المرسى – تقرير خاص
على كثرتها الملفات التي تنتظر تحرك المجلس الرئاسي للبت فيها تبقى محافظة تعز الملف الشائك الذي يفرض نفسه كقضية مستعجلة تهم أكبر كتلة سكانية في البلاد تعيش تحت قيادة سلطة فاسدة وغاشمة.
ترزح تعز تحت حصار حوثي وحصار إخواني حيث يحكم الإخوان المحافظة بمجموعة من الفاسدين والإنتهازيين الذين يراكمون ثروات خاصة وعقارات وغنائم مالية من وجودهم على رأس السلطة المحلية والأمنية والعسكرية في المحافظة.
في المقابل لا تمارس هذه المجموعة المتنفذة أي دور لصالح سكان المحافظة فيما يخص صلاحياتها الإدارية ومهامها الخدمية بل تغيب السلطة بشكل كامل عن كل مرافق ومؤسسات المحافظة التي تحولت صندوق جباية وفرض إتاوات كما هو حال مليشيات الحوثي في صنعاء.
وفيما تغرق المحافظة في مربعاتها المحررة بالنفايات وتعيش شوارعها ظلاما دامسا يذهب صندوق التحسين ووكلاء المحافظة الى فرض إتاوات بمبالغ كبيرة يتقاسمونها مع قيادة الصندوق وعمال النظافة يلاحقون مستحقاتهم اليومية في مشهد يصور العبث الذي تعيشه محافظة كانت تمثل أحدى أهم محافظات البلاد.
عشرات الملايين فرضتها قيادات المحافظة على محلات الذهب والصرافه والمحلات التجارية وكأنها تستبق تسونامي تغيير يطيح بها من المناصب التي وصلوا اليها بنفوذ الجنرال العجوز علي محسن الأحمر صاحب التركة الأكثر فسادا في تاريخ اليمن.
وقطاع الأمن كذلك ليس بأفضل حال بعد أن تم تفخيخة بقيادات إخوانية من المعلمين والمحسوبين المقر وإفراغ كل أذرع إدارة الأمن من كوادرها وضباطها المؤهلين والقادرين على التعاطي مع القضايا والتطورات الأمنية بتهمة أنهم عملوا مع النظام السابق التهمة الأكثر حضورا في خطاب إخوان تعز.
في تعز فقط يعين مقوت بمنصب نائبٍ لإدارة البحث الجنائي وكل مؤهلات هذا النائب أنه كان المقوت الخاص بالشيخ والقيادي الإخواني حمود المخلافي وكذلك يتم تعيين حارس مقر الإصلاح وهو مدرس في منصب نائب مدير شعبة الإستخبارات العسكرية في حين هناك مئات الضباط المؤهلين لشغل هذه المناصب ومشكلتهم أنهم لا ينتمون الى تنظيم الإخوان المسلمين.
هذه الفوضى في تعيينات الأمن عينة فقط لما يدور داخل إدارات الأمن في المحافظة التي لم تستطع الحملة الأمنية فيها أن تمنع عملية نهب واحدة لأراضي الناس البسطاء والتي يسطو عليها النافذين المستقويين بأطقم الأمن وألوية الجيش في المدينة.
وفي تعز كذلك تنتشر المعسكرات غير الشرعية والتي تتبع القيادي الإخواني الشيخ حمود المخلافي وتمارس مهام في مناطق سيطرتها الى جانب نقاط الأمن والجيش دون أن يعترضها أحد كون ممولها المخلافي المدعوم من الدوحة ومسقط يتصدق على قيادات الجيش والأمن بالدعم المالي الشخصي والعطايا التي جعلتهم أسرى الإنتماء للإخوان وأسرى عطايا الدوحة والسلطنة.
ما يحدث في تعز ومنذ سنوات معيب ويستدعي من المجلس الرئاسي إعادة الإعتبار لهذه المحافظة وتطهيرها من عصابات الفساد ووكلاء ومدراء النهب والفيد وتعيين قيادات جديدة مشهود لها بالكفاءه والإقتدار لإدارة الحكم ومعالجة خدمات وقضايا الناس.
مشكلة تعز تبدأ عند سطلتها المحلية والعسكرية والأمنية ومعالجة هذه الفوضى التي تعيشها المحافظة يجب أن يسبق أي ترتيبات للمجلس الرئاسي حول تعز فواقع الناس ومعاناتهم خلال سنوات راكمت رصيدا كبيرا من الإحباط وقلة الحيلة لن يزيله الا تسونامي يطيح بعصابة الفيد والنهب وقيادات الفساد دون إستثناء وبعيدا عن أي إعتبارات.