المرسى|متابعات
سرد الصحفي اليمني مصطفى غليس، مقارنة وحقائق مخيفة بين مرفأ بيروت الذي خلف خسائر بشرية ومادية هائلة عقب حدوث الانفجار لمواد شديدة الانفجار تابعة لحزب الله في ميناء بيروت وبين خزان صافر في ميناء الحديدة الذي تستخدمه مليشيات الحوثيين كسلاح فتاك لتهديد العالم في حالة حدوث انفجار خزان النفط الذي سيكون له عواقب وخيمة على العالم واليمن بشكل خاص.
نعيد لكم نشر مقال الاعلامي غليس كما ورد:
جاءت كارثة انفجار ميناء بيروت لتذكرنا بكارثة أخرى وشيكة تهدد اليمن والعالم أجمع عبر خزان صافر الذي يحتوي على أكثر من مليون برميل نفط على وشك التسرب والانفجار ويستخدمه الحوثيون كسلاح كما استخدم حزب الله الميناء لتخزين المتفجرات. إيران حاضرة في كلا الكارثتين عبر حزب الله والحوثيين.
في انفجار مرفأ بيروت سجّلت وزارة الصحة اللبنانية، مقتل أكثر من 78 شخصًا وإصابة أكثر من 4000 آخرين، في حين أشارت التقارير إلى أن أعداد المفقودين كبيرة، إضافة لخسائر بيئية، عوضا عن خسائر مادية بمئات ملايين الدولارات، فما هي نتائج كارثة تسرب نفط خزان صافر المرتقبة أو انفجاره؟
وفقًا لتقرير نشره موقع “حلم أخضر” المتخصص بالبيئة وتداولته وكالات أنباء عالمية، فإنه في حال حدوث التسرب الوشيك من الناقلة صافر، ستتعرض البيئة اليمنية البحرية والساحلية للتدمير الكلي الذي سيمتد من سواحل البحر الأحمر حتى سواحل خليج عدن والبحر العربي. ستخسر البيئة اليمنية كل مقدراتها. وستتلوث سواحل اليمن بمادة النفط الخام الثقيلة التي تمنع وصول الأوكسجين والشمس لاعماق البحر. وستحتاج اليمن الى معالجة اضرار كارثة التلوث البحري لفترة طويلة من الزمن، ولمدة تزيد عن 30 سنة قادمة (على الاقل). والأدهى تجدونه بالأرقام التالية 115 جزيرة يمنية في البحر الأحمر ستفقد تنوعها البيولوجي، وستخسر موائلها الطبيعية.
126,000 عدد الصيادين اليمنيين الذين سيفقدون مصدر دخلهم بمناطق الصيد اليدوي.
67,800 عدد الصيادين في محافظة الحديدة الذين سيفقدون مصدر دخلهم الوحيد جراء الكارثة. 148 عدد الجمعيات السمكية التعاونية للصيادين اليمنيين، التي ستتوقف عن العمل في 10 محافظات محلية.
850,000 ألف طن كمية المخزون السمكي الموجود في المياه اليمنية، والذي سيتعرض للتلف داخل البحر الأحمر، ومضيق باب المندب وخليج عدن. 969 عدد أنواع الأسماك (الأسماك الساحلية وأسماك الأعماق) في المياه اليمنية التي ستقتلها بقع النفط الخام المتسربة.
300 نوع من الشعاب المرجانية التي ستختفي من المياه اليمنية، جراء النفط الخام عدم وصول الاكسجين والشمس إليها. 768 نوع من الطحالب في المياه الإقليمية اليمنية ستتعرض للتلف والموت.
139 نوعاً من العوالق الحيوانية التي تعيش في المياه اليمنية، ستختنق ببقع الزيت الخام. 1,5 مليون طائر مهاجر مهدد بالخطر أثناء عبوره السنوي لمنطقة باب المندب، والتي تصنف بانها ثاني ممر عالمي للطيور المهاجرة الحوامة.
390 نوعاً من أنواع الطيور البرية والمائية الموجودة في اليمن، ستواجه نصفها خطر النفوق المؤكد في الجزر والسواحل التي ستتعرض للتلوث ببقع النفط. 57 موقعاً من مواقع الطيور في اليمن، سيتضرر نصفها على الاقل، نتيجة تلوث السواحل والجزر بمادة النفط الخام.
170 نوعاً من الطيور المهاجرة البرية والمائية التي تتواجد في محميات وسواحل الاراضي الرطبة في محافظة عدن، ستتعرض لخطر النفوق جراء وصول بقع الزيت الى خليج عدن، والبحر العربي.
هذه الأرقام تخص اليمن لوحدها، والواقع أن الكارثة سيؤدي لتضرر سواحل عدد من دول الإقليم إضافة لليمن، وهي السعودية، السودان، ارتيريا، جيبوتي، الصومال، اثيوبيا، مما يجعل الكارثة تتعدى الحدود الاقليمية للمياه اليمنية وصولاً الى المياه الدولية.
