المرسى – تعز
عُقد بجامعة تعز، امس الثلاثاء، المؤتمر الاقتصادي الأول تحت “شعار التنمية المحلية مدخل للتعافي الاقتصادي” بمشاركة 100 شخص من الباحثين والأكاديميين يمنيين وأجانب وحضور رسمي وأكاديمي كبير، وبدعم من عدة جهات يتقدمها القطاع الاقتصادي للمقاومة الوطنية.
ويهدف المؤتمر، الذي تعد المقاومة الوطنية راعياً ماسياً له، لتبادل الأفكار والرؤى والخبرات والتجارب للخروج بتوصيات حقيقية تساعد في وضع الحلول الاستراتيجية لتحقيق تنمية محلية واقتصادية شاملة، ونحو تحقيق تنمية مستدامة تعكس نفسها إيجاباً على تحسن الوضع المعيشي للمواطنين.
واستعرضت الجلسة الأولى للمؤتمر، عرض البحوث والدراسات المتعلقة بمحور الاقتصاد اليمني والوضع الراهن وفرص التعافي والقطاع المصرفي اليمني، واستقرار الاقتصاد الكلي، ومحور التنمية المحلية، والمؤسسات والتنمية الاقتصادية والمشاركة المجتمعية مع الجامعات والتنمية المجتمعية والتسويق والقطاع العام والجامعات والتنمية وكذلك عرض 53 دراسة وبحثاً علمياً خلال اليوم الأول للمؤتمر الذي ينعقد خلال 3 أيام.
وعبر وزير الصناعة والتجارة رئيس الفريق الاقتصادي، الدكتور محمد الأشول، عن سعادته بانعقاد المؤتمر في تعز قلعة الجمهورية وصانعة الثورات، ورافعة المشروع الوطني، مباركاً للسلطة المحلية والجامعة انعقاد هذا المؤتمر الذي يعد أول مؤتمر اقتصادي على مستوى البلاد معني بالتنمية المحلية كمدخل للتعافي الاقتصادي.
ودعا الوزير الأشول، الجامعات والأكاديميات للمشاركة وإعداد أوراق العمل، مؤكداً أن ما ينقص البلاد هو الشراكة بين مكونات المجتمع ومؤسسات الدولة لصياغة إطار استراتيجي يضمن المداومة على الإصلاح والابتكار للأدوات الاقتصادية وتطوير المشاريع وتنمية مقدرات البلاد.
وقال “إننا كجهة مسؤولة عن القطاع الخاص والأعمال التجارية والصناعية سنجد فرصة لتطبيق مخرجات المؤتمر كمحور مهم للنهوض الاقتصادي والتعافي والتنسيق مع السلطة المحلية ورئاسة الجامعة ووزارة الصناعة والتجارة لتشكيل فرق عمل متخصصة سواءً على مستوى المشاريع الصغيرة أو المجتمعات الصناعية أو الأنشطة الاستثمارية مع تفاعل الوزارة بشكل مباشر مع أي مخرجات تتضمن التطوير في التشريعات والعمليات الاجرائية مع الاستعداد لتغيير انماط العمل الحكومي بما يتواكب مع مخرجات المؤتمر.
من جهته تطرق وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني الدكتور خالد الوصابي، إلى أهمية المؤتمر كتظاهرة علمية أكاديمية تتواكب مع ما تعيشه البلاد من أوضاع اقتصادية متردية نتيجة الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية، وتوقف التصدير، معتبرا أن المؤتمر يتضمن دراسات اقتصادية تخدم الواقع والتنمية المستدامة، وتقدم الحلول للإشكالات والقضايا التي يعاني منها الاقتصاد المحلي.
وثمنت اللجنة التحضيرية والمشاركون الدعم المقدم من عدة جهات وعلى رأسها القطاع الاقتصادي للمقاومة الوطنية لإنجاح المؤتمر.
محافظ تعز نبيل شمسان تطرق إلى محاور خطة التعافي المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية واختيار المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المحافظة لتطبيق خطة الإطار الاقتصادي للانتقال من المساعدات الطارئة إلى التنمية المستدامة ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتحقيق تجارب ناجحة وتحسين مستوى الخدمات وشبكات الطرق الداخلية والمؤدية للمحافظة، ودعم مشاريع التنمية الزراعية والمائية والسمكية وتنمية الموارد وبناء القدرات المؤسسية.
واكد محافظ تعز، أن هذه المؤتمرات العلمية التي تضم نخبة من الخبراء الاقتصاديين من اليمن وخارجه كفيلة بتوفير مسارات للتعافي وتوجيه السياسات وتحقيق التنمية المحلية المنشودة، والاستفادة منها في خلق الاستقرار الاقتصادي وتحسين مستوى معيشة المواطنين.
من جانبه رئيس الغرفة التجارية والصناعية، شوقي أحمد هائل، أكد أن المؤتمر يشكل فرصة ذهبية لتبادل الأفكار والخبرات والدراسات والبحوث بما يسهم في وضع الخطط والبرامج التنموية الفعالة وتحقيق أهداف المؤتمر في التعافي وتعزيز الاستقرار وتحقيق التنمية.
واستعرض في كلمته ما تتميز به المحافظة من إمكانات اقتصادية هائلة وفرص استثمارية واعدة ودور القطاع الخاص في دعم المشروعات الصغيرة والأصغر كتجارب حققت النجاح وذلك بتخصيص 39 مليار ريال لتمويل المشاريع الصغيرة استفاد منها 90 ألف مستفيد في عدد من المحافظات.
واكد أن الغرفة التجارية والصناعية ستواصل التمويلات والتدريب والتأهيل لرواد الأعمال والشراكات ونشر ثقافة العمل الحر، مشيداً بجهود الجامعة وريادتها في الوصول لمخرجات تلبي احتياجات البلاد بالتشخيص الدقيق ووضع رؤية واضحة ومنطقية لاستعادة التعافي الاقتصادي وتهيئة بيئة استثمارية جذابة ومستقرة.
من جهته أوضح الدكتور يحيى عبد الغفار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر عميد كلية العلوم الإدارية، أن عدد البحوث المقدمة ما يقارب مائة وعشرين بحثًا وورقة علمية، تم قبول منها ثمانين بحثًا وأكثر من عشرين ورقة بحث علمي، موزعة على ستة محاور علمية تقدم مباشرة أو عبر الاتصال المرئي، بالإضافة إلى مشاركة عدد من الباحثين من بريطانيا والمغرب وماليزيا والأردن والعراق وجمهورية مصر العربية، إضافة إلى مشاركة الإخوة في الجامعات اليمنية.