المرسى – تقارير
انتقل الحضارم من التصعيد الشعبي إلى البناء العسكري عبر تشكيل قوة عسكرية من أبناء المحافظة لحماية مناطق الودي والصحراء وتأمين المحافظة من أي خطر حوثي إخواني.
وأعلنت لجنة تنفيذ مخرجات لقاء حضرموت العام “حرو” عن فتح باب التسجيل لتجنيد 25 ألفًا من أبناء حضرموت لتأمين الوادي والصحراء، وإفشال مشاريع علي محسن الأحمر وتنظيم الإخوان في حضرموت.
وقالت اللجنة في بيان لها إنها فتحت باب التسجيل لتجنيد قوة حضرمية بقوام 25 ألفًا لخدمة حضرموت، مؤكدة أنه سيتم توزيع استمارات التسجيل عبر مندوبي المديريات بالمحافظة، وعبر النقاط الشعبية التابعة للهبة الحضرمية.
تأييد جنوبي وخليجي واسع
ولاقى إعلان الهبة الحضرمية الثانية تأييدًا جنوبيًا وخليجيًا واسعًا، واعتبروها خطوة في الاتجاه الصحيح، تقطع الطريق أمام مخططات الإخوان والحوثي، في مناطق الوادي والصحراء.
وكان التحالف العربي قد أعلن تبرؤه من قوات المنطقة الأولى، وذلك على لسان المتحدث الرسمي باسم التحالف تركي المالكي الذي قال إن قوات المنطقة العسكرية الأولى لا تتبع التحالف العربي وتستلم أوامرها من وزارة الدفاع الخاضعة لسيطرة الإخوان.
وفور إعلان قيادة الهبة الحضرمية الثانية فتح باب التسجيل لتجنيد 25 ألفًا من أبناء حضرموت لتأمين الوادي والصحراء، سارع الجنرال علي محسن الأحمر بالاتصال بمحافظ حضرموت اللواء فرج البحسني، وطالبه بالتدخل وإيقاف عملية التجنيد.
واعتبر الأحمر، خلال اتصاله بالبحسني، عملية تجنيد أبناء حضرموت أمرًا خطيرًا يهدد نفوذه في مناطق الوادي والصحراء، مطالبا البحسني بمنع أي عمليات تجنيد خارج إطار ما وصفها بالمؤسسات الشرعية.
وتعتبر مناطق الوادي والصحراء الغنية بالنفط مناطق نفوذ تخضع لسيطرة الجنرال الأحمر منذ ما بعد حرب 94، الأمر الذي جعل الأحمر يجن جنونه من الخطوات التي أقدمت عليها قيادة الهبة الحضرمية.
حضرموت تضيّق الخناق على الأحمر
وعلق الكاتب والصحفي الجنوبي خالد سلمان على قرارات لجنة تنفيذ مخرجات لقاء حضرموت العام حرو، واعتبر أنها ضيقت الخناق على الإخوان ووضعت زعميهم الأحمر أمام خيارين: المواجهة مع الشعب أو الانسحاب.
وقال سلمان في منشور له على الفيسبوك: “إما انسحاب قوات علي محسن من حضرموت، أو مواجهة مقاومة شعبية واسعة النطاق. هذا ما نقرأه في قرار لجنة تنفيذ مخرجات لقاء حضرموت، بفتح باب تسجيل قوة حضرمية قوامها ٢٥ ألفًا لتأمين الساحل والصحراء والدفاع عن حضرموت”.
وأضاف: “إن هذه الخطوة وضعت الإخوان أمام خيارين إما رفع يد قوات محسن عن مدن وثروات حضرموت، والتوجه نحو مسرح الحرب في مأرب والبيضاء، وإما مقاومة شعبية مكلفة”.
وتمنى الكاتب الجنوبي أن يتخذ جيش الأحمر الخيار الأول، وتجنب مواجهة إجماعاً وبيئة ترفضهم.
وأكد المحلل السياسي الجنوبي حسين لقور في تغريدة له على تويتر، أن “حضرموت تسير في مسيرتها الجنوبية التي أرادها لها أبناؤها ولن يوقفها العسس الذين ظنوا أن بضعة مفسبكين يمكنهم وقف هذه المسيرة في أرض العرب الجنوبية”.
وقال إن المهرة ستشهد غدا قوات دفاع من أبنائها لتأمينها من الإرهاب الإخواني، و لا عزاء للخاسرين.
عام التمكين والحسم الجنوبي
ويرى مراقبون أن هذا العام هو عام التمكين والحسم الجنوبي، ولن تتوقف عجلة الانتصارات إلا بتحرير مديريات الوادي والصحراء وتحرير محافظة المهرة من المليشيات الحوثية المتدثرة تحت عباءة الشرعية من بوابة الإخوان.
وجاءت هذه التحولات العسكرية بعد الانتصارات التي حققتها ألوية العمالقة الجنوبية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة شبوة وانتهت بتحرير مديريات بيحان الثلاث من قبضة الحوثي التي سلمها الإخوان بدون قتال.
ويرى الباحث الجنوبي سعيد عبدالله أن انتزاع وادي حضرموت وتأمين مناطق الساحل، هي المهمة للوطنية والتاريخية والتي تنتظر الحضارم للحفاظ على حضرموت.
وقال في منشور له على الفيسبوك: “على ألحضارم انتزاع وادي وصحراء حضرموت من قوى الظلم والظلام والفيد والإرهاب الثاني، والحفاظ على استقرار ساحل حضرموت ووحدة القوات العسكرية فيها وعدم السماح مهما كلف الثمن لقوى الفيد المسيطرة على الوادي بالاقتراب من استقرار وأمن الساحل”.
وتسعى الشرعية من بوابة وزارة الداخلية التي يقودها الإخواني إبراهيم حيدان إلى السيطرة على مديريات الوادي والصحراء بعد أن حسم أمر إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من سيئون.
وأعلنت وزارة الداخلية عن تجنيد عشرة ألف من أبناء حضرموت لتأمين الوادي والصحراء، في محاولة لخطف هذه المناطق التي تتمتع بالثروات من المجلس الانتقالي الجنوبي.
ويرى مراقبون أن نجاح المجلس الانتقالي الجنوبي في قلب الموازين لصالحه في شبوة، قادر على فرض قواته في مناطق الوادي والصحراء بدلا عن قوات الأحمر التي قد تصبح هدفا مشروعا للتحالف العربي في حال رفضت الخروج من حضرموت إلى مأرب للدفاع عنها من الحوثي.
وقالت مصادر رفيعة لصحيفة محلية، إن قيادة التحالف العربي وصلت إلى طريق مسدود مع قيادات الإخوان في الشرعية، موضحا أن هناك اتفاقًا بين طرفي التحالف العربي على تسليم الجنوب للمجلس الانتقالي، وإخراج الإخوان من المشهد الجنوبي.