شحنات مضبوطة من المواد الكيماوية الحوثية
كثّفت مليشيا الحوثي الانقلابية من تجارة الأسمدة والمبيدات الزراعية، كواجهة لتمرير مواد صناعة المتفجرات إلى الأراضي اليمنية.
وأسست مليشيا الحوثي، عشرات الشركات تحت لافتة تجارة المبيدات الزراعية للحصول على تسهيلات في استيراد السموم المحرمة دوليا، والأسمدة الكيماوية المستخدمة في صناعة المتفجرات ذات الآثار المدمرة.
وطيلة السنوات الماضية من عمر الانقلاب، وجدت آلاف الأطنان من الأسمدة المصنعة في الشركات الإيرانية للبتروكيماويات المشمولة بعقوبات مشددة من الخزانة الأمريكية لارتباطها بمليشيا الحرس الثوري الإيراني، طريقها بسهولة إلى الأسواق اليمنية عبر شركات مملوكة لقيادات في الصف الأول لمليشيا الحوثي الانقلابية.
وتعود بداية توسع ظاهرة الأسمدة الإيرانية المقلقة باليمن إلىام 2018، عقب ضبط السلطات الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن شحنة كبيرة من نترات الأمونيا الأبيض، وهو نوع من اليوريا المصنع في إيران مخبأ بأكياس الأرز وكانت في طريقها إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة المليشيات المدعومة من نظام طهران.
بارود إيران الأسود
وصنف خبراء المواد الكيماوية في السلطات اليمنية، الأسمدة المضبوط في هذه الشحنة على أنها مواد تستخدم في صناعة المتفجرات شديدة الانفجار.
وشهد اليمن خلال العام الجاري، طفرة كبيرة في تهريب “الأسمدة الإيرانية، يشير مختصين أنها تطابق عينات تصنعها شركات “خراسان” و”شازاند” و”برديس” للبتروكيماويات والمصنفة أمريكياً بأنها الأكثر أرباحا وتصديرا للأسمدة في الشرق الأوسط.
وحسب عاملون في محلات بيع وتداول المبيدات الزراعية في صنعاء، فإن هناك أكثر من 1000 صنف تجاري من المبيدات المحرمة دوليا، الكثير منها مصنعة في إيران ومجهولة ومنتهية الصلاحيات، دخلت في الأعوام الأخيرة إلى الأسواق اليمنية.
وأوضحوا في تصريحات متفرقة لـ”العين الإخبارية”، أن أصناف الأسمدة خاصة سواء تلك المهربة أو التي تدخل من منافذ رسمية بتصاريح رسمية لا يصل منها إلى الأسواق في صنعاء سواء القليل وتجارتها وبيعها محتكرة على محلات تابعة لنافذين حوثيين.
وطبقا للمصادر، فإن مليشيا الحوثي تستورد وتهرب الأسمدة بذريعة “استخدامها في الزراعة” خصوصا الأصناف المحظورة المستخدمة بكثافة لأشجار نبتة “القات” بجانب المبيدات غير أنه الحقيقة المخفية والمخيفة أنها تتجه لتتحول مواد اساسية أكثر فتكا في صنع المتفجرات.
وأشاروا إلى أن مخاليط أسمدة دخلت مؤخرا ضمن شحنات مبيدات زراعية من قبيل المركبات الهيدروكربونية ومسحوق “الأمومنيوم” ونترات “الأمونيا” و”اليوريا” و”المواد المؤكسدة” حولت جميعها إلى ورش ومستودعات لتصنيع المتفجرات بين صنعاء وصعدة.
ويستخدم الحوثيون المبيدات والأسمدة في إنتاج “البارود الأسود” وصناعة متفجرات أولية، حيث تنفجر هذه المواد، ولو كانت قليلة الكمية، انفجار صاعقا و تحترق بسرعة كبيرة جدا.