وللتوضيح أكثر فإن خزان صافر يقبع في ميناء رأس عيسى على بعد 8 كم من الشواطئ اليمنية منذ خمس سنوات بلا صيانة إذ يرفض الحوثيون صيانتها من قبل فرق الأمم المتحدة ويستخدمونها كسلاح رادع “كامتلاك سلاح نووي” بحسب وصف دبلوماسي غربي لوكالة أسوشيتد برس لابتزاز المجتمع الدولي.
وهكذا حول الحوثيون، مرتزقة إيران وذراعهم في اليمن، خزان صافر من مخزن عائم للنفط الي قنبلة عائمة تنذر بكارثة بيئية وانسانية قد تكون الأسوء في اليمن على الاطلاق، وتنذر بالانفجار. كونها تحمل 1.1 مليون برميل. بحسب تحذير أطلقه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن OCHA.
وبعد أن تطرقنا إلى الخطر البيئي الناجم عن تسرب النفط من الخزان الذي مايزال رهينة بيد ميليشيا الحوثي، ويمتنعون عن صيانته لابتزاز المجتمع الدولي، تعالو لننتقل إلى مخاطر انفجار الخزان بحسب خبراء دوليين أكدوا أن انفجاره ممكنًا بل وبات وشيكًا..
طبقاً لمختصين فإن الخطر في حالة خزان صافر النفطي العائم يكمن في عملية التأكسد الذي يتسبب به الهواء الذي يشغل المساحة الفارغة في خزانات تخزين الناقلة، التي تستوعب قرابة 3 ملايين برميل من النفط الخام.
يؤكد مدير البحوث والسياسات في مرصد النزاعات والبيئة في المملكة المتحدة، دوغ وير، في حديث لCNN ”أن جزيئات النفط في السطح، معرضة للتفكك، واعادة الاتحاد مع جزيئات الهواء في الخزان، وبفعل عامل الوقت يتصاعد خطر هذا التفاعل الكيميائي الذي يودي الي نشوب حريق، أو انفجار في نهاية المطاف”.
وبحسب دوغ وير في حديثه السابق لـ “سي إن إن” لنا ان نتخيل خطر حدوث الانفجار في أي لحظة في ناقلة صافر التي تركت بلا صيانة طيلة 4 سنوات، الأمر الذي يفاقم نسبة المخاطر البيئية والآثار المترتبة”.
لكن ماذا عن الآثار الاقتصادية المحتملة لانفجار او تسرب النفط من خزان صافر.. إليكم الحقائق طبقاً لتقرير حديث بثه موقع Atlantic Council حول الكارثة، فإن انسكاب النفط من الناقلة صافر، والذي يبلغ 1.1 مليون برميل في البحر الأحمر، سيكون له تأثيراً مباشراً على الاقتصاد العالمي.
يقول الموقع ” فإذا تم حظر النقل البحري عبر البحر الأحمر، والذي يمثل 8-10 في المائة من التجارة العالمية، وعبور نحو 5.5 مليون برميل من النفط يوميا، نتيجة المخاطر الناتجة ومناطق الاستبعاد وجهود التنظيف، فإن التكاليف في كل من الدولارات والوقت ستكون ضخمة للغاية”. وماذا أيضا؟
الكارثة الاقتصادية هي الأخرى أحد أهم الاثار المترتبة على الكارثة، ففي حال وقوع تسرب سيتعرض مصدر عيش الكثير من الصيادين اليمنيين للخطر. لاسيما في الحديدة، والخوخة، والمخا، وباب المندب. وماذا أيضا؟
سيكون اليمن المنهك بالحرب على موعد مع كارثة كبرى مضاعفة ومتعددة الأصعدة، في حال حدوث تسرب نفطي من الناقلة صافر. فبحسب الأمم المتحدة، يعتمد أكثر من نصف السكان على المساعدات الانسانية التي تتدفق عبر ميناء الحديدة، وفي حال توقفه سيتضاعف شبح المجاعة ويعيق الوصول للمساعدات الانسانية.
وبحسب موقع Sciencing ستتسبب الغازات المتطايرة للهواء، بحدوث اضرار جسيمة على صحة السكان في المناطق القريبة، كونها تصيب الجهاز التنفسي. اما في حالة حدوث انفجار للناقلة واحتراقها، فستزيد هذه الكارثة من ظاهرة الاحتباس الحراري نتيجة التصاعد الكثيف لأكاسيد الكربون الي الغلاف الجوي.
ولمن أراد الاستزاده حول خطورة انفجار أو تسرب النفط من خزان الصافر الذي يستخدمه الحوثيون كسلاح ردع بلا أي وازع أو ضمير، يمكنكم زيارة موقع حلم أخضر وهو موقع بيئي محايد ومهني لا يتبع أي طرف من أطراف الصراع في اليمن، لتكتشفوا حجم الكارثة التي تنتظر اليمن والإقليم، بل والعالم أجمع.
* مصدر المعلومات الخاصة بخزان صافر موقع “حلم أخضر”.
– من صفحة الكاتب على تويتر