المرسى – وكالات
تتفاقم معاناة المزارعين في اليمن بعد أن بدأوا في إحصاء خسائرهم مع موسم جني محصول العنب، الذي لن يجد طريقه إلى الأسواق بسبب أزمة الوقود والفارق الكبير في تكاليف الإنتاج والبيع للمستهلكين، في ظل انعدام فرص تسويقه.
ومع انطلاق موسم حصاد العنب في أراض تحت سيطرة جماعة الحوثي المدعومة من إيران، صُدم المزارعون بأنهم سيخسرون الأرباح بعد عدة أشهر اعتنوا فيها بكرومهم المزروعة بشكل مستمر.
ويتميّز العنب اليمني بجودته ويكتسب شهرته من تنوع أصنافه التي تنتجها مزارع منتشرة في عدة محافظات وخاصة صنعاء التي تصدر سنويا زهاء 80 في المئة من الإنتاج الإجمالي للبلد.
ومع بداية شهر يونيو من كل عام يبدأ المزارعون في إنتاج نوعين شهيرين هما الجبري والعرقي في مزارع حاشد وأرحب بصنعاء ويتم إنتاج بقية الأنواع من مزارع أخرى في العاصمة ومحافظات أخرى، ويستمر جنيها حتى نهاية أكتوبر.
وفي إحدى مزارع العنب الشاسعة بصنعاء، يعمل المزارع اليمني نبيل خميس وعائلته على جمع المحصول في صناديق بلاستيكية لبيعه في السوق. ورغم كمية الإنتاج، إلا أن خميس وغيره من المزارعين يشكون من استمرار أزمة انعدام الوقود والحرب، التي ألقت بظلالها على كافة مناحي الحياة.
ونسبت وكالة شينخوا الصينية إلى خميس قوله إن “أزمة الوقود المستمرة تسببت في توقف مضخات المياه، ولكن بفضل هطول الأمطار الغزيرة في الأسابيع الماضية ارتوت الأرض ونضج العنب”.
وأكد خميس، أن أزمة نقص الوقود تمثل “المشكلة الرئيسية” لجميع المزارعين. وأضاف “ليس لدينا قدرة على شراء الوقود من السوق السوداء لتشغيل المضخات أو نقل المحصول لبيعه في المحافظات الأخرى أو تصديره إلى الخارج”.
وتنتج شجرة العنب الواحدة، في العادة، ما بين 8 و10 سلال تزن الواحدة منها 25 كيلوغراما، ما يكون معدل إنتاج شجرة العنب الواحدة نصف طن تقريبا.
ويصل سعر السلة الواحدة إلى 10 آلاف ريال (نحو 40 دولارا)، وهو ما يجعل من العنب إنتاجا مربحا تعود زراعته بفائدة كبيرة على المزارعين، لكن في موسم هذا العام قد لا يحققون العائدات اللازمة لتغطية مصاريف الإنتاج.
ومثل العديد من المزارعين بحي سعوان في الطرف الشرقي لصنعاء، يمتلك المزارع خميس أيضا مزرعة عنب أخرى في مديرية بني حشيش الشهيرة بزراعة العنب.
وقبل الحرب، اعتاد خميس والعديد من المزارعين على بيع محاصيلهم في العديد من الأسواق بجميع أنحاء البلاد وأيضا إلى المصدرين لكن الحرب الآن حدّت من قدرات جميع الناس.
ويحاول المزارعون بيع آلاف الأطنان من العنب خلال موسم الحصاد، لكنهم يقولون إن الطلب منخفض والأسعار في السوق أقل بكثير من تكاليف الإنتاج.
وفي إحدى الأسواق بوسط صنعاء، يؤكد معظم التجار أن المعروض أعلى من الطلب على الرغم من عروض الأسعار المنخفضة. وقال التاجر نشوان أحمد لشينخوا إن “الكثير من الناس لم يعودوا قادرين على الشراء”.
ورغم أنه لا توجد أرقام دقيقة عن كميات الإنتاج السنوية بسبب ظروف النزاع، لكن تشير بيانات الإحصاء الزراعي إلى أن إنتاجية اليمن من ثمار العنب خلال العام 2018، بلغت قرابة 123 ألف طن تم إنتاجها على مساحة قدرها 11.7 ألف هكتار.
وتقول مؤسسات مالية دولية إن القطاع الزراعي، الذي يوظف نصف القوى العاملة في البلاد، دُمّر بشكل بالغ وتكبدت البلاد خسائر لا حصر لها. كما أن تراجع عمليات الإنتاج أثر بوضوح على تحقيق الأمن الغذائي، خاصة وأنه كان يساهم سنويا بنحو 15 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لليمن.