المرسى – خاص
وجد الاربعيني “نجيب قايد” ضالته في دق العود وتقليد أغاني التراث التي شغف لحنها منذ سنوات الطفولة، وذلك بعد تشرده بسبب حرب مليشيات الحوثي.
قائد، هو واحد من مئات المواطنين الذي نزحوا من عزالة البراشا مديرية مقبنة غرب تعز، وكان أغلبهم من فئة المهمشين، الفئة الأشد فقرا ورعاة الأغنام لدى وصول الحرب إلى قريتهم الريفية والتسبب بمأساة إنسانية.
وغادر” نجيب” منزله الكائن في قرية الطفيلي إلى منطقة مجاورة تقع في عزلة المجاعشة في ذات المديرية.
يروي قائد لـ”المرسى الإخباري” تفاصيل يومه الذي يصفه بالكارثي محاولا أخذ أداته “العود ومقسات الحلاقة” وسيلة للكسب ونسيان المأسه التي أحاطت به وبأسرته.
ووجد نجيب منزلا بديلا يقطنه إلا أن المأساه تسكنه، ويرى أن تفاصيله الحزينة لا تنسى ألا بعزف أغاني ” فيصل علوي” التي يتقنها لحنا وأداً، كما هو الحال مع بقية فنانين التراث ” الحارثي والسيندار”
يبدأ نجيب يومه السعي بين القرى ومعه مقسات الحلاقة التي يتخذ منها مهنة للكسب وهي مهنة ورثها من والده، وهذه لاتزال مهنة دونية يزدريها العوام قي أوساط المجتمع اليمني الشمالي تحديدا الذي مازال محاطا بالتقاليد.
يستريح ظهرية يومه في زاوية مقيل عام ويبدأ بدق العود وإطراب الحاضرين بلحنه وإبداعه الذي يحيي استحضار ذاكرت الناس الشعبية للفن اليمني الأصيل الذي تلاشى مؤخرا بتبعات الظروف الإقتصادية والحرب.
ويرى المجتمع في نجيب موهبة يجب استثمارها ودعمها من الجهات المختصة، فيما يتمنى هو أن يخلق للناس وعي عام لا ينمط الشخصيات والمهن ويبقى حلمه الكبير وقف الحرب الحوثية والعودة لمنطقته الريفية بتعز.