المرسى – تقرير خاص
يحاول إعلام الإخوان المسلمين وبالتحديد خليه “مسقط-الدوحة-تركيا” إثارة جدلا في الوسط الإعلامي ومنصات التواصل الإجتماعي حول إختيار القيادي في المجلس الإنتقالي محمد الغيثي رئيسًا لهيئة التشاور والمصالحه التابعة للمجلس الرئاسي.
وفي سياق الحملة الإخوانية عملت خلية “مسقط-الدوحة-تركيا” على تبرير إعتراضها بفارق الخبرة بين عبد الملك المخلافي ومحمد الغيثي وهي محاولة مكشوفة تبطن تحريضا صريحا ذو خلفية سياسية ضد الغيثي كونه يمثل المجلس الإنتقالي بينما التبرير بأنه شاب فهذه ميزة إيجابية لا تعيبه بل تؤكد أن وصوله إلى موقع قيادي مهم في المجلس الإنتقالي دليل على كفاءته وتميزه عن كثيرين.
من ينتقدون وجود الغيثي على رأس هيئة التشاور؛ أين كانوا حين تم تعيين عشرات الشباب في مناصب دبلوماسية وحكومية ومحلية كل خبرتهم ومؤهلاتهم أنهم كانوا ضمن قيادات ساحات الإخوان في 2011 م ومرتبطين بالجنرال علي محسن الأحمر؟.
الغيثي يمثل المجلس الإنتقالي والمجلس لديه فريق من القيادات الشابة والمؤهلة مدنية وعسكرية تحملت مسؤلية كبيرة إلى جانب القيادات المخضرمة وصمدت في وجه كثير من المؤامرات حتى أوصلت المجلس الإنتقالي إلى الوضع الحالي كشريك موثوق للتحالف العربي في مواجهة المشروع الإيراني في اليمن والمنطقة.
وبما أن المجلس الإنتقالي الجنوبي جزءا أصيلا من التوافق الذي رعته الأمانة العامة لمجلس دول التعاون الخليجي فإن تسمية ممثلي المجلس في الهيئات والتشكيلات والتعيينات الحكومية تعود إلى قيادة المجلس الإنتقالي وليس لأي طرف أو مكون حق الإعتراص او فرض الوصاية على قرار المجلس الإنتقالي.
عبد الملك المخلافي الذي يحاول المعترضين التباكي عليه اليوم لإنه لم يعين بديلا عن الغيثي في هيئة التشاور كان هؤلاء المتباكين هم الذين أطاحوا به من وزارة الخارجية وشنوا عليه حملة إعلامية وتخوين وتحريض وتم إقصاءه من قبل الإخوان بعد إتهامات طالته حتى بإنه يتاجر بالجوازات الدبلوماسية.
هذه الإنتهازية والجاهزية لشن الحملات ضد مخرجات التغيير الجديد الذي تشهده البلاد عقب تشكيل مجلس القيادة الرئاسي هو نهج إخواني متأصل وسبق أن تناول المرسى هذه الجزيئة في تقرير منفصل قبل أيام وهاهو الواقع يثبت أن الإخوان عصاة على تغيير طبعهم مهما حاولوا التظاهر بغير ذلك.
السؤال الذي يفرض نفسه هنا.. هل تحتاج المرحلة الى قيادات شابة ودماء جديدة ذات تأهيل وإمكانات ذاتية تتوافق مع متطلبات التحديث في الخطاب والممارسة؟ أم أن التمسك بالقيادات العتيقة التي كانت جزءا من المشكلة وسببا في الوصول إلى هذا الواقع المولم هو المطلوب؟.
تحتاج المرحلة قيادات شابة قادرة على تجاوز العقبات ومتحللة من فكر الصراع ولعبة المصالح والتسابق على النفوذ والإمتيازات الخاصه لأن كل الفشل الذي جثم على السنوات الماضية كان نتيجة هذا الفكر الذي يتفيد العام لصالح الخاص.
التوافق على تسمية محمد الغيثي رئيسا لهيئة التشاور واحدة من الإيجابيات المبشرة التي أنتجها التغيير في مؤسسة الرئاسة كما أنه يجب أن يعمل المجلس على الإستفادة من طاقات الشباب والدفع بهم الى واجهة المهام الوطنية لإحداث تغيير حقيقي وملموس في الأداء وتحديث منظومة الإدارة والإستفادة من امكانيات الشباب المعرفية الحديثة.
محمد الغيثي وغيره من الشباب في المجلس الإنتقالي وفي أي منصب ومكون هم عنوان مرحلة جديدة وعلى من تعود على رؤية القيادات العتيقة التي شاخت وهي متمسكة بالمناصب أن يتقبل رؤية جيل جديد يحمل رؤية حديثه وخطابا عصريا وتأهيلا يواكب إحتياجات المرحلة.