المرسى – عدن
تناقلت وسائل إعلام محلية خبرا مفاده أن الفريق علي محسن الأحمر سلم ما بحوزته من عهدة تمثلت في بضع سيارات ومعدات عسكرية ومدنية لوزارة الدفاع.
واعتبر أنصار الأحمر هذه الخطوة مبادرة عظيمة يقدم عليها مسؤول يمني وللمرة الأولى بحجم الرجل الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية في عهد الرئيس هادي.
إلا أن “تسليم العهدة” قوبلت بموجة من السخرية اعتبرت خطوة الأحمر جزءا من المغالطات التي دأبت عليها جماعة الإخوان وتغطية على فشل ذريع لرجل الظل الأول في عهد النظام السابق وصاحب أسوأ دور في مواجهة مليشيا الحوثي.
ورغم الحضور والشعبية التي يمتلكها الرجل إلا أن ذلك لم يحقق شيئا خلال سبع سنوات من الحرب مع مليشيا الحوثي سوى تثبيط الجبهات ورسم سيناريوهات مخجلة.
وخلال إدارة علي محسن لمعارك الشرعية تعرضت لهجوم حاد من مراقبين وخبراء واتهامات بالوقوف وراء تسليم مساحات شاسعة من الأرض ومعسكرات مليئة بأسلحة نوعية وثقيلة كان قد تم تحريرها وصولا إلى مشارف مدينة صنعاء من قبل القبائل والمقاومة بالتعاون مع التحالف العربي.
واعتبر مراقبون سقوط “فرضة نهم” وسلسلة “جبل هيلان” بدون أي معارك وخلال ساعات قبل أقل من عامين، جزءاً من لعبة مكشوفة بين ذراع إيران في اليمن وجماعة الإخوان المسلمين التي لم تتوان لحظة واحدة خلال سنوات الحرب عن لعب أدوار عكسية خلافا لما هو مطلوب ومؤمل منها.
ويخشى مراقبون عودة الإرهاب بقوة ما قد يشكل عقبة كبيرة أمام أي تغييرات بالإضافة إلى المعارك الفاصلة مع مليشيا الحوثي، واستمرار تركز القوات في مناطق بعيدة عن خطوط المواجهة.
وتعد العمليات الأخيرة في أبين والضالع وهروب مجموعة من عناصر القاعدة من السجون بتواطؤ من جهات أمنية ومسؤولين، مؤشرا خطيرا في ظل مئات الخروقات التي ترتكبها المليشيا المدعومة من إيران رغم الهدنة التي تجاوزت ال 35 يوما.
تسليم العهدة لا يختلف كثيرا عن تسليم مناطق شاسعة كان تم تحريرها، إلى جانب استغلال الوظيفة العامة طيلة 10 سنوات من حكم هادي، وقبلها استغلال ثورة الربيع العربي، ما يعني أن الغارق بالفساد لا يمكن أن ينجو.