المرسى – خاص
في الأول من مايو يحتفل ملايين العمال بعيدهم لكن محمد عبده الصبري الذي فقد عمله بأحد المصانع في محافظة الحديدة لن تناله من هذه المناسبة سوى الذكرى.
فالصبري الحاصل على شهادة أفضل عامل في العام 2010 يجد نفسه اليوم على رصيف البطالة ضمن آلاف العمال الذين فقدوا أعمالهم جراء انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة.
يبحث العمال في الحديدة عن عيدهم الذي سلبه الحوثيون، فالمدينة التي حولتها المليشيا إلى سجن كبير وحاصرتها بالأنفاق والحواجز الإسمنتية والألغام؛ غادرتها فرص العمل وأرباب المال وبقي آلاف العمال على رصيف البطالة.
أحمد خالد، مهندس تحلية مياه، كان يعمل في إحدى محطات المياه التي أُغلقت بسبب حرب الحوثيين، حيث أدى ارتفاع أسعار الوقود وفرض الحوثيين إتاوات ومبالغ مالية على صاحب المحطة فاضطر المالك الى إيقاف العمل وتسريح العمال.
لقد كان عيد العمال مناسبة ذات أثر معنوي كما يقول أحمد، ويضيف: “كنا نحصل على التكريم والتحفيز في هذه المناسبة لكن نحن الآن عاطلون بلا عمل لم يعد لهذه المناسبة من أثر علينا إلا بمزيد من القهر”.
وفي مصنع لانتاج الحديد يحكي أحمد فؤاد عن المناسبة فيقول: “كانت الحديدة مدينة صناعية وكان آلاف العمال في هذه المدينة من جميع انحاء اليمن يعملون فيها اليوم، وبسبب حرب المليشيا الحوثية التي عطلت الحديدة أصبحنا عاطلون عن العمل”.
وتساءل بحرقة: “بأي ذنب ندفع هذه الفاتورة الباهظة من قوتنا؟ لقد تحولت الحديدة الى مدينة مهجورة “.
مئات المصانع توقفت وآلاف العمال فقدوا اعمالهم، هكذا حول الحوثيين الحديدة واحاطوها بالخنادق ولغمو كل طريق يمكن ان يتسلل منه النور نحو المدينة، لتبقى الحديدة أكثر من يدفع ثمن حماقات الحوثيين وحربهم العبثية.