“الدورات الثقافية”..معامل تفريخ مليشيا الحوثي لصناعة ألغام بشرية

المرسى – خاص

تولي مليشيا الحوثي المدعومة من إيران الدورات الثقافية حرص شديد واهتمام غير مسبوق لأنها بمثابة معامل تفريخ لصناعة الألغام البشرية وانتاج الأتباع والمقاتلين والمفخخين بالعقيدة.

وتجبر مليشيا الحوثي الكبار والصغار على الالتحاق بالدورات الثقافية انطلاقاً من رؤيتها لتلك الأنشطة كتأسيس عقلي يسبق التأهيل العسكري ويتفوق عليه، وفقا للكاتب اليمني صالح البيضاني.

يقول البيضاني” لديَّ قناعة راسخة أن الحرب اليمنية وتاريخ الصراع السياسي في هذا البلد على ارتباط وثيق بأبعاد ثقافية في المقام الأول، حيث تسلَّل أشباح العنف منذ وقت مبكر تحت عباءة الثقافة، عندما بدأت إيران الخُمينية تُصدِّر ثورتها الإسلامية المزعومة إلى دول المنطقة، ليس على متن السفن والطائرات، بل عبر برامج ثقافية صرفة، نجحت في تجنيد الرعيل الأول من مؤسِّسي المشروع الحوثي في اليمن، الذي تولَّى في وقت لاحق مسؤولية نشر العنف والطائفية، وصولاً لإشعال حروب صعدة الست التي عمَّقت الانقسام في اليمن، لينتهي المطاف بهذا البلد المنهك على الشكل الذي نراه عليه اليوم”.

ويضيف “أولى الحوثيون الجانب الثقافي والفكري اهتماماً بالغاً في مخطَّطاتهم، وغزوا عقول الفتية والشباب في المناطق الجبلية المعزولة في أقصى شمال اليمن، مستغلين غياب الدولة في تلك المناطق النائية، وعدم اهتمامها بمنظومة الثقافة والتعليم، لنشاهد في نهاية المطاف آلاف الألغام البشرية وهي تُسقط مدن اليمن الواحدة تلو الأخرى، متسلحةً بالقنابل ومدفوعةً بالأفكار التي نشرها مؤسِّس الجماعة الحوثية بواسطة ما يُعرف بالمَلاَزم، وهي مطبوعات ثقافية ودينية”.

ولاتدرك مراكز الدراسات والأبحاث العربية والأجنبية حتى الآن عمق التأثير الذي تحدثه الثقافة بكافة أنماطها في حياة المجتمع اليمني وتوجهاته السياسية، فقصيدة شعبية واحدة يمكن أن تُحدث ثورة و«زامل غنائي» أو أغنية قد تُغير مزاج الشارع، وهو الأمر الذي تفطَّنت له «طهران» منذ وقت مبكر، فأخذت في استقطاب الكُتَّاب والمثقفين والشعراء اليمنيين عبر دورات منتظمة حملتهم إلى إيران تباعاً، خلال فترة التسعينيات بالتحديد، بحسب البيضاني.

وأردف في مقال نشرته صحيفة الرؤية الإماراتية، “أن الأطراف الأخرى لم تول اهتماماً بهذا الشأن الفارق، وظلَّت تراهن على احتواء القوى التقليدية، ممثلةً في مراكز القوى العسكرية والقبلية، التي أثبتت تداعيات الأحداث أنها رهينة للتأثير الثقافي الجارف ومجرد أداة تستخدمها النخب الثقافية المُسيَّسة، التي تعاقبت على حكم اليمن جنوباً وشمالاً، محملةً برياح التأثيرات الأيديولوجية الماركسية حيناً، والقومية والإسلامية أحياناً أخرى”.

Exit mobile version