المرسى – هرجيسا
قدرت سلطات أرض الصومال الخسائر الأولية التي خلفها حريق مركز النشاط التجاري “سوق واهين” الذي يعد السوق الأكبر في العاصمة “هرجيسا” بما يقارب من ملياري دولار جراء احتراق نحو 2500 شركة ومحل تجاري غالبيتها يمتلكها تجار يمنيون.
واندلع الحريق حوالي الساعة 8 مساءً الليلة الماضية، إلا أن جهود رجال الإطفاء لاحتواء الحريق اصطدمت بعدم وجود طرق معبدة للوصول إلى داخل السوق.
وتقدر مساحة السوق بخمسة كيلومترات، في حين نجح رجال الإطفاء بإخماد الحريق بعد أن تضرر السوق بشكل كبير.
وقال رئيس بلدية هرجيسا: إن العديد من الممتلكات في مدينته قد دمرت.
بينما قال أحد التجار المتضررين: ”أتاجر في سوق واهين منذ 20 عامًا، وقد فقدت 10 متاجر لي بسبب الحريق”.
وقال مسؤولون حكوميون: إن سبب عدم احتواء الحريق على الفور هو عدم قدرة رجال الإطفاء على الوصول إلى الموقع، مما أدى إلى تفاقم الحريق في السوق وتدهور الوضع.
وبدوره، قال رئيس بلدية هرجيسا السيد عبد الكريم موغي، وهو يعاني من الصدمة بسبب الحادثة: “أنا رئيس بلدية المدينة التي حُرقت ممتلكاتها ودُمرت ممتلكاتها وانهار اقتصادها”.
ويعد سبب الحريق غير معروف حتى الآن، على الرغم من أن التقارير تشير إلى أنه بدأ لأول مرة في أحد المنازل الواقعة داخل السوق وانتشر لاحقًا في جميع أنحائه، فيما قالت مصادر أخرى إن الكهرباء هي السبب لرداءة الأسلاك وطرق التوصيل العشوائية وعدم أخذ احتياطات السلامة.
وفي غضون ذلك، قال جمال عيديد إبراهيم رئيس الغرفة التجارية في أرض الصومال: إن 40% من أصول هرجيسا قد تدمرت بفعل الحريق.
وشدد جمال على ضرورة دعم المتضررين.
وحمل في ذات الوقت التجار جزءا من مسؤولية انتشار الحريق، حيث رفضوا الاستجابة لدعوات الحكومة لفتح شوارع السوق.
وأضاف: “هناك الكثير من المنازل في السوق، وعدد قليل جدًا من المداخل والمخارج، وقد كانت المشكلة الأكبر تتمثل بعدم قدرة رجال الإطفاء على الوصول إلى الحريق”.
وذكر بأن هذه العوامل قد أدت إلى تدمير ممتلكات تقدر بنحو 1.5 إلى ملياري دولار.
وكانت سلطات أرض الصومال أفادت في وقت سابق أن الحريق تسبب بتدمير أكثر من 2500 شركة ومحل تجاري.
ودمر السوق، الذي كان المركز الاقتصادي للمدينة بشكل كبير، رغم الجهود التي بذلها رجال الإطفاء لاحتواء الحريق.
ولم تسجل أي خسائر في الأرواح، لكنها تسببت في إصابة 28 شخصا.
ويبلغ عدد سكان هرجيسا 1.2 مليون نسمة، وهي عاصمة جمهورية أرض الصومال، المعلنة من طرف واحد وغير معترف بها.
وكانت أرض الصومال، التي انفصلت عن الصومال منذ أكثر من 30 عاما، وقد نجت من الفوضى والعنف اللذين ابتليت بهما الصومال.
وقال رئيس بلدية هرجيسا عبد الكريم أحمد موجي إن”المدينة لم يسبق لها أن شهدت مثل هذه الكارثة الهائلة”.
وكان رئيس أرض الصومال موسى بيهي عبدي زار السوق، وقال إن 28 شخصًا، من بينهم تسع نساء، أصيبوا، ولم يتم الإبلاغ عن أي خسائر في الأرواح.
وقال مسؤولون، إن الجرحى كانوا في الأساس تجار يحاولون إنقاذ بعض بضاعتهم من الأكشاك المحترقة.
وما زال سبب الحريق، الذي يلقي بعض التجار باللائمة فيه على عطل كهربائي، غير واضح.