المرسى- عدن
كشف تقرير دولي حديث، أن الأمطار الغزيرة والفيضانات الجارفة التي شهدتها اليمن ألحقت أضراراً مباشرة بأكثر من 420 ألف شخص ودمرت آلاف المنازل والملاجئ المؤقتة للنازحين والبنية التحتية، خلال الفترة بين أبريل وأغسطس 2024.
وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر (IFRC)، في تقرير عن كارثة الفيضانات، أصدره الاثنين: “تأثرت حوالي 63,195 أسرة تتألف من حوالي 424,123 شخصاً بشكل مباشر بالأمطار الغزيرة والفيضانات الشديدة التي ضربت 19 محافظة يمنية، خلال الفترة من أبريل وحتى الـ 19 من أغسطس الماضي”.
وأضاف التقرير أن الأمطار الموسمية الغزيرة، التي اشتدت بسبب مناخ اليمن المعقد والمتغير، واستمرت بشكل غير عادي منذ أواخر يونيو إلى أغسطس “أدت إلى فيضانات واسعة النطاق في عدة محافظات وكانت (الحديدة وحجة ومأرب، والجوف وذمار) من أكثر المحافظات تضرراً.
وذكر التقرير أن 8 مليون شخص معرضون لمخاطر عالية مع استمرار الأمطار الغزيرة في عموم البلاد.
وأوضح التقرير الذي اعتمد في إحصاءاته على بيانات المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومفوضية اللاجئين، والهجرة الدولية، وصندوق الأمم المتحدة للسكان والهلال الأحمر اليمني، أن عدد الضحايا، وصل إلى 725 شخصاً بين قتيل وجريح، حتى آخر إحصاء أصدره (الأوتشا) في التاسع عشر من الشهر الماضي.
وأكد الاتحاد الدولي أن الفيضانات ألحقت أضرار جسيمة بالبنية التحتية، حيث أدت إلى تدمير أكثر من 17,093 منزلاً للسكان ومأوى للنازحين و22 مدرسة؛ بينها 7 مدارس بالكامل، و15 أخرى بشكل جزئي في جميع المناطق المتضررة، كما تأثرت عدد من المستشفيات الكبيرة وأكثر من 74 مرفق صحي، والتي “تواجه حالياً نقصاً حاداً في الإمدادات الأساسية، التي تعد ضرورية لإدارة زيادة حالات الأمراض المنقولة بالمياه وغيرها من المشكلات الصحية المرتبطة بالفيضانات”.
ولفت الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر إلى أن الفيضانات غير المسبوقة هذا العام أدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الحرجة بالفعل، خاصة بين النازحين داخلياً، وزادت الاحتياجات العاجلة للمأوى والخدمات الصحية والأمن الغذائي، و”أثرت بشكل غير متناسب على النساء والأطفال، وخاصة في الأسر النازحة التي تعولها نساء، والتي تشكل أكثر من 20% من أولئك الذين يتلقون الإغاثة الطارئة”.
وأشار التقرير إلى أن هذه الكارثة تسببت بتدمير الأراضي وسبل العيش، كما أن الألغام الأرضية التي جرفتها السيول والأضرار التي تعرضت لها الطرق أدت إلى “تعقيد الوصول وزيادة المخاطر لكل من المجتمعات المتضررة وعمال الإغاثة”.
وشدد على أن الوضع خطير ويتطلب تدخلاً فورياً، واستجابة منسقة لمعالجة الآثار المركبة للفيضانات والصراعات.