تقرير أمريكي يهاجم عمان بسبب احتضان الحوثيين: “ملاذ آمن للإرهابيين”

المرسى - تقارير

أكدت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية، ضرورة أن تقوم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بمطالبة سلطنة عمان باتخاذ خطوات حقيقية لعزل الحوثيين، بدلا من احتضان قادة الجماعة الذين تلطخت أيديهم بالدماء.

وقالت المؤسسة، في تحليل نشرته صحيفة ذا ناشيونال انترست، إن الدعوات لإعادة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية لها ما يبررها، مضيفة: “شنت مليشيا الحوثي الإرهابية ضربة بطائرات مسيرة وصواريخ على العاصمة الإماراتية أبوظبي وأسفر الهجوم عن مقتل مواطنين هنديين وباكستاني وإصابة عدد آخر من العمال”.

وذكرت أن إدارة بايدن قامت العام الماضي بشطب الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، مشيرة إلى مخاوف مشكوك فيها من أن التصنيف قد يعيق إيصال المساعدات الإنسانية.

وأضافت، إنه يجب على إدارة بايدن أن تخطو خطوة إلى الأمام وتطالب عمان بتفكيك المقر الإقليمي للحوثيين الذي يعمل حاليًا بمباركة واشنطن داخل حدودها. فالمكتب هو موطن لكبار قادة الحوثيين الذين تلطخت أيديهم بالدماء.

وقال التحليل، إن عمان تعتبر نفسها سويسرا الشرق الأوسط، تستشهد الدولة بحيادها والتزامها بالدبلوماسية كمبرر لاستضافة مقرات الحوثيين، ومع ذلك فقد استغل الحوثيون وجودهم في عمان ليس فقط لإضفاء الشرعية على عملياتهم والوصول إلى النظام المالي الدولي، ولكن أيضًا لتهريب الأسلحة إلى اليمن.

وأضاف أنه “في عام 2016، ورد أن إيران قامت بتهريب صواريخ مضادة للسفن وصواريخ أرض-أرض قصيرة المدى وأسلحة صغيرة ومتفجرات وطائرات بدون طيار إلى اليمن، ويبدو أن بعضها عبر عمان، وفي مارس 2017، أفادت منظمة أبحاث تسليح النزاعات، وهي منظمة غير حكومية، أن الحوثيين قاموا بتهريب طائرات بدون طيار مستخدمة في اليمن عبر عمان، في العام التالي، ذكرت الأمم المتحدة أن عمان كانت الطريق “الأكثر ترجيحًا” الذي وصلت من خلاله صواريخ بركان 2H إلى اليمن”.

ودفع الضغط الأمريكي اللاحق العمانيين إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد بعض الأنشطة غير المشروعة، ومع ذلك بالنسبة للمملكة العربية السعودية ودول المنطقة الأخرى، فإن تساهل عمان مع الحوثيين لا يزال يمثل مشكلة، فبدلاً من الانخراط في الدبلوماسية، المبرر الظاهري لوجود الحوثيين في عمان، يواصل الحوثيون شن حملة إرهابية إقليمية.

وارتفع عدد هجمات الحوثيين الإرهابية في العام الماضي، وفي الشهرين الماضيين فقط، اختطف الحوثيون سفينة ترفع العلم الإماراتي قبالة الساحل اليمني، اجتاحوا السفارة الأمريكية في صنعاء، واحتجزوا العديد من الموظفين اليمنيين رهائن، كما احتجزوا اثنين من موظفي الأمم المتحدة كرهائن.

وقال التحليل: “ربما برر العمانيون علاقتهم بمحمد عبد السلام، كبير مفاوضي الحوثيين والمقيم في عمان، باعتبار هذا ضمن محاولة لحل الحرب الأهلية اليمنية، لكن غارات الحوثيين على أهداف مدنية في السعودية والإمارات الآن وضعت حداً لهذا التظاهر، إذ إن وجود عبد السلام في طهران وقت الهجوم يشير إلى مستوى من التنسيق، بعبارة ملطفة، هذا لا يعكس نظرة جيدة لعمان”.

وأكمل: “قد تقول النخبة الحاكمة في مسقط إن الحوثيين هم مقاتلون من أجل الحرية وهم من السكان الأصليين، ولكن بينما كان هذا موضوعًا للنقاش ذات مرة، فقد ساعد الحوثيون أنفسهم في تخريب ذلك التصور، إذ تُعرِّف الجماعة نفسها صراحةً بأنها جزء من “محور المقاومة”، وهو التحالف الذي تقوده إيران والذي يضم حزب الله اللبناني، والمليشيات العراقية، ونظام بشار الأسد في سوريا.

وصرح على شيرازي، ممثل المرشد الأعلى علي خامنئي في فيلق القدس، في يناير 2015، أن “الحوثيين نسخة من حزب الله”، لا ينبغي أن يكون مفاجئًا أن الصواريخ والطائرات بدون طيار وتكنولوجيا التوجيه المستخدمة في هجوم أبو ظبي صنعت في إيران”.

وافتخر السلطان قابوس، حاكم عمان الراحل، بالاعتدال والوساطة، خلال السنوات الأولى من حكمه، واجه تمردًا شيوعيًا أخمده بمساعدة إيرانية، وغالبًا ما يستشهد المسؤولون العمانيون بمساعدة إيران أثناء تمرد ظفار لتبرير علاقتهم الودية مع إيران اليوم، لكن تلك كانت إيران مختلفة، بقيادة العلمانيين، اليوم إيران دولة دينية داعمة للإرهاب، حيث إن تحالفات حقبة ماضية لا تبرر بأي حال من الأحوال دعم عمان لجماعة إرهابية تعمل مع الإفلات من العقاب على أراضيها.

توفي قابوس في عام 2020، مما مهد الطريق لخليفته هيثم، وهو براغماتي صريح، ومن غير المرجح أن يطرد هيثم الحوثيين دون تنسيق مباشر مع الولايات المتحدة، يجب على واشنطن الآن أن تضع العملية موضع التنفيذ، ويبدأ ذلك بإجراء بيروقراطي بسيط: حيث يجب على وزارة الخارجية إعادة الحوثيين إلى قائمتها الخاصة بالمنظمات الإرهابية الأجنبية، إنه بمثابة اعتراف بأن قرار وزارة الخارجية لعام 2021 بشطب الجماعة لم يعزز الحل الدبلوماسي ولا يسهّل تقديم المساعدة الإنسانية لليمن.

وسيشكل كذلك بداية جهد دولي لعزل قيادة الحوثيين.

بالطبع -يؤكد التحليل- يجب أن يشمل هذا الجهد في المقام الأول إجراءات لعزل رعاة الحوثيين في إيران، لكن يجب أن يشمل ذلك الضغط على مسقط لتفكيك مقرات الحوثيين، حيث لا يزال بإمكان سويسرا الشرق الأوسط العمل كمركز للدبلوماسية الإقليمية، لكن حتى سويسرا لا تقدم ملاذًا آمنًا للإرهابيين.

 

Exit mobile version