تقرير أمريكي يطالب واشنطن بردع وكلاء إيران وأن تبدأ بالحوثيين

المرسى - تقارير

أكد تقرير حديث لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني أن وقوف الإدارة الأمريكية إلى جانب أي دولة صديقة رداً على هجوم للحوثيين قد يطالها ، يكتسي اليوم أهمية قصوى أكثر من أي وقت مضى.

وأوضح التقرير أن الولايات المتحدة فعلت القليل جداً رداً على زيادة وتيرة أعمال طهران العدوانية في جميع أنحاء المنطقة والآن، من الضروري أن تستخلص واشنطن العِبر من الماضي وتجعل الإيرانيين ووكلائهم يدفعون ثمن أفعالهم ويجب أن تبدأ بالحوثيين.

وأكد أن الحوثيين يحصلون على صواريخهم وطائراتهم المسيرة وتدريبهم والمساعدة في إنتاج المركبات الجوية غير المأهولة وغيرها من الأسلحة من «فيلق القدس» الإيراني و «حزب الله».

ويرى التقرير الأمريكي إن الإيرانيون يعتبرون هذه الأسلحة أداة مفيدة لممارسة ضغوط حقيقية على السعودية، لا سيما عندما تضرب هذه الأسلحة أهدافاً مدنية سعودية، بما في ذلك في العاصمة الرياض والمنشآت النفطية في جميع أنحاء المملكة وأن إيران تفعل كل ما في وسعها لتأجيج هذا النزاع وليس الحد منه.

وأشار الى هجوم الحوثيين على الإمارات العربية المتحدة بصواريخ باليستية وجوالة وطائرات بدون طيار وأنه رغم اعتراض الكثير منها وتدميرها غير انه لو كان الهجوم ضرب مطار دبي المزدحم للغاية، لكان العديد من المدنيين، بمن فيهم الكثير من الأمريكيين، قد لقوا حتفهم. ولولا الإيرانيين لما كان مثل هذا الهجوم ممكناً.

وحث التقرير الذي شارك في إعداده دينس روس مساعد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما واشنطن على مواجهة السلوك الإيراني في المنطقة بعيدا عن نتائج المحادثات في فيينا حول البرنامج النووي الإيراني.

وشدد على عدم ربط أي اتفاق نووي مع طهران بخطوات واشنطن لوقف تدخل الحرس الثوري في زعزعة أمن المنطقة وإنه لم يعد هناك خوف حال السعي إلى فرض ثمن على الإيرانيين بسبب أفعالهم المزعزعة للاستقرار في المنطقة بأنهم لن ينفذوا شروط الاتفاق النووي.

وأشار تقرير معهد واشنطن الى خطوات إدارة بايدن التي اخذها بداية ولايته كمحاولة لجر الحوثيين الى السلام والحوار ودعم نتيجة دبلوماسية للحرب.

وأضح إن الإدارة الأمريكية إتخذت خطوتين لكي تبيّن للحوثيين إنها انطلاقة جديدة: فأزالت الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وأعلنت أنها لن تقدّم بعد الآن الدعم للعمليات الهجومية التي تنفذها السعودية في اليمن.

وخلص التقرير الى أن الهدف كان هو خلق بيئة للدبلوماسية الناجحة غير أن الحوثيين ضمنوا ببساطة حصولهم على هاتين الخطوتين وصعّدوا هجماتهم على السعودية.

وأكد التقرير ان حركة الحوثيين منظمة إرهابية. وتمثل هجماتها على مطارين دوليين تذكيراً واضحاً بهذا الواقع ومن الصعب الاعتقاد بأنه من غير الممكن فصل المشاكل الناشئة عن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية عن إيصال المساعدات الإنسانية.

وكانت العديد من المنظمات غير الحكومية التي تُعنى بالتعامل مع الظروف الكارثية للجوع والمرض في اليمن قد عارضت قرار إدارة ترامب تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى زيادة صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن وهو ما رفضه التقرير.

وشدد التقرير على ضرورة أن يدرك الحوثيون أنهم سيدفعون ثمن الهجوم على الإمارات وأنهم معزولون وأن الولايات المتحدة ستعمل على تعزيز دفاعات أولئك الذين يهاجمونهم.

وحث التقرير تقريرإدارة بايدن على تقديم قرارا إلى مجلس الأمن الدولي، يدين الحوثيين على الهجمات ويوضح أنه سيتمّ النظر في اتخاذ إجراءات عقابية في حال تنفيذ أي هجمات أخرى كما أن الصينيين أو الروس لن يحجبوا مثل هذا القرار، نظراً إلى الروابط التي تجمعهم بالإماراتيين.

وأوصى التقرير بتزويد الإماراتيين على الفور بمعلومات استخباراتية للإنذار المبكر بشأن جميع عمليات إطلاق الصواريخ – وهو أمر سبق أن قامت به الولايات المتحدة وبإمكانها تكراره.

ثالثاً، على واشنطن أن توفر بسرعة وسائل إضافية لتحديث الدفاعات الجوية والصاروخية في الإمارات وانه حان الوقت للقيام بذلك حسب ما أكد عليه تقرير معهد واشنطن.

ودعا التقرير الإدارة الأمريكية الى توفير ذخائر دقيقة التوجيه لجعل عمليات الرد الإماراتية المحتملة أكثر فاعلية وأقلّ احتمالية للتسبب بوقوع ضحايا في صفوف المدنيين ويكتسي ذلك أهمية كبرى لأن الحوثيين يطلقون صواريخهم من مناطق مدنية، وهو أمر تعرفه الإدارة الأمريكية ويجب أن تنشره علناً.

كما إنه على الولايات المتحدة المشاركة في تدريبات -على مستوى ثنائي وعبر القيادة المركزية على حد سواء – مع الإماراتيين وغيرهم لمحاكاة الردود على إطلاق الصواريخ، بما في ذلك القيام بضربات انتقامية تهدف إلى تدمير الصواريخ على الأرض قبل أن يتم إطلاقها.

واشار التقرير الى ضرورة إن يدرك العازمين على تحدي الولايات المتحدة ورغبتها في رسم معالم نظام دولي ومواجهة تصوّرهم بأن واشنطن تعزف عن المخاطرة وتظهر لهم أن أفعالهم تجعل الولايات المتحدة أكثر استعداداً لمواجهة هذا الخطر. وهذا ما يتطلبه الردع.

Exit mobile version