المرسى – نيوزيمن
في الحادي عشر من مايو الماضي شنت مليشيات الإخوان في مدينة شقرة حربها على القوات الجنوبية، في محاولة للدخول إلى عاصمة محافظة أبين زنجبار، لكن تلك العمليات الانتحارية باءت بالفشل عقب تصدي القوات الجنوبية للمليشيات وتكبيدها خسائر كبيرة.
خلال ما يقارب الشهرين من الحرب في جبهات الطرية والشيخ سالم شرق مدينة زنجبار لم تتمكن القوات الإخوانية من التقدم وخسرت عدداً من قادتها خلال هذه المعارك.
حاولت المليشيات التوسع، ورفضت بيانات التحالف التي طالب فيها بوقف الحرب وتنفيذ اتفاق الرياض، لكنها تعرضت لهزائم كبيرة، حيث سقطت أعداد كبيرة من قادتها وجنودها بين قتيل وجريح وأسير، كما اغتنمت القوات الجنوبية عدداً من المعدات التابعة للمليشيات.
الهدنة السعودية
بعد الهدنة التي أعلنها السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر في الثاني والعشرين من شهر يونيو أكد “هادي” موافقته عليها ووجه القوات في شقرة بالالتزام بها ووقف الحرب والبدء في تنفيذ اتفاق الرياض، لكن المليشيات في شقرة واصلت حربها ولم تلتزم بالهدنة عبر قصف مدفعي بصورة يومية لمواقع القوات الجنوبية حتى اليوم رغم حضور لجنة المراقبة السعودية المتواجدة في شقرة والشيخ سالم.
لم تلتزم المليشيات بقرار هادي، حيث يرى قادة في الجبهة أن اتفاق الرياض يستهدفها، إذ يؤكد الاتفاق انسحاب جميع القوات العسكرية والاتجاه نحو محاربة جماعة الحوثي، وهو ما لا تريده جماعة الإخوان التي عقدت اتفاقات هدنة مع المليشيات الموالية لطهران، كما اعترف بها عضو المجلس السياسي لحركة الحوثي محمد البخيتي في تصريح له منذ أشهر، أضف إلى ذلك وقف جميع الجبهات التي يسيطر عليها الإخوان الحرب مع الحوثي.
خلافات تعصف بجبهة شقرة
إلى ذلك عصفت خلافات حادة بين عدد من القادة في الجبهة مؤخراً، حسب مصادر خاصة في الجبهة.
وقالت المصادر إن الخلافات نشبت بين قائد القوات هناك وقائد اللواء الأول حماية رئاسية العميد الركن سند الرهوة وقائد اللواء الرابع حماية رئاسية العميد مهران القباطي.
وتشير المصادر أن الخلافات جاءت عقب تمرد القباطي الذي يتواجد في جبهة الطرية على قرارات الرهوة.
وبينت المصادر أن الرهوة أوقف التموين والصرفة على كافة قوات القباطي عقب الخلاف.
كما نشبت منذ أسبوع خلافات بين العميد الرهوة وقائد اللواء الثالث حماية رئاسية العميد لؤي الزامكي حول إيقاف الرهوة للصرفة اليومية التي كانت تصرف عن طريقه لجميع النقاط العسكرية الممتدة من شقرة وحتى مشارف المحفد والتابعة للواء الثالث.
عقب ذلك بأيام تعرض موكب الرهوة لإطلاق نار في نقطة “عكد” القريبة من مقر اللواء الثالث حماية رئاسية وذلك احتجاجا على إيقاف الصرفة.
وأصدر الرهوة قراراً برفع كافة النقاط وإنهاء تواجدها وسحبها إلى مقر اللواء الثالث، وهو ما حصل، حيث انسحبت كافة النقاط العسكرية من نقيل العرقوب وحتى المحفد.
وقالت المصادر إن الزامكي أبدى انزعاجه من هذا القرار ودخل في جدال مع الرهوة حول قرار سحب النقاط.
وبحسب مواطنين في أبين، فإنه لم تعد هناك أي نقاط على الخط العام منذ قبل عيد الأضحى بأيام.
انهيار للقوات
وأدت الهزائم وعدم تحقيق أي انتصار في جبهة شقرة إلى حالة من الانهيار لدى القوات هناك في ظل خسارتها لعدد من القادة.
وذكرت مصادر في الجبهة أن تقليص التموين على القوات وقطع الصرفة عن بعض القوات وتقليصها عن أخرى أدى إلى مغادرة كثير من الجنود الجبهة والعودة إلى منازلهم.
وقد أبلغ قائد القوات في شقرة العميد الركن سند الرهوة عدداً من الوحدات بأن عليها العودة إلى مناطقها، حيث وإنه غير قادر على مواصلة التموين لكافة القوات.
وعادت عدد من القوات إلى معسكراتها في محافظتي أبين وشبوة منذ أسابيع.
وقالت المصادر إن قوات محور شبوة قامت بسحب قواتها من جبهة الطرية التي كانت تتواجد فيها ووصلت إلى شبوة منذ أيام، كما عاد جنود اللواء 115 إلى معسكرهم في مدينة لودر بمحافظة أبين