المرسى – العين الإخبارية
تستميت أبواق قطر الإعلامية في تسويق عودة وهم الخلافة العثمانية لليمن من خلال تمويل أفلام وبرامج تقفز عن الواقع ولا تجني سوى الخيبات.
وفي الوقت الذي بات اليمن قاب قوسين من مجاعة محتملة مع تدهور العملة المحلية إلى مستويات قياسية، تتغاضى قناة الجزيرة القطرية عن الواقع المؤلم، وتواصل نفث سمومها ضد الحكومة الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية.
ويعمل اللوبي الإخواني في قناة الجزيرة، وعلى رأسهم المدعو “جمال المليكي”، على تنفيذ تلك الأجندة المشبوهة، والتي على رأسها إعادة الدور التركي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
ويكشف برنامج ما يسمى بـ”المتحري”، الذي تروّج له قناة الجزيرة القطرية منذ أيام، عن الأهداف المسمومة لإخوان اليمن، والتي تمهد الطريق أمام مشروع أنقرة الرامي لإيجاد موطئ قدم في ممرات الملاحة الدولية بالبحر الأحمر وسقطرى وصولا إلى العاصمة المؤقتة عدن.
ويزعم المليكي، الذي يحاول تقمص شخصية الصحفي الاستقصائي، أنه قد حصل على حقائق تدين التحالف العربي بقيادة السعودية، إلا أن الحقائق تؤكد أن ما يروّج له لا يخرج عن التدليس ضد السعودية والإمارات، وتمرير رسائل ملفقة تحت غطاء الاستقصاء.
تاريخ من الكذب
منذ استقطابه إلى الدوحة قبل سنوات، أسندت قناة الجزيرة و اللوبي الإخواني بداخلها لجمال المليكي، مهمة إنتاج عدد من التحقيقات التي تستهدف بشكل خاص دول التحالف العربي بقيادة السعودية وحلفائهم في اليمن، وفي كل مرة كانت أعماله التي يرصد لها تنظيم الحمدين “شيكات على بياض”، تظهر مدججة بالأكاذيب والتدليس.
أنتج المليكي، والذي يعمل مديرا تنفيذيا لدار “تمكين للأبحاث” تحت قيادة الإخواني البارز من أصل قطري، جاسم محمد سلطان، عددا من الأعمال خلال سنوات الحرب، لكنها لم تقترب بشكل تام من ملامسة أوجاع الشارع اليمني أو التطرق لحجم الانتهاكات الإرهابية الحوثية، وذهبت لتنفيذ الأجندة الإخوانية الخبيثة.
وقال خبراء لـ”العين الإخبارية”، إن فيلم “الطريق إلى الساحل” هو نسخة معدلة من “الطريق إلى صنعاء” الذي أنتجه بالتعاون مع صفاء كرمان، شقيقة الإخوانية توكل كرمان في مايو/ أيار 2015، وسوّق لاتهامات سطحية على لسان متحدثين، دون الكشف عن أي حقائق أو أسرار حقيقية، ما يكشف حجم الحقد الإخواني تجاه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
ويحاول “المليكي” تكرار الأمر في الطريق إلى الساحل، وذلك بالهجوم على العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، الذي يقود المقاومة الوطنية في الساحل الغربي ويقاتل الحوثيين لتأمين ممرات الملاحة من عملية تهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين، وهو ما لا تريده آلة الإخوان.
ويمارس “المليكي” من خلال برنامج “المتحري”، ممارسة الهواية القطرية المعتادة في الأكاذيب وتلفيق الاتهامات لدول التحالف العربي، لكن الهدف الخفي لبوق قطر هو إفساح المجال للوجود التركي وتهريب الصواريخ الباليستية الإيرانية لمليشيا الانقلاب الحوثي.
أموال قطرية
يعتمد الإخواني “جمال المليكي”، على ميزانية كبيرة رصدها تنظيم الحمدين لتنفيذ أعماله الفاشلة، والتي يقوم من خلال تلك الأموال باستغلال عشرات المصورين والزج بهم إلى خطوط النار، تحت مزاعم انه سيقوم ببيع مواد المصورة لوكالات أجنبية.
وتسبب فيلم “موت على الحدود” في مصير قاسي للمصور الصحفي اليمني، أصيل سويد، الذي تعرض لأكبر عملية احتيال وسرقة أرشيفه المصور من قبل أحد زملائه وبيعها للمدعو جمال المليكي مقابل 12 ألف دولار أمريكي.
وبعد أيام من بث الفيلم المذكور، اختطف مسلحون مجهولون “سويد” وقاموا بتعذيبه بوحشية لأكثر من أسابيع قبل أن يطلق سراحه في جريمة هزت الرأي العام، كما سُرّح أحد أقاربه من الجيش اليمني، وفقا لمصادر مقربة من الصحفي اليمني لـ”العين الإخبارية”.
وكشف “سويد” بعد شهر من إخفائه قسريا وإطلاق سراحه في يوليو/تموز الماضي، أن السبب باختطافه وتعذيبه كان خيانة شريكه في العمل المدعو “مرزوق الجابري” وقناة الجزيرة وتسببها لمئات الناس للخطر ولا يزال مصير البعض مجهولا إثر تعرضهم للملاحقة.