بين بلحاف و العند.. الإخوان من خدمة الحوثي إلى تبييض جرائمه

المرسى – نيوزيمن

(إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب)، بهذه الآية القرآنية كان الإعلامي الإخواني أنيس منصور يغرد فجر الأحد متحمساً لتحركات مليشياته في شبوة نحو منشأة بلحاف الغازية التي تتواجد فيها قوات من التحالف العربي والنخبة الشبوانية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.

سارع الإعلامي الإخواني إلى حذف تغريدته لاحقاً بعد أن تبين أن الموعد تم بالفعل صباحاً، ولكن ليس في بلحاف، ولكن في موقع آخر على بُعد مئات الكيلو مترات منها، ولم تكن جماعته هي المنفذ بل نظيرتها جماعة الحوثي، التي أرسلت إلى قاعدة العند صواريخها وطائراتها المسيرة لتحصد 100 من قوات العمالقة بين قتيل وجريح.

تصادف لافت بين تهديد منصور في بلحاف واستهداف الحوثي لقاعدة العند، إلا أنه يعكس حجم التوافق في التوجه بين جماعتي الحوثي والإخوان لضرب الأهداف المشتركة التي تجمع بينهما، فالهدف كان واحداً وهو الجنوب والتحالف العربي والقوى الحليفة له، وبات ما يجمع بين الطرفين أكثر مما يفرقهما.

فالحملة الإخوانية التي سبقت استهداف العند، ضد تواجد التحالف العربي في منشأة بلحاف الغازية في شبوة، تأتي في الوقت الذي باتت فيه مليشيات الحوثي على مشارف مديريات المحافظة الغربية كبيحان والعين بعد أن تساقطت جبهات الشرعية في مديريتي ناطع ونعمان بمحافظة البيضاء المجاورة الشهر الماضي، وبات تقدم مليشيات الحوثي نحوها قراراً سياسياً لا أكثر.

في مقابل هذا المشهد العسكري الخطير، كانت سلطات المحافظة الإخوانية تحشد قواتها من اللواء 21 ميكا والقوات الخاصة (وأغلب عناصرها من بيحان) نحو أقصى جنوب المحافظة، لتحرير “منشأة بلحاف من تواجد التحالف”، مع حملة تحريض مستمرة لكسب تأييد الرأي العام المحلي معها عبر التأثير على عواطفها بأن هذا التواجد يحرم الاقتصاد اليمني من مليارات الدولارات بسبب توقف تصدير الغاز.

ادعاءات جماعة الإخوان حول بلحاف مستمرة منذ سنوات رغم عدم وجود أي تصريح رسمي من الحكومة يؤكد ذلك، بل إن لقاءات رسمية لوزير النفط مع شركة توتال المشغلة للمشروع مؤخراً لبحث استئناف العمل تدحض هذه الادعاءات، وتشير إلى أن أسبابا فنية أو أسبابا أخرى هي من تقف وراء عدم استئناف العمل بالمشروع.

ومن هذه الأسباب ما كشفه مصدر في الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال لـ”نيوزيمن” مطلع الشهر الجاري، بأن توقف المشروع، يرجع لأسباب خلافات قانونية بين الحكومة اليمنية وشركة توتال الفرنسية حول كميات الغاز الموقعة في العقود، وكمية الغاز التي تخرج من حقول صافر مارب عبر الأنابيب، وكميات الغاز بعد ضغطه وتسييله والتي تضخ من أنابيب محطة بلحاف إلى السفن.

قضية بلحاف ليست القضية الوحيدة التي ترفعها جماعة الإخوان بوجه التحالف، فالتزامن معها تشهد محافظة المهرة تصعيداً مماثلاً ضد تواجد قوات التحالف بالمحافظة في سياق توجه إخواني عام منذ عام 2017م بات يرى في وجود التحالف والقوى الحليفة معه معركته ومعركة “الشرعية” بدلاً من المعركة مع مليشيات الحوثي، التي استفادت من ذلك بتوسيع مساحة سيطرتها في الشمال وإسقاط جبهات بأكملها بدون معارك تذكر، وباتت تهاجم على أسوار مأرب وشبوة بعد أن كانت تدافع عن أسوار صنعاء.

ولم يقف التخادم الإخواني عند ذلك، بل تحول إلى مهمة تبييض وطمس جرائم الحوثي ونسبها إلى التحالف ودولة الإمارات تحديداً، كما ظهر جلياً في حادثة استهدف قاعدة العند صباح الأحد، وردود الأفعال الإخوانية تجاه الجريمة.

ففي حين كانت اتهامات قيادات المجلس الانتقالي ونشطائه تتجه نحو جماعة الحوثي، سارعت قيادات الإخوان ونشطاؤهم إلى اتهام الإمارات والانتقالي وطارق صالح بأنهم وراء الحادثة، كما قال الإعلامي الإخواني أحمد الشلفي المسئول عن الملف اليمني في قناة “الجزيرة” القطرية، في تغريدات له على “تويتر”.

قيادات رسمية في الشرعية شاركت في حفلة الاتهامات، حيث زعم القيادي الإخواني صالح سميع الذي يشغل منصب محافظ المحويت في الشرعية بأن قصف قاعدة العند “تم بترتيب وتخطيط وتنسيق بين الانتقالي والحوثي وستثبت قادمات الأيام ما ذهبت إليه”، كما قال. وعلى هذا المنوال جاءت أغلب تعليقات قيادات ونشطاء الإخوان حول الحادثة، مع استبعاد تام لذكر مليشيات الحوثي.

Exit mobile version