المرسى – رصد
في محاولة لكسر العزلة عن محافظ الإخوان في شبوة احتفل مكتب إعلام المحافظة بـ”الذكرى الثالثة” على تعيين بن عديو على رأس السلطة المحلية.
وزعم مكتب الإعلام بأن بن عديو أنجز 488 مشروعا في المحافظة خلال هذه الفترة.
وبحسب مصادر محلية، يمر المحافظ بن عديو بحالة عزلة، ولم يعد يزوره أحد من وجاهات المنطقة منذ سقطت مديريات بيحان بأيدي الحوثيين في تواطؤ واضح من سلطة الإخوان.
ويتهم أبناء شبوة سلطة بن عديو بالفساد والاعتقالات والعبث بموارد المحافظة وتسخيرها في حروب عبثية.
وتشهد شبوة غليانا شعبيا رافضا للهيمنة الإخوانية على المحافظة، وحراكا مجتمعيا يطالب بإقالة محافظ شبوة، رافضًا مخططات الإخوان.
وأفادت مصادر مطلعة أن سلطة محافظة شبوة خصصت مبلغ 30 مليون ريال لصحفيين وإعلاميين لتلميع صورة المحافظ ابن عديو ومشاريعه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
مشاريع وأهمية
ومن أبرز المشاريع الوهمية مشروع الكهرباء الغازية، الذي أعلن عنه المحافظ الإخواني قبل عامين، بتكلفة ما يقارب مئة مليون دولار، وحتى هذه اللحظة لم يبدأ العمل فيه، إضافة لمشروع ميناء قنا الذي تبخر بسبب خلافات الفاسدين الشركاء فيه.
وعدّد مدير عام حماية البيئة بمحافظة شبوة نائف مسعد توقيع سلطة ابن عديو أكثر من 60 مشروعا وهميًا.
من جانبه قال الصحفي سامي البابكري، إن إعلام سلطة شبوة استطاع إقناع المواطن اليمني في تعز ومحافظات أخرى أن شبوة تعيش أجمل أوقاتها وتعيش العصر الذهبي، عبر مواد إعلامية سخروا فيها كل الإمكانيات ليستهدفوا بها المواطن في شبوة، ومع ذلك فشلوا.
وقال في منشور له على فيسبوك، إن إعلام شبوة فشل وتحول الفشل إلى لعنات وغضب شعبي يطارد السلطة واعلامها، مضيفا إن تحسين وجه السلطة الفاشلة، لن يحسنه برنامج صرفت عليه الملايين ليقنع مواطن ابنه يذهب إلى مدرسة لا يوجد فيها معلمون أو يذهب بزوجته المريضة إلى مستوصف لا توجد فيه طبيبة.
وشبه الصحفي والكاتب الجنوبي صالح الدويل باراس، تنمية شبوة بتنمية مأرب، التي ظل الإخوان يروجون لها ثم نسوها، والجميع شاهد محمد العرب وهو يبشر بافتتاح مطار مأرب.
وقال الدويل، في تصريح صحفي، إن تنمية شبوة فقط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يوجد مشروع جهزوه إلا مشروع جسر النقبة، وهذا نفذوه لحاجتهم العسكرية وحتى هذا المشروع أقاموه على الأساسات الصينية.
وأضاف، إن تنمية بن عديو “كمن يستدين على حساب عياله ليخلصوا دينه، حقيقة نسمع جعجعة تنمية ولا نرى أو نلمس طحين تنمية، بل إن أقبح تبريراتهم أن هذه المشاريع ديون في وجه المحافظ، مضيفا إنه من الصعب مجاراة الإخوان في الترويج”.
وأكد الدويل أن ضجيج الإخوان عن ميناء قنا، والذي أصبح ملكا للتاجر المتنفذ العيسي، يكفي لفضح الإخوان.
حقوقي يكشف الانتهاكات
وقال الحقوقي صالح حقروص، في سلسلة تغريدات على تويتر، إن الإخوان في شبوة خلال ثلاثة أعوام، قتلوا أبناء شبوة ورفضوا تسليم الجناة وشنوا هجوما وحربا على قبائل الضحايا بسب مطالبة سلطة الإخوان بتسليم الجناة.
وأكد الصحفي والحقوقي، أن سلطة بن عديو مارست خلال ثلاثة أعوام فسادا لا مثيل له، والأكبر على الإطلاق، ولم يحصل في تاريخ شبوة.
ووثق الحقوقي الجنوبي حقروص جرائم وانتهاكات الإخوان، وقال إنه في 3 أعوام أكثر من 860 معتقلا تم اعتقالهم وتعذيبهم بدون أي سبب أو تهمة.
وأضاف، إن هذه الفترة كانت فيها انتهاكات مليشيا الإخوان فظيعة وبشعة جدا ولم يسلم منها لا مواطن ولا دكتور ولا صحفي ولا طالب ولا طفل ولا كبير سن ولا جندي نخبة شبوانية ولا معارض ولا ناشط سياسي.
انتهاكات ضد قبائل شبوة
وكانت قبيلة لقموش التي ينتمي إليها المحافظ ابن عديو أولى قبائل شبوة التي تعرضت للانتهاكات والاعتقالات والحملات العسكرية والحصار المليشياوي.
وقامت مليشيا الإخوان بتوجيهات من ابن عديو في ديسمبر من العام 2019 بشن حملة عسكرية ضخمة على لقموش استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
وفي التاسع من يوليو من العام قبل الماضي، هاجمت مليشيا الإخوان، قبائل النعمان بمديرية ميفعة على خلفية اختطاف أحد شباب القبيلة من قبل مليشيا الإخوان، واستخدمت السلاح الثقيل، وأدى القصف إلى إصابة مواطنين.
وفي نهاية عام 2020 هاجمت مليشيا الإخوان في المحافظة معززة بقوات من مأرب قبيلة آل منصور بهضبة جردان، وجاء الهجوم نتيجة رفض القبيلة تمركز المليشيا في أرضهم.
وحاصرت مليشيات الإخوان في يونيو عام 2020، قبائل بنصاب، وقامت بحملات اعتقالات واسعة، وقمع تظاهرة سلمية، وتطور الأمر إلى اشتباكات مسلحة قُتل على إثرها أحد المواطنين، كما قتل في تلك الحملة شقيق قائد القوات الخاصة.
وفي يوليو من عام 2020 اشتبكت مليشيا الإخوان مع شباب من قبيلة آل حبتور في منطقة الروضة، على خلفية اعتقال أربعة شبان من قبيلة آل حبتور دون مسوغ قانوني.
وكان لأبناء مرخة السفلى نصيب من انتهاكات مليشيا الإخوان، فقد تعرضت للهجوم، لرفضهم السماح بتهريب المشتقات النفطية من أراضيهم للحوثيين.
وأخيراً كان في سبتمبر 2021 قبل سقوط مديريات بيحان بيد الحوثي بأيام، حيث هاجمت مليشيا الإخوان بتوجيهات ابن عديو، مناطق قبائل بلحارث في عسيلان، لإزاحة الرافضين لنهب ثروات المديرية، بالقوة المفرطة.