الريامي”.

وأوضحت المصادر أن الطرفين اتفقا، خلال الاجتماع، على إطلاق مليشيا الحوثي عشرات من عناصر تنظيم القاعدة مقابل تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية في المحافظات المحررة، واستهداف قيادات سياسية أمنية وعسكرية بارزة مع تسهيل المليشيات لها بدخول تلك المحافظات عبر مناطق التماس الخاضعة لسيطرتها.

وفي بداية العام الجاري اغتالت عناصر يعتقد بانتمائها لتنظيم القاعدة اللواء ثابت جواس، أحد القادة الذين واجهوا مليشيا الحوثي إبان الحروب الست في إطار التنسيق بين تنظيمي القاعدة والمليشيا.

ولفتت المصادر أن المليشيا زودت تنظيم القاعدة بأسلحة حديثة وطائرات مسيرة لاستخدامها في تلك العمليات مع الإيقاف التام لحملات الحوثيين ضد عناصر التنظيم داخل المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

وفي وقت سابق كشف تنظيم أنصار الشريعة المتشدد، في إصدار مرئي جديد، امتلاكه لأول مرة طائرات بدون طيار ادعى خلالها استخدمها في هجمات ضد عناصر مليشيا الحوثي في محافظة البيضاء.

وأظهر التسجيل المرئي، براعة مبهرة في الأداء والتطور الإعلامي بتقنيات حديثة لم يمتلكها التنظيم من قبل في أعمال مماثلة لتسجيلات الإعلام الحربي التابع لمليشيا الحوثي.

ونفذ تنظيم القاعدة هجوماً إرهابياً، مساء الجمعة الماضية، على معسكر لقوات الحزام الأمني في الضالع، حيث دارت مواجهات أسفرت عن مقتل ثمانية من عناصره واستشهاد نائب قائد الحزام الأمني وقائد مكافحة الإرهاب.

ونفذت الهجوم خلية تابعة للقاعدة تعمل بالتنسيق مع الحوثيين، حيث سبق وأعلن مركز الإعلام الأمني الحوثي اعتقالهم عام 2019 قبل الإفراج عنهم مؤخرا.

وبعدها بيوم أصيب 7 من أفراد ألوية العمالقة، جراء انفجار عبوة ناسفة بطقم تابع لهم في مديرية المحفد محافظة أبين زرعتها عناصر يعتقد انتماؤها لتنظيم أنصار الشريعة.

واتهمت شرطة محافظة أبين، السبت، خلية مرتبطة بتنظيم القاعدة ومليشيا الحوثي بالوقوف وراء استهداف قوات من العمالقة في المحافظة.

وقتل مسلح وجندي وأصيب آخر، الأربعاء 11 مايو 2022، جراء اشتباكات مسلحة بمحيط فندق الخليج وسط مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة أثناء عملية تتبع لمسلح يعتقد بانتمائه لتنظيم أنصار الشريعة المسمى المحلي لتنظيم القاعدة والذي كان يستقل دراجة نارية بعد الاشتباه به، فباغت المسلح الجنود بإطلاق النار عليهم ما أدى إلى مقتل أحد الجنود وإصابة آخر قبل أن يقوم الجنود بقتل المسلح.

وأكدت مصادر أمنية لوكالة خبر، أن المسلح القتيل قيادي ميداني في تنظيم القاعدة الإرهابي ويدعى يونس عوض القشعوري.

كما قام مسلحون مجهولون، الأربعاء، باختطاف سيارة إسعاف تابعة لألوية العمالقة في منطقة خبر المراقشة شرق أبين بالتزامن مع احتجاز مسلحين آخرين فريقا تابعا للجنة الدولية للصليب الأحمر بمديرية طور الباحة في ‎لحج.

يأتي ذلك بعد عمليتي اختطاف إحداهما وقعت في العاشر من فبراير الماضي حيث اختطف مسلحون من تنظيم القاعدة في منطقة الخديرة بالمنطقة الوسطى محافظة أبين، الواقعة تحت سيطرة قوات موالية للإخوان، عدداً من موظفي منظمة أممية كانت تقوم بمسح في مناطق المحافظة لتقديم مساعدات للمواطنين، وبعد شهر من عملية الاختطاف أقدم مسلحون من القاعدة على اختطاف موظفين أجانب في منظمة أطباء بلا حدود أثناء مرورهم في طريق الخشعة العبر بمحافظة حضرموت وهي منطقة تخضع لقوات موالية للإخوان يتهمها مراقبون بتسهيل عمليات الاختطافات والاغتيالات والعمليات الارهابية التي ينفذها عناصر التنظيم الارهابي.

وفي نوفمبر الفائت، أكد زعيم تنظيم القاعدة في اليمن خالد باطرفي، في لقاء إعلامي له مع مؤسسة الملاحم، ذراع التنظيم في اليمن، أن تنظيم القاعدة انسحب من العديد من جبهات المواجهة ضد الحوثيين لكي تقوم الأطراف المتحاربة باستنزاف بعضها، وهو ما يصب في مصلحة التنظيم. على حد تعبيره.

ويرى مراقبون، أن هناك تعاونا كبيرا بين مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة، كما تم عقد صفقات متتالية كان آخرها إطلاق المليشيا بتوجيهات من زعيمها عبدالملك الحوثي سراح 31 من عناصر التنظيم من أحد سجون صنعاء الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي منذ العام 2014، بينهم ثلاثة من المتورطين بالتفجير الإرهابي الذي استهدف العرض العسكري في ميدان السبعين بصنعاء عام 2012م.

وأشاروا إلى أن الاتفاق بين قيادات مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة يأتي في إطار التخادم والتناغم وتنفيذ اجندتهما التي تصب في نهاية الأمر لصالح أجندة وأهداف مموليهما وتزعزع أمن واستقرار المناطق المحررة.

Exit mobile version