قضية المسؤول الأممي مؤيدي حميدي تعود للواجهة.. مطالبات بتحقيق العدالة

المرسى – تقارير

ماتزال حادثة اغتيال المسؤول الأممي مؤيدي حميدي في محافظة تعز محل اهتمام كبير من قبل ناشطين وحملات حقوقية مناصرة، لكشف الجهات القائمة خلف الحادثة الغادرة وسط مطالبات بتحقيق العدالة ومعاقبة الجناة.

وعلى الرغم من إصدار أجهزة الأمن في تعز، بعض المعلومات القاتمة بخصوص التحقيقات الأولية للحادثة، إلا أنها لم توضح أي تفاصيل جديدة ومسؤولة ما دفع ناشطون في تعز إلى تبني حملة مناصرة واسعة لقضيته الإنسانية

وندد ناشطون حقوقيون وإعلاميون ومحامون على مواقع التواصل الاجتماعي، باستمرار سلطات تعز بعدم إعلان الجهات المسؤولة عن حادثة اغتيال الموظف الأممي حميدي، بعد مرور أكثر من 55 يوما عن الحادثة.

الناشطون أكدوا أنهم مستمرين في المطالبة بكشف الحقيقة في مقتل مؤيدي حميدي، دون التستر على أي جهات أو أشخاص متورطون في الحادثة الجبانة، وتقديمهم للقضاء لمحاكمتهم وأخذ جزائهم الرادع.

وأوضحوا أن من أعقاب ارتكاب تكلك الجريمة البشعة بحق الموظف الأممي، سينتج عنها آثار سلبية على المدنيين في المحافظة، ولما يقدمه برنامج الغذاء العالمي من مساعدات إنسانية تمكنهم مواجهة الفقر والتخفيف من المعيشة اليومية.

وفي 21 يوليو الماضي كانت حادثة مقتل رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي في تعز مؤيد حميدي، أردني الجنسية، على يد مسلحون ملثمون أطلق عليه وابلاً من النيران أثناء خروجه من أحد المطاعم في مدينة التربة جنوبي تعز ما أدى إلى مقتله على الفور.

تأتي عملية الاغتيال لموظف برنامج الغداء العالمي عقب فترة وجيزة فقط من إقرار المنظمات الدولية والأممية فتح مكاتب رسمية لها في تعز، لتنظيم تدخلاتها الإنسانية، مما يهدد بتوقف العمل الإنساني عن المدينة التي تضم أكبر كتلة سكانية في البلاد وتخضع لحصار حوثي منذ 9 أعوام.

فاجعة لا تنسى

يقول الناشط الحقوقي اليمني بشير طاهر، إن حادثة اغتيال رئيس فريق الغذاء العالمي في مدينة تعز مؤيدي حميدي، كانت وماتزال بمثابة فاجعة لكل مواطني محافظة تعز، بشكل خاص و اليمن عموما.

وأضاف الناشط اليمني أن حميدي كان يمثل وفد منظمة الغذاء العالمي لمساندة مدينة تعز التي تخضع لحصار مليشيات الحوثي منذ تسع سنوات، والتي عمل الغذاء العالمي برئاسة حميدي في مكتبه بتعز التخفيف عن أبناء المدينة مما يعانوه من الحرب التي أنهكتهم.

وأشار إلى أن جريمة الاغتيال جاءت كالصاعقة لمجتمع مدني يسعى جاهداً للأمن والسلام والحياة المدنية بكل الوسائل والطرق ومصدراً لها ،مجتمع ينبذ العنف والتطرف بكل أنواعه وأشكاله ،مجتمع هدفه الحياة بالعلم والحرية وقبول الآخر.

ويوضح أن حادثة اغتيال حميدي عكست نظرة سلبية لمدينة تعز ،نظرة ليس لها واقع ولا وجود في أوساط مجتمع تعز.