ولا يدرك العاملون بصنعاء من أين تدخل هذه المواد المحظورة من قبل التحالف العربي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في كافة المنافذ والموانئ والتي تستخدمها مليشيا الحوثي في انتاج آلاف الألغام المضادة للأفراد والعبوات الناسفة والمتفجرات المرتجلة.
وعلمت “العين الإخبارية”، من مصادر أمنية في خفر السواحل اليمنية إلى أن غالبية شحنات الأسمدة، خصوصا أسمدة إيران القاتلة، تتدفق إلى الداخل اليمني عبر شبكات تهريب إقليمية.
وذكرت المصادر، أن المهربين، يلجأون لاستخدام زوارق متوسطة لنقل شحنات المبيدات المحرمة والأسمدة المنفجرة إلى السواحل الغربية للبلاد لا سيما عبر ميناء “الحديدة” الخاضع للحوثيين، فيما ينشط مهربون آخرون في سواحل محافظة المهرة وشبوة، جنوبي وشرقي البلاد.
شركات حوثية
وتسللت الشركات الحوثية إلى واجهة المشهد اليمني المغطى بالمآسي قبل عقدين مع نشأة الحركة تحت كنف المخابرات الإيرانية بصعدة.
وتعد مؤسسة “بن دغسان لتجارة المواد الزراعية” هي الشركة الأم والتي فرخت عشرات الشركات والتجار المتحدرين من المعقل الأم للمليشيات الحوثية.
و مؤسسة دغسان، هي أكبر واجهة حوثية لتهريب واستيراد المبيدات والأسمدة المحظورة دوليا، و يملكها القيادي الحوثي الأبرز “أحمد صالح هندي دغسان” المطلوب رقم 22 على قائمة الـ 40 إرهابيا التي أصدرها التحالف العربي.
كما يعد أكبر مهرب يمني في المنطقة بعد القيادي الحوثي ومهرب السلاح الأشهر فارس مناع، معتمدا على شبكة واسعة من المهربين المنتشرين في السواحل اليمنية والموانئ والمنافذ البرية.
وقالت 3 مصادر أمنية لـ”العين الإخبارية”، إن المهرب الحوثي دغسان، الذي ظل قبل الانقلاب يسوق نفسه للنظام اليمني السابق بأنه شيخ قبلي ورجل أعمل ويتوسط لتخفيف التمرد الحوثي، كان بمثابة “حصان طروادة” لتسهيل اجتياح المناطق حتى إسقاط صنعاء.
كما افتتح شركات بأسماء مقربين منه وتجار آخرين للعمل في مهمات تهريب مختلفة كـ “المخدرات” و “السجائر” و”الأسلحة” و”المبيدات” و”الأسمدة” ومواد أخرى تدخل في صناعة المتفجرات.
ومؤخرا هيمن دغسان على الأسواق اليمنية لاستيراد وتهريب المبيدات والأسمدة، كما يحتكر عشرات الأصناف من السجائر المهربة في السوق المحلية خصوصا العاصمة المختطفة صنعاء، مستغلا سيطرة المليشيا على وزارة الزراعة والرأي بالعاصمة.
وتظهر وثيقة صادرة أواخر 2018، بمنح حكومة الانقلاب مؤسسة “بن دغسان” حق إصدار شهادات تسجيل لعدد 61 مادة من المبيدات والأسمدة الكثير منها إيرانية الصنع، في مسعى لاضفاء الشرعية على مواد مهربة تدخل عبر شركاته في تجارة المبيدات الزراعية.
وتولي المليشيا عمليات تهريب الأسمدة اهتماماً كبيراً، لاستخدامها في صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة.
وحسب المقاومة الوطنية اليمنية بالساحل الغربي، فإن القياديين الحوثيين “أبو علي الأسود” و”أبو جبريل المراني”، يعدا من أبرز المشرفين على إدارة عمليات البيع والتهريب لتعزيز ترسانتها العسكرية بمواد التفجير.
المرسى نقلا عن موقع العين الإخبارية