الأعراس الجماعية.. أسلوب جديد لتجنيد الشباب في صفوف الحوثي

المرسى – إرم نيوز

تحولت عملية ”تزويج الشباب“ إلى سلاح بيد الحوثيين، من خلال برامجهم الهادفة إلى ترغيب الآلاف من الشباب العاطلين عن العمل والذين ينحدرون من أسر فقيره، بالانخراط في مشاريع الزواج التي تنظمها بين الفينة والأخرى.

وتنظم ميليشيات الحوثي أعراسا جماعية في مناطق سيطرتها بدعم مما تسمى هيئة الزكاة، التي استحدثها الحوثيون للاستيلاء على موارد الزكاة. وكان آخر تلك الأعراس، العام الفائت، وشمل أكثر من ثلاثة آلاف عريس وعروس.

وتجد القيادات الميدانية لجماعة الحوثي، في تلك الأعراس، فرصة لحشد أعداد جديدة للانخراط في صفوف الميليشيات، والحفاظ على بعض مقاتليها الذين بدؤوا يتسربون من صفوفها.

وتحرص جماعة الحوثي على أن تكون قوائم المنضمين إلى الأعراس الجماعية، من الفئات الأقل دخلا ومن المناطق الريفية، لتضيف منذ العام الفائت شرائح مجتمعية جديدة، والذين بات يطلق عليهم محليا ”أحفاد بلال“، لضمان ولاء مناطقهم وعائلاتهم للحوثيين.

وتستعد ميليشيات الحوثي لتنظيم عرس جماعي جديد، هذا العام، يشمل الآلاف أيضا.

ويصف الناشط المدني ،فهد الجنيد، هذه الأعراس بأن ”ظاهرها الخير وباطنها حشد المقاتلين“.

ويشير الجنيد في حديث لـ“إرم نيوز“، إلى أن ”استخدام النساء لكسب مقاتلين جدد، ليس أسلوبا جديدا للحوثيين، بل تعتمد عليه ميليشياتهم منذ بداية ظهورها في محافظة صعدة قبل نحو عشرين عاما، حيث نظموا مئات الأعراس الجماعية لمقاتليهم، وبات الانضمام إلى قوائم تلك الأعراس تحكمه معايير مدى الولاء للجماعة، رغم أن تلك الأعراس تتكفل بها جهات حكومية أو فاعلو خير“.

من جانبه، يقول موظف في هيئة الزكاة الحوثية، إن ”الأعراس الجماعية دفعت بمئات من الشباب اليمني -خاصة الفقراء والقاطنين في مناطق ريفية، والذين لم يسبق لهم الزواج ويجدون صعوبة بالغة في الزواج- إلى الانضمام لصفوف الحوثيين، على أمل أن تشملهم تلك الأعراس“.

ولفت الموظف إلى أن ”قوائم العرس الجماعي المزمع تنظيمه في الثاني من شهر كانون الأول/ ديسمبر المقبل، تشمل نحو 100 عريس من الأفارقة المقيمين في مناطق سيطرة الحوثيين، من جنسيات سودانية، وصومالية، وإثيوبية، وإرتيريه“.

وتلجأ جماعة الحوثي إلى هذا الأسلوب في استقطاب الشباب، كخيار في ظل حالة التذمر المتزايدة ضدها في مناطق سيطرتها، وفي ظل رفض الكثير من القبائل الدفع بأبنائها للقتال مع الحوثيين، بسبب الخسائر البشرية التي تلحق بهم بشكل متواصل خلال المعارك.

Exit mobile version