المرسى | متابعات
أعلن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، أول مشروع من نوعه عربيا لاستكشاف كوكب المريخ، الإثنين، عن إنجاز أولى عمليات توجيه مسار “مسبار الأمل” بنجاح، والتي تندرج تحت سلسلة مناورات توجيه المسار، وتشكل محطة رئيسية ومرحلة مهمة في رحلة المسبار إلى الكوكب الأحمر والتي تستمر لسبعة أشهر.
وأكد عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ أن الأداء المتميز لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، بدعم كبير من القيادة الرشيدة وضع “مسبار الأمل” على المسار الصحيح نحو تحقيق هدف الوصول إلى الكوكب الأحمر لمباشرة مهمته العلمية وإثراء المجتمع العلمي العالمي بمعلومات وبيانات علمية جديدة.
وأشار شرف إلى أن كل تحد تنجح المهمة في تخطيه على امتداد رحلة المسبار هو إنجاز غير مسبوق لفريق عمل المشروع والداعمين له، ولقطاع الفضاء واستراتيجيته الوطنية وخطوة إضافية نحو تحقيق أهدافه الطموحة.
وأوضح أن هذه العملية تشكل التشغيل الأول من نوعه لأجهزة الدفع الستة لمسبار الأمل والتي وضعت المسبار الآن في مساره المباشر باتجاه كوكب المريخ، وفقا لوكالة أنباء الإمارات.
وأضاف أن “نجاح عملية توجيه المسار الأولى لمسبار الأمل محطة هامة بالنسبة لنا كونها الأولى التي تعمل فيها أنظمة الدفع للمسبار في الفضاء وتحدد المسار النهائي للمسبار نحو كوكب المريخ”.
وتابع : ” فاقت نتائج إطلاق مسبار الأمل توقعاتنا فهو الآن في مساره في الاتجاه المطلوب لبلوغ مدار المريخ ويتطلب منا أقل مما خططنا له مسبقا من تعديلات في مساره “.
وبعد الإطلاق الناجح لمسبار الأمل من منصة الإطلاق في جزيرة تانغاشيما جنوب اليابان، في 20 يوليو الماضي، خطط الفريق لتنفيذ 7 عمليات توجيه لمسار المسبار في رحلته البالغة 493 مليون كيلومتر نحو المريخ، إلا أن كفاءة الإطلاق وعمليات المسبار الأولية ساهمت في وضع المسبار في مسار أكثر قربا من المسار النهائي.
والتزاما بالمعايير الدولية لحماية الكواكب يتم في البداية إطلاق المهمات الفضائية إلى المريخ وغيره من الكواكب بعيدا عن المسار المؤدي مباشرة نحو الكوكب، وذلك بهدف إعطاء الفرصة لإجراء الاختبارات التي تؤكد سلامة عمليات المركبة الفضائية قبل تعديل مسارها باتجاه وجهتها النهائية، بما يضمن تحييد مخاطر تحطمها على سطح الكوكب المستهدف، ويحميه من أي ملوثات منشؤها كوكب الأرض ولذلك يتم إجراء عمليات تعديل المسار في مرحلة لاحقة من إطلاق المسبار أثناء رحلته في الفضاء الخارجي.
ومن المتوقع أن يصل مسبار الأمل إلى مدار المريخ في فبراير 2021، بالتزامن مع اليوبيل الذهبي للإمارات، ليرسم صورة متكاملة لمناخ الكوكب الأحمر على مدى سنة مريخية.
ويمثل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل” تتويجا لخطوات نقل المعرفة والابتكار والتطوير التي انطلقت منذ عام 2006 في الدولة، وشهدت عمل الكوادر والمهندسين الإماراتيين مع الشركاء العلميين في مجالات التصميم والهندسة والتصنيع الفضائي.
ويحمل مسبار الأمل 3 أجهزة لقياس ودراسة الغلاف الجوي لكوكب المريخ ويزن حوالي 1350 كيلوغراما بحجم سيارة صغيرة.
وقد صممه وبناه مهندسو مركز محمد بن راشد للفضاء بالتعاون مع شركاء نقل المعرفة وهم جامعة كولورادو في بولدر “مختبر فيزياء الفضاء والجو” وجامعة كاليفورنيا في بيركلي “مختبرات علوم الفضاء” وجامعة ولاية أريزونا “كلية استكشاف الأرض والفضاء”.
وسيسهم المسبار في فهم أعمق للتغيرات المناخية في الغلاف الجوي للمريخ من خلال جمع بيانات على مدار اليوم، وباختلاف المواسم ومقارنتها ببعضها، كما سيجري المسبار بعض القياسات الأساسية التي تساعدنا على فهم طبيعة الطقس في كل من طبقتيه السفلى والوسطى كما سيسهم في تكوين أول صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ والتي سيتم توفيرها للمجتمع العلمي العالمي في أكثر من 200 مؤسسة أكاديمية وبحثية.