هذه الجريمة تم التخطيط لها وتنفيذها بأيادي إجرامية تسعى عبر مموليها للإضرار بمدينة تعز وبث الرعب لأبناء المدينة أولاً ثم إظهارها للعالم كحاضنة للمجرمين والإرهابيين وانها غير آمنة.

مطالبات الجهات الأمنية

ووفق بشير أن تغييب الإعلان من قبل سلطات تعز الأمنية عن ملابسات هذه الجريمة المؤسفة، يعزز ويساند كل الأيادي التي تسعى للنيل من تعز وصمود ابنائها رغم ما يمرون به.

وقال: “يجب على الجهات المعنية أبرزها الأمنية بتعز الإفصاح ومصارحة الرأي العام إلى ما توصلت إليه في التحقيقات لمعرفة الأيادي العابثة بأمن تعز ومن يقف خلفها.

فيما المواطن إبراهيم العاقل (42 عاما) أحد سكان مدينة تعز، تحدث قائلاً،: “أنا كمواطن تعزي أريد معرفة نتائج التحقيقات وإلى أين وصلت هذه القضية لمعرفة من يقف حول هذا الإرهاب الذي يسعى بكل الجهد لنحر هذه المدينة ،وتصديرنا كوحوش اجرامية امام المجتمعات الدولية”.

مخاطر وتبعات

من جهته يقول المحامي والخبير الحقوقي مختار الوافي، إن القتل العمد يعد عملا اجراميّا مدان في كافة الأديان السماوية والشرائع وكافة القوانين الوطنية والمواثيق الدولية، باعتباره انتهاكا صارخا لحق الحياة الذي يعتبر الحق المقدس للإنسان.

وأضاف الخبير الحقوقي أن حادثة مقتل ممثل الغذاء العالمي في التربة عمل مجرم ومدان سواء كان هو المقصود أو قتل بحادث عرضي فجميعها لها تبعات وتداعيات خطيرة تهدد عمل المنظمات الانسانية العاملة باليمن.

وأشار الوافي إلى أنه في مثل هكذا قضايا يتوجب على السلطات الأمنية أن تجري التحقيقات على وجه السرعة وتكشف للرأي العام عن نتائج التحقيقات وملابسات وأسباب القضية بكل شفافية وحياد حتى تنبعث الطمأنينة لدى بقية الموظفين في المنظمات الإنسانية وكذا لدى المواطنين.

والجميع يعلم أن عدم الجديّة في التحقيقات بمثل هذه القضايا – بحسب الخبير الوافي- ستترتب عليها أضرارا كبيره تطال ملايين المواطنين الذين يستفيدون من الأعمال الإغاثية في ظل غياب الدولة وتردي الاقتصاد فيما لو قررت تلك المنظمات التوقف عن العمل العالم.

في وقت سابق، الأربعاء، أطلق صحفيون، ومحامون وناشطون ، ونخب رأي عام ، حملة ضغط واسعة للدفع بقضية اغتيال #مؤيد_حميدي ومناصرتها على مسار قانوني وإنساني كاشف للحقيقة، محقق للعدالة، جابر للضرر.

تسعى حملة ‫#كشف_الحقيقة ‬ للضغط على السلطات الأمنية في تعز لتتخذ خطوات جادة تمنع من استغلال مقتل مؤيد حميدي إنسانيا، وسياسيا، كما تستهدف استعادة سمعة تعز ومكانتها الثقافية والمدنية كنموذج جاذب لبرامج التنمية والعمل الإنساني وطارد للإرهاب وللجماعات المتطرفة.

كما تسعى الحملة لدعم الجهود الحثيثة لمجلس القيادة الرئاسي من أجل توفير مناخ آمن للمنظمات الدولية التي لاتزال تتخذ من صنعاء مركزا لمقراتها إثر ما تتعرض له من جبايات وأساليب ابتزاز حوثية

منقتلمؤيد_حميدي

معالكشفالحقيقة

Exit mobile version