المرسى – عدن
جدّدت الأزمات المعيشية الضخمة التي تعيشها محافظات الجنوب، مطالب واسعة النطاق بضرورة عودة الهلال الأحمر الإماراتي الذي يملك تاريخًا ناصعًا من العمل الإغاثي والإنساني في الجنوب.
وترزح المحافظات الجنوبية تحت وطأة حرب قاسية أشعلتها مليشيا الشرعية، فعلى الرغم من الثروات التي يملكها الجنوب والتي كان بالإمكان أن تضمن حياة آمنة ومستقرة للمواطنين، إلا أنّها لم تنعكس إيجابًا على الواقع المعيشي بعدما ساءت الأوضاع بشكل غير مسبوق.
معاناة الجنوبيين في هذا الصدد ناتجة عن حرب خدمات تستهدف من ورائها الشرعية إغراق الجنوب بين براثن فوضى معيشية شاملة، وتحمل في طياتها أبعادًا طائفية شديدة الخطورة.
وفيما لا يمكن أن تتراجع الشرعية الإخوانية عن هذه الحرب الضارية وذلك بعدما دمَّرت الاقتصاد ودفعت نحو انهيار العملة وحاصرت المواطنين بين موجات ضخمة من ارتفاع الأسعار، فإنّ تكثيف العمل الإغاثي هو السبيل الوحيد نحو تحسين الوضع المعيشي.
الحديث عن العمل الإغاثي يُوجِّه الأنظار سريعًا للدور الكبير الذي بذلته دولة الإمارات عبر منظماتها الإغاثية التي ساهمت في تحسين الأوضاع المعيشية في الجنوب عبر سلسلة طويلة من المساعدات التي شملت على القطاعات.
إقدام دولة الإمارات على تكثيف هذا العمل الإغاثي نابع بشكل رئيسي من الإنسانية التي تحكم مبادئ الدولة التي لطالما شهد العالم بإنسانيتها وخيرها المتعاظم والذي يخفّف الأعباء عن المحتاجين.
وتعزّزت جهود هيئة الهلال الأحمر بفضل المبادرات التي أطلقتها القيادة الإماراتية، كما توسَّعت برامجها أفقيًّا ورأسيًّا وتنوعت خدماتها متضمنة أهم الجوانب الإنسانية، وشملت برعايتها وعنايتها أصحاب الحاجات وذوي الدخل المحدود والأسر المتعففة وأشد الفئات ضعفًا.
إنسانية الإمارات جدَّدت مطالب الجنوبيين بضرورة إعادة الهلال الأحمر للجنوب ليمارس إنسانيته المعهودة، في محاولة لتحسين الوضع المعيشي أمام المواطنين ومنحهم فرصة لحياة آمنة ومستقرة.